حذر سياسي عراقي بارز أمس الإثنين (13 مارس/ آذار 2017) واشنطن من أن تعجيل الحملة العسكرية في غرب الموصل لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يسبب زيادة مفاجئة في الضحايا المدنيين مما يهدد بتقويض جهود هزيمة المتشددين.
ويستخدم خميس خنجر نفوذه للضغط على الإدارة الأميركية والسلطات العراقية لضمان أن الحملة الرئيسية في الموصل تقلل الخسائر في صفوف المدنيين وقال إن ما لا يقل عن 3500 مدني قتلوا منذ بدء الهجوم على الشطر الغربي من المدينة الشهر الماضي.
واستعاد الجيش الشطر الشرقي للمدينة في هجوم بدأ العام الماضي.
وقال خنجر في مقابلة بالعاصمة الأردنية عمان "كانت هناك خسائر بشرية كبيرة بسبب التسريع في العمليات العسكرية ونعتقد أن هذا خطأ كبير وأصبح السكان عندهم خشية أكبر من الماضي من العمليات العسكرية".
وأضاف "نأمل ألا تسرع قوات التحالف بهده الطريقة دون الأخذ بالاعتبار الأرواح البشرية".
ولم تعلن الحكومة العراقية أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أعداد الضحايا المدنيين في أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003.
وقال خنجر إن الخسائر البشرية المتزايدة جاءت بشكل رئيسي بسبب الغارات الجوية والقصف العشوائي للأحياء السكنية المزدحمة مع توغل قوات مكافحة الإرهاب التي دربتها الولايات المتحدة في البلدة القديمة ومركز المدينة.
وشملت حملة طرد "داعش" من غرب الموصل آخر معقل رئيسي للتنظيم المتشدد في العراق معارك في الشوارع مع تقدم القوات العراقية من مبنى إلى آخر واقترابها من المناطق كثيفة السكان بالمدينة.
ويقول خنجر إن المدينة لا يزال يقطنها نحو 850 ألف شخص.
وحتى آخر مرحلة من معركة استعادة الشطر الغربي للموصل يقول خنجر إن الحملة سارت بشكل جيد وأوقعت خسائر في صفوف المدنيين أقل من المتوقع وأرجع ذلك إلى مهنية القوات الخاصة التي دربتها الولايات المتحدة.
وقال خنجر "الأمريكان يخطؤون إذا اعتقدوا أن الحسم العسكري السريع هو الأفضل في هذه المعركة".
وأضاف "سيكون لهذا تداعيات خطيرة على مرحلة ما بعد داعش ... سيكون هناك غضب من السكان واستفادة داعش من الخسائر البشرية الكبيرة".
ويمول خنجر جماعات سنية عشائرية محلية قاتلت "داعش" في بداية ظهورها في العراق.
وفي بداية حملة الموصل مول جنجر قوة دربتها تركيا قوامها ثلاثة آلاف فرد وكانت تسمى قوات حرس نينوى قبل دمجها في القوات التي تشرف عليها الحكومة.
وقال خنجر إن كبار ساسة العراق السنة والأحزاب اجتمعوا الأسبوع الماضي أيضاً في أنقرة لأول مرة منذ سنوات لرسم مقترح للمصالحة الوطنية في فترة ما بعد الموصل.
وأضاف أن الاجتماع حضره رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس أسامة النجيفي وساسة وقادة سنة آخرون واتفقوا على أن هناك فرصة تاريخية لرأب الصدع بين الطوائف المتناحرة في العراق واستعادة ثقة التيار السني في الدولة.
وقال خنجر إن تعميق الاستياء في صفوف سنة العراق من شأنه أن يزيد نفورهم ويخاطر بتفاقم المشاكل الأمنية في البلاد وحتى ظهور جماعات سنية أكثر تشدداً بمجرد هزيمة المتشددين.
وتابع قائلاً "ما لم تكن هناك عملية سياسية تستعيد ثقة السنة في الدولة... في مرحلة ما بعد داعش ربما تخرج منظمات أشد إرهاباً وأشد تطرفاً".