حتى قبل مغادرة المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إلى واشنطن للقائها الأول مع الرئيس دونالد ترامب اليوم الثلثاء (14 مارس/ آذار 2017)، اتجهت وسائل الإعلام إلى الحديث عن صدام حتمي بين الزعيمين، واختلفت على كيفية إخراج نتائج اللقاء إلى العلن، بعبارات منمقة بشأن «تعزيز التعاون الثنائي».
واعلن البيت الأبيض أمس ان ترامب سيستقبل الخميس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وفقاً لصحيفة «الحياة» السعودية.
مركل التي تأبى الاعتراف بأن التباينات تقف في طريق علاقتها بمضيفها الأميركي، اصطحبت معها وفداً من أبرز رجال الأعمال الألمان، من بينهم رئيسا شركتي «بي إم دبليو» و «سيمنز» هارالد كروغر وجو كيزر، إضافة إلى ممثلي شركات أخرى لديها نشاطات في السوق الأميركية، وذلك في مسعى لكسر جدار الجليد في العلاقات بين البلدين، الأمر الذي تستتبعه انفراجات في العلاقات الأميركية مع سائر الدول الأوروبية.
ورأى محللون ألمان أن رجال الأعمال هؤلاء بوسعهم الحديث مع ترامب بلغته، وبالتالي إحداث ثقب في جدار العلاقات الأميركية– الألمانية التي توترت منذ تقارير عن تنصت وكالة الأمن القومي على مكالمات المستشارة (راجع ص7).
ورأى محللون أميركيون أن لقاء ترامب - مركل، سيكون بلا شك الأهم بالنسبة إلى الرئيس الأميركي، ولا يعادله أهمية سوى لقائه الذي لم يحدد بعد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، علماً أن الرئيس الأميركي يعتزم استضافة نظيره الصيني شي جينبينغ في منتجع مار- إيه- لاغو في فلوريدا الشهر المقبل.
وأوردت شبكة «سي أن أن» تقريراً عن القمة الاميركية – الصينية المرتقبة، ونقلت عن مصادرها أن من المتوقع أن يضع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اللمسات الأخيرة على خطط زيارة الرئيس الصيني خلال جولة للوزير في آسيا هذا الأسبوع تشمل الصين.
وأفادت تقارير بأن القمة الأميركية - الألمانية التي تستمر ثلاث ساعات اليوم، ستستهل بلقاء لمركل وترامب ثم غداء عمل وخلوة بين الزعيمين واجتماعات موسعة للوفدين. وهي تحمل أهمية كبرى لمستقبل العلاقة الثنائية والسياسة الأميركية الجديدة، حيال الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وروسيا والحرب ضد الإرهاب.
ويأمل الألمان في الخروج بنتائج عملية، بإقناع ترامب بالتراجع عن تهديده بفرض رسوم على شركات السيارات الألمانية التي تورد منتجاتها إلى السوق الأميركية، في مقابل وعد بتنفيذ برلين المطلوب منها أميركياً، على صعيد زيادة إنفاقها على الدفاع ودفع حصتها من نفقات «الأطلسي».
ولا شك في أن البحث سيتطرق إلى الفائض البالغة قيمته 50 بليون يورو، لمصلحة ألمانيا في ميزان التجارة مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما اتهم بيتر نافارو مستشار ترامب، ألمانيا باكتساب مزايا تجارية غير عادلة، من خلال ضعف اليورو.
وأفاد مسؤولون في البيت الأبيض بأن ترامب سيسعى إلى الاستماع لنصيحة مركل في ما يتعلق بكيفية التعامل مع بوتين.
وأبدى الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت حرصها على تعزيز التعاون بين البلدين، وقال إن الحكومة الألمانية تعتقد أن «سياسات الحماية الاقتصادية غير مفيدة لنمو الاقتصاد العالمي». وزاد: «ما زلنا نعتقد أن التجارة الحرة تفيد جميع الأطراف».
على صعيد آخر، أكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» في واشنطن، أن لقاء وزير الخارجية ريكس تيلرسون بنظيره السعودي عادل الجبير أمس، تناول مجموعة من قضايا ثنائية وإقليمية، من بينها النزاع المستمر في اليمن والجهود في مكافحة الإرهاب.
وأشار المسؤول إلى أن اللقاء الذي تزامن مع وصول ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية لواشنطن، بحث في قضايا التعاون الثنائي وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب. كما قال المسؤول إن «الجانبين بحثا أيضاً تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الرياض وواشنطن، ودعم الولايات المتحدة رؤية السعودية الاقتصادية لـ2030 وبرنامجها الإصلاحي».