العدد 5302 - الإثنين 13 مارس 2017م الموافق 14 جمادى الآخرة 1438هـ

وفد «المعارضة السورية» يعلن عدم مشاركته في محادثات أستانا... واتفاق لإخراج «المقاتلين» من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص

الرئيس السوري بشار الأسد يجتمع مع وفد برلماني أوروبي في دمشق - epa
الرئيس السوري بشار الأسد يجتمع مع وفد برلماني أوروبي في دمشق - epa

خلال ست سنوات من حرب مدمرة، تخطت حصيلة النزاع السوري 320 ألف قتيل بينهم 96 ألف مدني، واعتبرت الأمم المتحدة العام 2016 «الأسوأ» بالنسبة إلى أطفال سورية حيث تعترض عوائق عدة الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل.

وعشية جولة محادثات بشأن سورية تستضيفها أستانا اليوم (الثلثاء) و غداً (الأربعاء) برعاية كل من موسكو وطهران حليفتي دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة، أعلنت فصائل سورية معارضة أمس الاثنين (13 مارس/ آذار 2017) عدم مشاركتها في هذه الجولة احتجاجاً على خرق اتفاق لوقف إطلاق النار معلن منذ شهرين ونصف شهر على الجبهات الرئيسية.

وقبل يومين من دخول النزاع السوري عامه السابع، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الاثنين) بارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 320 ألف شخص، في حصيلة جديدة للنزاع منذ اندلاعه في مارس 2011.

وتتضمن هذه الحصيلة، 96 ألف مدني بينهم 17 ألفاً و400 طفل.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن «معدل القتلى تراجع منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار» في 30 ديسمبر/ كانون الأول، مضيفاً «لم يتوقف القتل لكن تراجعت وتيرته».

«طريق مسدود»

وعدا عن حصيلة القتلى، تسبب النزاع بمأساة إنسانية كبيرة، بعد تشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، ويعيش معظمهم في ظروف مأسوية.

وقالت المديرة الإقليمية للمجلس النرويجي للاجئين، كارستن هانسن في بيان أصدرته تزامناً مع الذكرى السادسة لاندلاع النزاع، «خلال العام الماضي أعاقت كافة الأطراف المعنية في سورية المساعدات الملحة، والملايين باتوا أفقر وأكثر جوعاً ومعزولين أكثر عن المساعدات وعن العالم».

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير أصدرته الاثنين أن لأطفال سورية حصة الأسد من المعاناة، وأن وضعهم وصل إلى «الحضيض» نتيجة أعمال العنف.

وارتفع، بحسب المنظمة، «بشكل حادّ خلال العام الماضي عدد حالات القتل والتشويه وتجنيد الأطفال»، مع مقتل «652 طفلاً على الأقلّ، أي بارتفاع نسبته 20 في المئة مقارنة مع العام 2015، ما يجعل من العام 2016 أسوأ عام لاطفال سورية».

وافادت المنظمة بأن 225 طفلاً قتلوا إما داخل المدارس أو قربها، كما تم تجنيد 850 طفلاً «أي أكثر من الضّعف مقارنة مع العام 2015».

وقال المدير الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالاري إن «عمق هذه المعاناة غير مسبوق»، مضيفاً «يتعرض ملايين الأطفال في سورية للهجمات يومياً وتنقلب حياتهم رأساً على عقب».

وحذّرت منظمة أوكسفام في بيان أمس من أن «الطريق مسدود في وجه الهاربين من سورية إذ تفرض الدول الغنية في جميع أنحاء العالم سياسات معادية للاجئين».

واعتبر المسئول عن فريق أوكسفام للاستجابة للأزمة السورية، أندي بيكر، أن «هناك إجماعاً دولياً متفاقماً لمنع السوريين من الفرار من العنف، بدلاً من أن تكون هذه الجهود مبذولة لوقف العنف».

وأضاف «نتيجة ذلك، يترك المدنيون على خط النار وتحت الحصار العسكري الخانق، ولا تتاح أمام اللاجئين فرص التوطين في دول ثالثة، وتجرى محاولات لإعادة السوريين إلى مناطق النزاع».

محادثات بلا المعارضة

واستعداداً لجولة ثالثة من المحادثات السورية في أستانا مقررة اليوم (الثلثاء) وغداً (الأربعاء)، وصل كل من الوفد الحكومي السوري برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ووفدا روسيا والأمم المتحدة إلى أستانا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية أمس (الاثنين).

وقال متحدث باسمها «نتوقع وصول باقي الوفود الليلة»، إلا أن الفصائل المعارضة أعلنت عدم مشاركتها في هذه الجولة.

وقال الناطق باسم وفد الفصائل المعارضة أسامة أبو زيد لـ فرانس برس»: «قررت الفصائل عدم المشاركة في محادثات أستانا»، معدداً من بين الأسباب «عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف إطلاق النار».

ومن المفترض أن يشارك في اللقاء نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابر الانصاري ونائب لوزير الخارجية التركي وممثلون عن الولايات المتحدة والأردن.

وبحث وفدا الحكومة السورية والفصائل المعارضة في جولتي محادثات عقدتا خلال الشهرين الماضيين في أستانا في تثبيت وقف إطلاق النار.

وتلي محادثات أستانا جولة خامسة من مفاوضات السلام في جنيف يفترض عقدها في 23 من الشهر الجاري.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي يرعى محادثات جنيف اعتبر أن الهدف من محادثات أستانا هو «تثبيت أم القضايا كلها وهي وقف إطلاق النار».

وفي مقابلة مع وسائل إعلام أوروبية نشرت نصها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن «الأولوية بالنسبة للشعب السوري الآن هي محاربة الإرهاب»، مضيفاً «من قبيل الترف الآن التحدث عن السياسة بينما يمكن أن تقتل في أي وقت بسبب الهجمات الإرهابية».

وشدد على أن «التخلص من المتطرفين هو الأولوية... والمصالحة السياسية في المناطق المختلفة تشكل أولوية أخرى» مضيفاً «عندما تحقق هذين الأمرين يصبح بوسعك التحدث عن أي نقاش تريد أن تجريه بشأن أي قضية».

وفي إطار اتفاقات المصالحة، أعلن ممثلون عن الحكومة والمعارضة أمس (الاثنين) التوصل برعاية روسية إلى اتفاق في حي الوعر، آخر معقل للفصائل في مدينة حمص (وسط)، يقضي بإخراج مقاتلي المعارضة، من المدينة، على أن يتم ذلك في مهلة أقصاها شهرين.

ويتعرض الحي منذ شهر لغارات عنيفة أوقعت عشرات القتلى. ولم تدخله أي قافلة مساعدات منذ أربعة أشهر على الأقل.

العدد 5302 - الإثنين 13 مارس 2017م الموافق 14 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً