تستعرض هذه الكتابة جانباً من أرشيف صحيفة «النجمة الأسبوعية» التي تُصدرها شركة نفط البحرين (بابكو)، ضمن عددين في شهر أكتوبر/تشرين الأول 1962م، إلا أننا نبدأ باستعراض كلمة فريق أرشيف «بابكو» في العدد 277، الصادر يوم الخميس 9 مارس/آذار 2017، والتي تضعنا أمام إحصاءات للسيارات والحوادث المرورية التي حصلت فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي. ومن بين تلك الإحصاءات، إحصاء للسيارات التي كانت تجوب شوارع البحرين في العام 1961، حيث لم يتجاوز عددها 6500 سيارة، أما في العام 1966، فزاد العدد إلى 9441 سيارة، ثم ارتفع العدد بشكل ملحوظ ليصل إلى 15311 سيارة خلال العام 1971، و 33000 سيارة خلال العام 1975، بينما وصل عدد السيارات المُسجَّلة في العام 2016 إلى 653000 سيارة.
كما يُشير الأرشيف إلى أنه في العام 1926، كانت هناك عشرات السيارات تجوب شوارع البحرين. «وفي تلك الفترة، تم تشييد أول طريق في البحرين لأغراض استكشافات النفط بين معسكر الدخان والعوالي. وفي العام 1930، بدأ العمل في بناء جسر الشيخ حمد بين المنامة والمحرق، ولم يكتمل البناء إلا في العام 1942 بسبب نقص المواد المستوردة إبان الحرب العالمية الثانية».
ومن خلال قراءة في صور أرشيف «بابكو»، والتي ترجع إلى خمسينات وستينات القرن الماضي، تنوّه كلمة الفريق، إلى أنه كان هناك عدد قليل من السيارات التي كانت تسير على طرق وشوارع البحرين «وعلى رغم قلّة عدد السيارات في تلك الفترة، فقد كانت هناك حوادث مرورية، وبعضها أدّى إلى وفيات عديدة»، ويرجع السبب إلى أن كثيراً من الشوارع لم تكن مخططة ولم تكن مضاءة.
وعن الزعم القارّ بأن سيارات الأمس هي أكثر قوة ومتانة، تشير كلمة فريق «بابكو» إلى أن الصور تُوضح بأن السيارات القديمة لم يُصب جسمها الأمامي فقط، وإنما وصل إلى حيث يجلس السائق والركّاب، وذلك بسبب صلابة جسم السيارة «في المقابل فإن المركبات الحديثة قد صُنعت بعد دراسات مستفيضة في سلامة الركّاب بحيث تمتص قوة الصدمة من الأمام أو الخلف، ولا تصل قدر الإمكان إلى داخل مقصورة الركّاب؛ علاوة على فرامل ضد الانزلاق التي من ميزتها تقليل مسافة زحف المركبة بصورة كبيرة عند استعمال الفرامل، وكذلك بالون الحماية، وحزام السلامة، وألواح الفولاذ الجانبية لحماية الركاب».
مقتل طفلة
في حادث سيارة بالدير
ويُورد العدد 38 من «النجمة الأسبوعية» إحصاءات حوادث السيارات التي وقعت في البحرين منذ منتصف 29 سبتمبر/أيلول 1962 وحتى 7 أكتوبر من العام نفسه؛ إذ بلغت 26 حادثة اصطدام قُتلت في إحداها طفلة في الثالثة من عمرها تُدعى فوزية عبدالله سلمان.
وبحسب الصحيفة، وقعت الحادثة في قرية الدير حيث اصطدمت سيارة راجعة إلى الخلف بالطفلة المذكورة، فنقلت إلى المستشفى في الحال.
وأوضح الخبر أن ثلاثة من الحوادث المذكورة سبّبت جروحاً بالغة، بينما نجمت عن 12 حادثة أخرى إصابات طفيفة. وتسبّبت 10 حوادث منها في تحطيم سيارات أصحابها ضمن ممتلكات أخرى.
452 ألف روبية محصول اللؤلؤ
وفي العدد 39 من «النجمة الأسبوعية» الصادر بتاريخ 17 أكتوبر 1962، تضمّن تقريراً عن محصول صيد اللؤلؤ للعام 1962، والذي بدأ في 3 يونيو/حزيران 1962، في الصفحة الثانية من العدد حمل عنوان «رجوع الغوَّاصين إلى البحرين»، كما تضمّن عدد السفن وأنواعها والمحصول الذي تم تحقيقه؛ إذ أشار إلى أن موسم العام 1962 شهد مشاركة 12 سفينة، منها 7 سفن كبيرة، و 5 سفن صغيرة (الخماميس)؛ فيما قُدِّر المحصول بـ 452،700 روبية.
والتقى مندوب «النجمة الأسبوعية» وقتها بأحد ربابنة سفن الغوص لذلك الموسم النوخذة أحمد بن راشد، وسأله عن مدى تأثر الغوّاصين بالصيف الحار الذي اجتاح البحرين، أجاب بالقول: «أعتقد بالنسبة لنا أن حالة الجو كانت ألطف، ومن حسن الحظ أن قلّة هبوب الرياح الشديدة خلال هذا الموسم، مكّنتْنا من المكوث أياماً على مغاصات اللؤلؤ.
يُذكر أن سوق اللؤلؤ شهدت تدهوراً منذ ثلاثينات القرن الماضي، مع الإشارة إلى أنه في العام 1835م كان محصول اللؤلؤ يدّر 400 ألف جنيه إسترليني، وأن ما يقرب من 1500 سفينة كانت تخرج للغوص.
إصلاح شقوق المطار
وفي العدد نفسه نقف على الاهتمام بما تم إنجازه من بنية تحتية، بتعهّد صيانته ورصد الموازنة له من خلال عنوان «تصليح ممر هبوط الطائرات بمطار البحرين»؛ حيث نقرأ: «لقد اكتشف خبراء دائرة الأشغال التابعة إلى وزارة الطيران البريطانية، شقوقاً وعلامات تلفٍ عام لمساحة تقدَّر بـ 2000 ياردة مربَّعة على ممر هبوط الطائرات بمطار البحرين، وقرّروا (بعد ذلك) القيام بإصلاح ذلك بأسرع وقت ممكن».
ويضيف الخبر «وتقع هذه الشقوق في الجهة الجنوبية من المطار. ومن المقرر البدء بالتصليحات المطلوبة بتاريخ 18 نوفمبر/تشرين الثاني، وتقدَّر تكاليفها بنحو 17 ألف جنيه إسترليني».
مشيراً الخبر إلى أنه أثناء استمرار العمل «سيغلق الممر في وجه الطائرات ما بين الساعة التاسعة صباحاً حتى السادسة مساء، بحسب التوقيت المحلي. أما خلال الليل فسيفتح ممر عرضه 130 قدماً وطوله 7500 قدم لاستقبال الطائرات التي تصل البحرين ليلاً».
وأوضح الخبر بأن الممر الضيّق المحدَّد لنزول الطائرات سيجبر طائرات البوينع 707 على تغيير خطوطها الجوية.
وفي تصريح للمهندس المراقب على دائرة الأشغال التابعة إلى وزارة الطيران البريطانية، جون ألستون، لصحيفة «النجمة الأسبوعية»، قال، إن الخطر يكمن في حالة نزول مطر كثير، وتسرُّب الماء في الشقوق، بينما تستخدم الطائرات الثقيلة المطار. موضحاً بأن «ذلك قد يؤدِّي إلى إتلاف سطح الممر، وعليه قرَّرنا البدء بالعمل بأسرع وقت ممكن».
تخفيض رسوم التخزين
وفي العدد نفسه تضمّنت الصفحة الأولى خبراً عن تخفيض رسوم التخزين ، بدأ بأمر صادر عن صاحب العظمة حاكم البحرين بتخفيض رسوم تخزين البضائع المُعبَّأة في أكياس «خاصة المواد الغذائية، وذلك اعتباراً من 15 أكتوبر الجاري (1962)». وأضاف الخبر بأن رسوم التخزين للمواد الغذائية ستكون «روبية وعشرين بيزة للطن الواحد، أو جزء منه لمدة 14 يوماً بعد أن كانت 2.40 روبية»، وأضاف الخبر «سيُسمح للمورِّدين بخزن بضائعهم على اختلاف أنواعها في مستودعات الجمارك بالمنامة بنصف الرسوم المعمول بها حالياً في ميناء سلمان».
موضحاً بأن «الرسوم التي ستستوفى للتخزين في مستودعات الجمارك، ستكون للبضائع المعبّأة في صناديق أو بالات أو طرود أو غير ذلك روبية وعشرين بيزة للطن الواحد، أو جزء منه لمدة 14 يوماً. أما رسوم تخزين البضائع المعبأة في أكياس، فستكون ستين بيزة للطن الواحد، أو جزء منه لمدة 14 يوماً».
مُدرِّسون لإمارة الشارقة
وفي مجال التعليم، نشرت الصحيفة في العدد 38 بتاريخ 10 أكتوبر 1962م خبر مغادرة البحرين خلال الأسبوع الماضي (مطلع الشهر) بعثة التدريس المكوَّنة من تسعة مدرّسين متوجّهين إلى الشارقة، قبل تسع سنوات من قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة، حيث نشطت بعثات التعليم البحرينية حتى مطلع السبعينات من القرن الماضي.
وفي نص الخبر «بدأت مديرية التربية والتعليم بناء على أمر من حاكم البحرين الراحل صاحب العظمة، منذ العام الدراسي الماضي (1961) بإيفاد عدد من المدرّسين البحرينيين الأكفاء للتدريس في مدارس الشارقة، وذلك مساهمة من البحرين في النهوض بالتعليم في تلك الإمارة».
وأضاف خبر البعثة بأنه تم في العام الدراسي الماضي (1961) إرسال بعثة للتدريس مكوَّنة من 6 مدرّسين بحرينيين إلى الشارقة، ومن قبل مديرية التربية والتعليم.
وأورد الخبر الشروط التي يجب أن يتمتع بها المدرّس الذي يُوفد للتدريس خارج البحرين من بينها، أن يكون حائزاً على الشهادة الثانوية (معهد المعلمين)، وسبق له أن زاول مهنة التدريس لمدة لا تقل عن 3 سنوات، وأظهر خلالها كفاءة حسنة.
... وتوصية بالوعي القومي
وورد في العدد نفسه توصية من مجلس التربية والتعليم في اجتماعه الذي عقده بتاريخ 10 أكتوبر 1962، تتعلق باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو التأكد من عدم التحاق الطلبة البحرينيين الذين يدرسون في الخارج على حسابهم الخاص، بكليات أو جامعات أو معاهد، تناهض مبادئ تأسيسها الوعي القومي العربي، وذلك إثر تسلّم مذكرة من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بهذا الخصوص.
كما بت مجلس التربية والتعليم في أمر تعيين مشرف على الطلبة البحرينيين الذين يتلقون دراساتهم في الجمهورية العربية المتحدة، كما قدّم توصيات حول ضم بعض قطع الأراضي للمدارس الواقعة في مدينتي المنامة والمحرق.
افتتاح مطعم عائم
وتضمَّن العدد 38 من «النجمة الأسبوعية»، وفي الصفحة الثالثة، خبر افتتاح رئيس الشرطة والأمن العام (المغفور له بإذن الله تعالى) صاحب السمو الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة، أول مطعم عائم من نوعه في البحرين، وذلك في الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الأحد الماضي. ويملك المطعم الذي يقع في الجانب الأيمن من ميناء سلمان، فهد ظاعن.
ويشير الخبر إلى أن المطعم تم إنشاؤه على صندل (دوبة) راس على 12 برميلاً كبيراً مضاداً للصدأ والتآكل، وبالإمكان تعويمه وجرّه إلى مكان آخر بإزالة البراميل. ومن بين التسهيلات التي تم توفيرها للمطعم مدّ جسر يبلغ طوله نحو 5 أمتار من رصيف الميناء إلى داخل العوامة.
الصورة... ذاكرة المستقبل
الإجراء المُتعلق بالمطابقة يهدف إلى الوقوف على مدى تحقيق الإنسان الفارق في الإنجاز. المطابقة هنا ترتبط بالضرورة ببعد زمني، يتحقق من خلاله في المكان إنجاز ما. حتى ما لم يتحقق، تخلفاً وتراجعاً، هو بحد ذاته إنجاز. في العودة إلى الصورة... الأرشيف تحسس للمستقبل. المستقبل الذي ستكون له ذاكرة في يوم من الأيام. الوقوف على الأرشيف، من المفترض أن يكون وقوفاً على عرْض للتحدي: ما الذي يمكننا أن نحققه؟ هل تجاوزنا ما تحقق؟
في الأرشيف... الصورة، تكمن إخفاقات علينا أن نتعلم منها. في الصورة الأرشيف نجاحات من الفشل ألَّا نتجاوزها اليوم بسنوات. ثمة خلل يشير بإصبعه لنا حين لا نتمكّن من ذلك.
يستفز الأرشيف، باعتباره ذاكرة الماضي، المستقبل الذي يملك هو الآخر ذاكرته: ذاكرته في الإعداد لما يُراد تحقيقه وليس الاكتفاء بتخيّله أو تصوّره.
يُذكر، أن صحيفة «النجمة الأسبوعية» اضطلع برئاسة تحريرها محمد شهاب، وساعده في التحرير محمد عبداللطيف. وكان ممثلو الدوائر بمثابة مراسلين للصحيفة وهُم: جاسم عبدالله (دائرة التدريب)، عبدالغفار العلوي (دائرة الموظفين)، عبدالحسين سعيد (دائرة الحريق)، محمد صالح (عمليات النفط)، غلوم عبدالله (الخدمات الفنية)، فرج عبدالكريم (دائرة المخازن)، صالح بن حسن (دائرة التفتيش)، سيدجواد قاهري (دائرة النقليات)، إبراهيم عباس (دائرة التسويق)، إبراهيم جمعة (الهندسة والإنشاء)، عبدالله خلفان (الحسابات)، علي إسماعيل (الخدمات العامة والموظفين)، حسن طرادة (دائرة السلامة)، محمد جاسم (دائرة الصيانة)، وأحمد عبدالله (دائرة العمل).
السيارات لم تتغير فقط اشكالها ولكن من يستوردها تغير وتغيرت نفسيته !!!!
انزين شنو تبون بالظبط؟ اكيد عدد السيارات اقل في 1961 لأن التكنولوجيا جديدة وعدد السكان اقل وايد
بالضبط
السيارات القديمة أشد صلابة لنفسها فقط, يعني بالعامية السيارة ماتتعور لكن السائق يتعور, السيارات الحديثة مصممة انها تحمي السائق بقدر الامكان والسيارة "قلعتها" تروح وتجي غيرها.