ذكر أعضاء الكونغرس الأميركي، الذين زاروا إسرائيل، لم يجدوا عقبات تحول دون نقل سفارة بلادهم إلى القدس ، وفق ما قالت قناة روسيا نقلاً عن صحيفة "إيزفيستيا" اليوم الأحد (12 مارس/آذار2017).
لا يرى المشرعون الأميركيون عوائق تعترض نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وكان قد زار إسرائيل لدراسة هذه المسألة وفد رسمي من الكونغرس الأميركي، برئاسة رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي في مجلس الشيوخ الجمهوري النافذ رون دي سانتيس، الذي صرح عقب الزيارة بأن السفارة الامريكية قد يتم نقلها إلى القدس قبل حلول الصيف.
وتقول معطيات الصحيفة إنه في حال إقدام البيت الأبيض على هذه الخطوة، فإن البعثة الدبلوماسية ستقيم في شارع دافيد بلوسر، حيث توجد القنصلية العامة الأمريكية. بيد أن مصادر دبلوماسية في واشنطن أكدت للصحيفة استحالة إنجاز عملية نقل كل السفارة في مثل هذا الوقت القصير، ولا سيما أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائي في هذا الموضوع.
ومن الجدير بالذكر أن واشنطن تفكر في نقل سفارتها إلى القدس منذ عام 1995. وذلك عندما اتخذ الكونغرس الأمريكي قرارا بذلك. ولكن، لم يتجرأ أي رئيس أمريكي على تطبيق ذلك في الواقع الفعلي.
أما الرئيس دونالد ترامب، فصرح مرارا بأنه سينقل سفارة بلاده إلى القدس. كما أكدت في وقت سابق مستشارة سيد البيت الأبيض كيليان كونواي أن هذه المسألة مدرجة على رأس قائمة "الأولويات"، لكن مسؤولي عدد من الدول المؤثرة مثل فرنسا والأردن يعارضون ترحيل الدبلوماسيين الأمريكيين إلى المدينة المقدسة، مشيرين إلى احتمال تفاقم الوضع في قضية الصراع العربي-الإسرائيلي.
الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس وعضو حزب "الليكود" الحاكم زئيف إلكين ذكًر الصحيفة بأن الكونغرس الأمريكي اتخذ في القرن الماضي قانونا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وقال إن "إسرائيل تنتظر، عندما تنقل بلدان العالم كافة سفاراتها إلى العاصمة. جميع المؤسسات العامة للدولة تعمل في القدس. وعلاوة على ذلك، عندما تأتي الوفود الأجنبية نقلُّهم إلى القدس. وبطبيعة الحال، فإن اسرائيل قادرة على ضمان أمن جميع البعثات الدبلوماسية، حتى في ظل وجود تهديدات دائمة"، - كما قال الوزير الإسرائيلي.
في مدينة القدس توجد مؤسسات الدولة كافة، وبخاصة الكنيسيت الإسرائيلي، الوزارات ومقر رئاسة الدولة. وعلى الرغم من كل ذلك، تتخذ سفارات بلدان العالم كافة بما فيها سفارة روسيا من تل أبيب مقرا لها. كما تعترف معظم دول العالم بأن تل أبيب تحديدا هي عاصمة إسرائيل، على الرغم من القرار الذي اتخذته في عام 1949 بجعل القدس عاصمتها
ويرى منتقدو هذه المبادرة أن نقل البعثات الدبلوماسية إلى المدينة المقدسة سوف يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع، ويثير موجة جديدة من التوتر بين العرب واليهود. ولذا، بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس برسائل إلى قادة العالم يناشدهم فيها عدم السماح بنقل البعثات الدبلوماسية إلى القدس.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لتنظيم "جبهة النضال الشعبي" أحمد مجدلاني للصحيفة إن فلسطين تعارض نقل السفارة. وعلاوة على ذلك، فإنهم في رام الله لا يعتقدون أن ذلك يمكن أن يحدث.
يقول مجدلاني إن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يقوض بيننا نهائيا عملية السلام. وعلى الرغم من هذا، لا يوجد بعد مبرر موضوعي للاعتقاد بأن السفارة الأمريكية ستنقل إلى القدس. والأهم من ذلك، لا توجد حوافز أساسية لكي تحذو دول أخرى حذو الولايات المتحدة، التي حاولت (وخاصة الكونغرس الأمريكي) مرارا القيام بذلك، ولكن مساعيها باءت حتى الآن بالفشل -، كما أكد السياسي الفلسطيني.
وعلى الرغم من كل ذلك، شكلت التصريحات الأخيرة الآتية من واشنطن مصدر إلهام لتل أبيب، إذ قال المحلل السياسي الاسرائيلي أفيغدور إسكين إن الحديث يدور عن نقل السفارات إلى القدس الغربية، التي هي جزء من إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم، التي لا تقع السفارات الأجنبية في عاصمتها. القدس الشرقية من وجهة نظر العرب هي منطقة متنازع عليها، أما فيما يتعلق بالجزء الغربي من المدينة، فلا يوجد حوله أي خلاف. وعملية نقل البعثات الدبلوماسية سيتم من جزء في الدولة إلى جزء آخر منها في إطار الحدود المعترف بها دوليا. كيف يمكن انتقاد نقل السفارة إلى العاصمة؟ يمكن النظر إلى ذلك من باب السخرية فقط، - كما قال المحلل السياسي الإسرائيلي.
هذا ويعدُّ وضع القدس إحدى القضايا الرئيسة في الصراع بين إسرائيل وفلسطين. وبعد الحرب في عام 1967، أعلنت إسرائيل عن "توحيد القدس" كعاصمة "موحدة لا تتجزأ" لإسرائيل. وإذا ما أعربت الإدارة الامريكية مرارا عن رغبتها بنقل بعثتها الدبلوماسية إلى القدس في القريب العاجل، فمن الممكن أن واشنطن تعول على إيجاد حل سريع للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث سيكون لها الدور الرئيس. فمن المستبعد أن تعمل الإدارة الأمريكية على مفاقمة الوضع من دون تحليل العواقب.