العدد 5300 - السبت 11 مارس 2017م الموافق 12 جمادى الآخرة 1438هـ

59 قتيلاً وعشرات الجرحى بتفجيرين في دمشق القديمة

حافلتان بهما آثار التفجير في دمشق - epa
حافلتان بهما آثار التفجير في دمشق - epa

قُتل نحو 59 شخصاً أمس السبت (11 مارس/ آذار 2017)، غالبيتهم من الزوار العراقيين، وأصيب العشرات بجروح في تفجيرين استهدفا أحد أحياء دمشق القديمة في اعتداء من الأكثر دموية في العاصمة السورية منذ بدء النزاع قبل ست سنوات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التفجيرين، وأحدهما انتحاري، استهدفا منطقة تقع فيها مقبرة باب الصغير في حي الشاغور في المدينة القديمة.


فرار 300 من عائلات الإرهابيين الأجانب من مدينة الرقة

59 قتيلاً وعشرات الجرحى بتفجيرين في دمشق القديمة

دمشق - أ ف ب

قتل نحو 59 شخصاً، أمس السبت (11 مارس/ آذار 2017)، غالبيتهم من الزوار العراقيين، وأصيب العشرات بجروح في تفجيرين استهدفا أحد أحياء دمشق القديمة في اعتداء من الأكثر دموية في العاصمة السورية منذ بدء النزاع قبل ست سنوات.

وبرغم بقائها في منأى عن المعارك العنيفة التي شهدتها غالبية المدن السورية الكبرى الاخرى، استهدفت العاصمة دمشق ومحيطها خلال سنوات النزاع الطويلة بتفجيرات دامية عدة أودت بحياة العشرات.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التفجيرين، وأحدهما انتحاري، استهدفا منطقة تقع فيها مقبرة باب الصغير في حي الشاغور في المدينة القديمة.

وتضم مقبرة باب الصغير أضرحة يعد بعضها مزارات دينية شيعية وسنية.

ومنذ صباح أمس (السبت)، واصلت حصيلة التفجيرين الارتفاع لتبلغ «46 قتيلاً على الأقل» بينهم زوار عراقيون، وفق المرصد السوري.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية بدورها أن «الإحصاءات الأولية تشير إلى سقوط قرابة أربعين شهيداً عراقياً ومئة وعشرين جريحاً بعد استهداف حافلاتهم بعبوات ناسفة».

وتشهد دمشق ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة حركة سياحية دينية كثيفة خصوصاً للعراقيين والإيرانيين الذين يأتون برغم الحرب لزيارة المقامات الدينية.

وأفاد وزير الداخلية السوري محمد الشعار من مكان وقوع التفجيرين بأن «العمل الإرهابي استهدف حافلة حجاج من عدد من الجنسيات العربية».

ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن «الجهات المختصة تمكنت من تفكيك دراجة نارية مفخخة» في منطقة مقبرة باب الصغير.

أحذية ونظارات ودماء

وأظهرت صور بثها التلفزيون السوري الرسمي بقعاً من الدماء على الأرض وأحذية مبعثرة ونظارات محطمة فضلاً عن حافلة احترقت أجزاء منها وحافلات أخرى تساقط زجاج نوافذها واقتلعت أبوابها.

وروى مصور وكالة «فرانس برس» في المكان أنه شاهد بركاً من الدماء في المنطقة التي فرض حولها طوق أمني.

وقال أحد سكان الحي إن انفجاراً أول دوى ثم تلاه الثاني بعدما تجمع الناس في المكان.

وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإدانة التفجيرين.

واعتبرت في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن التفجيرين جاءا «رداً على الانتصارات التى حققها الجيش العربي السوري على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والكيانات المرتبطة بهما فى العديد من المناطق».

ولم تتبن أي جهة التفجيرين في الوقت الحاضر.

وعادة ما تتبنى تنظيمات إرهابية التفجيرات الدامية في العاصمة دمشق ومحيطها، آخرها هجوم انتحاري وقع في يناير/ كانون الثاني، تبنته جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وأسفر عن مقتل عشرة أشخاص في حي كفرسوسة الذي يضم مقرات أمنية واستخباراتية في دمشق.

ووقعت الاعتداءات الأكثر عنفاً في منطقة السيدة زينب جنوب دمشق التي تضم مقام السيدة زينب، وهو مقصد للسياحة الدينية في سورية.

وشهدت تلك المنطقة في فبراير 2016 تفجيراً ضخماً تبناه تنظيم «داعش» وأوقع 134 قتيلاً بينهم على الأقل تسعون مدنياً.

فرار من الرقة

وفي شمال البلاد وعلى وقع عملية عسكرية واسعة لقوات سورية الديمقراطية، فرّ حوالى 300 من عائلات الإرهابيين الأجانب منذ فجر الجمعة من مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم «داعش» في سورية، باتجاه محافظة دير الزور شرقاً وريف حماة (وسط) الشرقي من الجهة الجنوبية الغربية، وفق المرصد السوري.

وتخوض قوات سورية الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم «داعش» من الرقة.

وقطعت تلك القوات كافة طرق الإمداد الرئيسية للإرهابيين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وبرغم ذلك لا يزال باستطاعة الإرهابيين الفرار من الجهة الجنوبية للمدينة الواقعة على ضفاف نهر الفرات.

وأوضح مدير المرصد السوري أن عائلات الإرهابيين فرت «عبر زوارق وعبارات إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات» ومنها إلى دير الزور وحماة.

وتعد الرقة هدفاً للعديد من الأطراف المقاتلة في سورية. وبالإضافة إلى قوات سورية الديمقراطية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً أن قواته تنوي التوجه إليها، كما أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس (السبت) أن الرقة تعد «أولوية» للجيش السوري.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة «فينيكس» الصينية نقلتها «سانا» أمس «لقد بتنا قريبين جداً من الرقة الآن»، مضيفاً «وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جداً من مدينة الرقة، والرقة هي معقل داعش اليوم، وبالتالي فإنها ستكون أولوية بالنسبة لنا».

وعلى الصعيد السياسي، تطرق الأسد إلى جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت بين الحكومة والمعارضة السوريتين بين 23 فبراير/ شباط والثالث من مارس في جنيف برعاية الأمم المتحدة، وانتهت بإعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا جدول أعمال من أربعة عناوين هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.

وقال الأسد «إننا لم نتوقع أن ينتج جنيف شيئاً، لكنه خطوة على طريق ستكون طويلة، وقد تكون هناك جولات أخرى سواء في جنيف أو في أستانا» حيث عقدت جولتان من المحادثات خلال الشهرين الماضيين بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة.

العدد 5300 - السبت 11 مارس 2017م الموافق 12 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً