منذ بداياتها، دأبت صحيفة «الوسط» على أن تكون محدثة لتأثيرات إيجابية حقيقية، صادقة ومخلصة للمجتمع البحريني. هذه الرغبة وهذا الهدف الذي وضعته الصحيفة نصب عينيها، لما يقرب من 15 عاماً حتى اليوم، لا يزال ماثلا أمام أعين القائمين على الصحيفة والعاملين فيها. وسواء كنت مسئولاً في «الوسط» أم موظفاً منتظماً، أو متعاوناً، أو حتى قارئاً محباً للصحيفة حاملاً لقناعات تشبه قناعات القائمين عليها، فإن هدفك الأول سيكون أن تساهم بشكل إيجابي في المجتمع من حولك، أن تحدث التغيير الأفضل، وأن تنشد حياة أفضل للجميع... وعلى جميع الأصعدة.

اليوم، وجدت الصحيفة ما يمكن أن يعد حليفاً آخر لها في عملية التغيير الإيجابي هذه، يتمثل في وسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي بدءاً من «الفيس بوك» وصولاً إلى «السناب» و «الإنستغرام» وغيرها، وهي التي أصبحت اليوم منصات إعلامية جديدة تساهم بشكل كبير في صياغة حياتنا وسلوكياتنا وشخصياتنا، وربما تحدد من نكون.

وسواء قبلنا الدخول في عالم التواصل الاجتماعي هذا أم رفضناه وعزفنا عنه، فلن يمكننا التغاضي عن الأثر الكبير لهذا العالم في تغيير حياتنا. ولن يمكننا إنكار إنه مع كل تطبيق جديد أو منصة أخرى في عالم التواصل الاجتماعي جديد، يتغير ادراكنا للعالم حولنا، ويتوسع وعينا الاجتماعي بتحولات العالم حولنا. نصبح أكثر اتصالاً بالعالم، القريب منا والبعيد، أكثر وعياً بشئونه، أكثر معرفة، و... أكثر هوساً.

ورغبة منا في صحيفة «الوسط»، بالمساهمة في التغيير الذي تحدثه وسائل التواصل الاجتماعي، عبر لفت أنظار الشباب البحريني نحو قضاياهم الاجتماعية والثقافية، تم الإعلان منذ أيام عن تنظيم مسابقة للأفلام القصيرة، ندعو فيها الشباب واليافعين وحتى الصغار باعتبارهم أدوات التغيير المجتمعي، إلى أن يدلوا بدلوهم ويطلقوا صوتهم المجتمعي الثقافي عبر تقديم أفلامهم القصيرة التي تبرز أي شأن مجتمعي، وذلك لمنحهم فرصة إيصال أصواتهم ورؤاهم ذات الطابع الاجتماعي هذا عبر المنصات الإلكترونية المتعددة للصحيفة.

بالطبع يفضّل أن تكون الأفلام مصورة بأجهزة الهواتف الذكية أو الألواح الذكية الأخرى، لكن يمكن للراغبين في تصوير أفلامهم بوسائل أخرى، استخدام أي أجهزة تصوير أخرى يرغبونها ما دامت أفلامهم ستأتي في صيغة قابلة للنشر والعرض على وسائل التواصل الاجتماعي.

نؤمن أن مثل هذه المسابقات كفيلة بالكشف عن مواهب وإمكانات مذهلة يملكها البحرينيون صغاراً وكباراً، هؤلاء الذين سيدخلون في تحدٍ وسيكتشفون ما يمكن أن توفره لهم الأجهزة الذكية المخبأة في جيوبهم وفي حقائبهم اليدوية من إمكانات مهولة، وكيف يمكن لها أن تطلق طاقات الإبداع الكامنة بداخلهم، وسيعرفون كيف يمكن للتكنولوجيا أن تقود التغيير المجتمعي إلى الأفضل.