مازال الجمهور المنامي وكل عشاق النادي واللاعبون ومجلس الإدارة والجهازان الفني والإداري يتذكرون اللحظات التاريخية بتحقيق الفريق الكروي بالنادي لقب كأس جلالة الملك. وكيف سينسى هؤلاء ذلك اليوم الذي دخلوا من خلاله التاريخ من أوسع أبوابه، كونهم حققوا البطولة لأول مرة منذ تأسيس النادي، أو منذ إقامة هذه البطولة، والفرحة كانت مضاعفة؛ لأن اللقب تحقق على يد البطل التاريخي نادي المحرق الذي كان يومها يبحث عن اللقب التاسع عشر له، بينما المنامة فوق تحقيقه اللقب الأول، فهو كان يلعب النهائي لأول مرة، ولكم أن تتصوروا حجم الفروقات بين الناديين من ناحية الألقاب، وكذلك من جانب الخبرة في خوض النهائيات.
لكن كل ذلك كان مفقوداً في الملعب، فلا المنامة بدا خائفاً أو حذراً على اعتبار النهائي الأول، ولا المحرق استثمر خبرته وكبرياءه الكروي، وبالتالي الفروقات كانت غائبة وكانت مجرد أسبقيات، وفي النهاية تفوق المنامة (فنياً) ونجح في خطف اللقب الأول، وخرج المحرق (حزيناً) كونه فقد اللقب الثالث له منذ بداية الموسم بعد خسارة «السوبر» على يد الحد والخروج من كأس الاتحاد الآسيوي 2016 أمام العهد اللبناني.
المنامة بتحقيقه الكأس الملكية، أثبت تطوره وتفوقه والعمل المميز من إدارته التي بدأت تهتم بكرة القدم أكثر، وواصل النادي العزف الحاضر في السنوات الأخيرة بمسابقاتنا المحلية، من خلال تنوع الأبطال ودخول بطل جديد في كل موسم، فالبسيتين حقق دوري 2012-2013 والرفاع الشرقي عاد للألقاب بخطف كأس الملك 2014 بعد غياب 14 عاماً، وفي الموسم الذي تلاه حصد الحد لقب الكأس للمرة الأولى، وفي 2016 الحد أيضاً خطف لقب الدوري الأول بالنسبة له، والآن المنامة يحصد الكأس الغالية في 2017، ولانعلم ربما نشهد بطلاً جديداً للدوري هذا الموسم في ظل تصدر المالكية حالياً وتواجد المنامة كمنافس، ولكن المحرق موجود في صُلب المنافسة.
تنوع الأبطال يُعد علامة مميزة لمسابقاتنا المحلية، صحيح أننا نفتقد للمستوى الفني في الكثير من مباريات الموسم، لكن الإثارة موجودة بعض الأحيان، وتواجد عدة فرق متنافسة على الألقاب يُعطينا أملاً في أننا من الممكن أن نشاهد تقدماً في مسابقاتنا بالمواسم القادمة، فهيمنة فريق أو فريقين على الألقاب من المُمكن أن يُضعف البطولات، لا أقول هذا الكلام لأنني لا أريد للفرق صاحبة الألقاب مواصلة حصدها، ولكن إذا كانت جديرة بذلك فلها ماتريد، وإلا فإن الخطر عليها سيتواصل، وستستمر الفرق الأخرى في مزاحمتها.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ