العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ

البحريني جعفر حمزة متمرداً على الوظيفة التقليدية: لا عذر للبحرينيين... الفرص متاحة لإطلاق «إبداعاتكم» وإليكم تجربتي

أدرت ظهري للوظيفة الحكومية... بلغت الخليج وقريباً أصل لأوروبا

فريق العمل في boxobia
فريق العمل في boxobia

 

خلافاً لما هو سائد ومعتاد، اختار الشاب البحريني جعفر حمزة، أن يدير ظهره للوظيفة التقليدية (في الوزارة وفي الشركات)، وليقبل بـ «شغف»، على البديل... إنه العمل الحر والوظيفة الإبداعية.

تجربة يعبر عنها حمزة بالمميزة، لحظة زيارة «الوسط» له في مؤسسته (BOXOBIA)، والكائنة في البديع.

مؤسسة مجالها الرئيسي هو صناعة الهويات البصرية وتقديم حزمة من خدمات التسويق والإعلان والأفكار الخلاقة، وقد وصلت اليوم لأسواق عدة، منها السعودية والإمارات وعمان والعراق، وقريبا تفتح أبوابها على دول أخرى غير عربية، يقول حمزة.

ومن وحي تجربته، كان حمزة يتحدث ناصحا وملهما الشباب البحريني خصوصا «لا عذر لنا إطلاقاً، لدينا الكثير من العوامل التي من شأنها تعبيد الطريق لأساسيات ريادة الأعمال في مملكة البحرين، من بينها عدد من المؤسسات كـ»تمكين» وبنك البحرين للتنمية، فضلا عن وجود مبادرات أخرى تقدم تجاربها وخبراتها في هذا المجال، وتعزز ثقافة ريادة الأعمال حتى من مرحلة مبكرة، من بينها مسابقة «مشروعي» التي تستهدف طلبة المدارس والجامعات».

وأضاف «بجانب ذلك، ومع وجود الفضاء المفتوح والمعرفة الهائلة المتاحة، أصبحت السبل لتقديم الجديد متاحة، ولا يمكن أن يحدها زمان أو مكان أو مال، لتترك أثرها الذي لا يمكن إغفاله»، وتابع «الإمكانات متاحة لمن يجيد الاستفادة منها. فالإنترنت منح القدرة على التواصل والتشبيك، ويبقى السؤال، فيم نستخدمه حاليا؟ في بناء ثقافة إنتاج أو تأصيل لبناء هش كالزجاج؟».

وأردف «قدرة الشباب البحريني على الإبداع موجودة، لكن عمليا هناك كثير من العقبات أبرزها الافتقار للشغف وطول النفس».

تنقل حمزة خريج الهندسة الكهربائية من جامعة البحرين العام 2003، بين شركات عدة، عمل فيها وفي وزارة التجارة والصناعة في قسم الملكية الصناعية، والشغف لم يغادره. يقول معلقاً «لم أطل كثيرا في الوزارة، وكنت وقتها أعمل في 3 وظائف، صباحاً (الوزارة) وعصراَ (شركة في مجال الإعلانات) وليلا (صحيفة الميثاق// مسئول التحليل السينمائي والثقافي)، ثم قررت مغادرة الوظيفة الروتينية أي الوزارة رغم ثراء التجربة، وفي العام 2007 ولد القرار».

في الوقت ذاته عمل حمزة على تأسيس شركة بمعية مساهمين آخرين وبإلهام من المرحوم موسى العالي، وهي شركة (BLACKSHEEP). لم تكتب لها الاستمرارية بعد ترديها ماليا ورغم نجاحها إداريا وتسويقيا حتى كان من بين أعمالها تصميم شعار رؤية البحرين 2030.

عاد حمزة للقطاع الخاص وجذوة الشغف لم تنطفئ. يقدم في العام 2010 عبر ماركة (أثر للملابس) مبادرة (عرض القيم) عوضا عن عرض الأزياء، في تجربة رائدة تلتها مبادرة (البيع بالثقة) والتي تحدث عنها المذيع المعروف أحمد الشقيري، في تجربة «نجحت بنسبة 98 في المئة وانتشرت كثقافة داخل البحرين وخارجها»، كما يقول صاحبها.

وقتها كان حمزة يجمع بين سجله التجاري ووظيفته في القطاع الخاص، وصولا للحظة الاستغناء عن خدماته قبل 4 سنوات.

استغناء فتح الباب لبدء تجربة الوظيفة الخاصة، ليؤسس هذه المرة مؤسسة (BOXOBIA)، والتي تعني بحسب قول حمزة «تتكون الكلمة من مفردتين تم الجمع بينهما، الاولى هي (BOX) والثانية هي (PHOBIA)، أما المعنى فهو مغادرة الخوف والتفكير خارج الصندوق».

يتحدث حمزة عن مؤسسته التي يملكها اليوم بعد أن كانت ملكيتها موزعة على 3 مساهمين، فيقول: «بدأنا برأس مال مقداره صفر، لكن بملايين الأفكار والحماس والشغف والمغامرة، وهو ما قادنا الى الاستمرار رغم الصعوبات التي وصلت بنا لعدم معرفتنا طريقة دفع الإيجار الشهري، غير أن القانون الإلهي (اعقلها وتوكل) كان له التأثير الأكبر».

وأضاف «استمر العمل حتى بلغنا مرحلة متقدمة، نتيجة عدة عوامل من بينها التزامنا بالدقة الشديدة في العمل، وإعطاء الزبون (فوق ما يطلب) ما عزز استمراره معنا، وفي الوقت الذي يمتلئ فيه السوق البحريني بعشرات الشركات العاملة في مجال انتاج الهويات البصرية والتسويق، الا أن ما يميزنا هو الابداع في الافكار والشغف المكون لشخصيتنا في العمل. نعمل بطريقة (80 – 20)، وهي تعني أن البحث يستغرق من وقتنا وجهدنا 80 في المئة، فيما نصيب التنفيذ 20 في المئة المتبقية».

حمزة الذي يعتد كثيراً بتجربته، يرى فيها تفوقاً على شركات تتواجد في السوق منذ 30 عاما، لتتمكن من تقديم جائزة أفضل هوية تجارية في البحرين BBB Awards، في مبادرة غير ربحية هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.

ولا يعبأ حمزة بالمال كأولوية، يؤكد ذلك وهو يردد «هنا الفرق بين التاجر ورائد العمل، التاجر ينظر للأرقام والحسابات أما رائد العمل فينظر للرسالة، وكثير من الرواد لم يحققوا الثراء لكنهم تمكنوا من التغيير».

«المال وسيلة لا هدف»، عبارة رددها حمزة مراراً، مضيفاً «اذا اعتبرنا المال هدفا، سيرسم لك سبيلا قد لا يتوافق مع ما تسعى له من تغيير ونشر ثقافة ورسالة تعطي الأثر الفعال في المحيط بك. هدفنا هو نشر ثقافة الإبداع بطريقة جديدة كليا بحيث نؤسس لفكر جديد، وهو ما صنع هالة (boxobia)، ولا يعود ذلك لجعفر حمزة فحسب، فهناك محمد وأحمد والسيد وأحمد، فريق العمل المتفاني».

وتابع «لمدة 4 سنوات نحن نعمل بهذه الطريقة، وشركاؤنا في النجاح ممتدون من الكويت إلى سلطنة عمان، وكل ذلك بفضل من الله تعالى، ومن ثم بجهد وإخلاص الشباب (البوكسوبي) المميز».

وواصل حمزة حديثه عما يحمل في مؤسسته من رسالة، وهو يقول: «الرسالة بمعنى احترام الابداع وترويجه وتسويقه لزبائننا أولا، وقد تقدمنا بمبادرات كثيرة، وكثير من المحاضرات المجانية، كما أسسنا قناة (X-Ray) لطرح الكتب الانجليزية في مجال الهويات البصرية باللغة العربية ووصلنا لـ 11 حلقة، وكل ذلك دون مقابل سوى نشر المعرفة. والعمل على تأليف كتاب يحمل ذات الاسم في مجال الإبداع الفكري في صناعة التواصل البصري»، وأردف «الهدف من كل ذلك نشر رسالة نؤمن بأهميتها في أي مجتمع متقدم، يتذوق بصريا، يتقدم فكريا، يؤصل ما يسمونه بـ Design Thinking، ليتجاوز الإبداع البصري مسألة الذائقة الجمالية فحسب، وليصبح مساهمة في حل وجزء من أطروحة لتغيير سلوك أو صقل فكر أو تأصيل ثقافة».

الطموحات مستمرة، يقول حمزة وهو يستذكر مأثورات من بينها قول الإمام علي (ع) «التاجر الجسور مرزوق، والتاجر الجبان محروم». يعقب «تلك المعادلة التي يطلقون عليها حاليا بنظرية المحيط الأزرق (The Blue Ocean Theory)، ومفادها أن تصطاد في بحر لم يخضه أحد قبلك لتجني من ورائه الجديد والنادر، وهل يكون هذا الإبحار دون جسارة ومغامرة وشجاعة؟».

يتحدث حمزة عن فريق عمله بكثير من الإعجاب «لدي فريق عمل شغوف وصاحب ولاء المطلق للفكرة لا الشخص، وصحيح ان للراتب أهميته لكنه جزء من العملية لا كلها، ولك ان تتخيل أن زميلين اثنين من المؤسسة عرضت عليهما وظيفة في مؤسسة أخرى بفارق راتب يصل الى ضعفي الراتب الحالي ومع ذلك رفضا الانتقال لها!».

وأضاف «زميلي في العمل، أصر في احد الأيام ونحن نغادر المؤسسة بعد نهاية يوم عمل، على التصوير. طلبت منه أن يرتاح بعد يوم عمل متعب. لم يفلح معه قولي له إن (الدوام انتهى)، فذهبنا لساحل المالكية وهناك صورنا لمدة ساعتين، فكانت المادة التي خرجنا بها هي السفير لنا لشركة (بنتلي) العالمية، ولنصبح نتيجة لذلك أول شركة تنفذ أول إعلان من نوعه لشركة بنتلي (إعلان خاص بتبريك المسلمين بمناسبة شهر رمضان، وتم عرضه في فندق (FourSeason) وكل ذلك نتاج كلمة واحدة هي (شغف)».

اليوم يتحدث حمزة عن رؤية مؤسسته، بالقول «نحن مقبلون على التوسع الذكي لهذه المرحلة، ومع التوسع ستزداد المشاريع»، معددا في هذا السياق بعضا من زبائن مؤسسته «مؤسسات كبيرة من بينها (Bentely)، بن فقيه (البحرين)، تمكين، مجموعة المنتزه القابضة (السعودية)، صندوق الرفد (عمان)، وابل (العراق)، وفي الامارات نتعامل مع مؤسسة شبه حكومية (...)».

الشاب البحريني جعفر حمزة متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير : عقيل الفردان
الشاب البحريني جعفر حمزة متحدثاً إلى «الوسط» - تصوير : عقيل الفردان

العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 5:54 ص

      لاعذر للبحرينين!!!!!!
      اخطاءت ولم تصب

    • زائر 13 | 12:49 ص

      ليش كل اصابعك سوى ، وكل واحد عنده نفس القدرات والمهارات ولا بس كلام

    • زائر 11 | 6:02 ص

      مو كل واحد محظوظ مثله ، حصل شغل بالوزاره واستغنى عنه وحصل مساعدات من تمكين والبنوك ، في ناي قدراتها اكثر منه وافضل بس كل شي بواسطه تمكين وبنك الابداع والتنميه كل شي واسطة
      البحرين مو مكان للابداع ، افضل الهجرة واستثمار قدراتي برى لانه هني دام ما عندي واسطه ما بفلح بشي

    • زائر 10 | 4:16 ص

      هنيئاً لنا وللبحرين بك يأبن حمزة . لقد عرفتك مبدعاً شغوفاً جسوراً شجاعاً ، وكل أفكارك رائدة و كل أساليبك راقية وكل طموحانك مستديمة التطور والتجدد والرقي . وكأني أترقب وليس ذالكاليوم ببعيد ، أارقب لبكسوبيا العالمية بجدارة. تمنياتنا لك بدوام النجاح و الموفقية .

    • زائر 7 | 3:17 ص

      عندما تضع هدفا امام عينيك لن تهمك العوائق التى تقف امام تحقيق هدفك وجعفر يعتبر انموذجا لذلك والشباب الذين معه مبدعين ومخلصين، الى الامام وبالتوفيق

    • زائر 6 | 3:14 ص

      بل في محله
      كم من فرد كانوا لا يملكون شيئا وأصبحوا من رجال الاعمال العصاميين، فالجهد والمثابرة والتوكل على الله اولا وأخيرا ستفتح لك الأبواب

    • زائر 5 | 2:15 ص

      لا عذر للبحرينيين ، كلام في غير محله ،

    • زائر 8 زائر 5 | 3:52 ص

      يعتمد على الفكر المبدع الخلاق

      هناك طبعا فروقات فردية لكن الأهم اكتشاف الإنسان مواهبه الإبداعية ويبذل الجهد لتوظيفها وتوجيهها في المسار الصحيح

    • زائر 4 | 12:27 ص

      موفقين أولاد ديرتي.. إن شاء الله للأعلى

    • زائر 2 | 10:56 م

      قرار ترك الوظيفة براتبها الجيد هو قرار صعب خصوصا إذا لم تكن تمتلك رأس مال كاف لتنفيذ فكرتك الريادية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة حاليا، ما رأيكم؟
      تحية للأخ جعفر وجميع البحرينيين المبدعين

    • زائر 1 | 10:21 م

      موفقين

      موفقين لكل خير يا إخوان.

    • زائر 3 زائر 1 | 12:23 ص

      نعم لروح الابداع اصنعي المعجزات

اقرأ ايضاً