أكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الأول للجراحات التجميلية العربي، طارق سعيد، لـ «الوسط»، «حاجة قطاع جراحة التجميل في البحرين والمنطقة لضبط، وذلك في ظل انفتاح، أدى لتدخل من لا يملك التأهيل العلمي والعملي الكافي، في أمور معقدة، ولتنتج عن ذلك مضاعفات ومشاكل التهابات».
وافتتح المؤتمر، أمس الخميس (9 مارس/ آذار 2017)، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، فيما كان الاستشاري طارق سعيد يضيف لحديثه «نسعى في ختام المؤتمر لتقديم توصيات للمسئولين في مملكة البحرين تدعو لوضع دليل لممارسي المهنة بما يقلل من المشاكل ويسهم في الحفاظ على مستوى سمعة البحرين المرموقة في هذا المجال».
القضيبية - محمد العلوي
افتتح يوم أمس الخميس (9 مارس/ آذار 2017)، المؤتمر الأول للجراحات التجميلية العربي، فيما نوه رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر طارق سعيد، إلى السعي لتقديم توصيات للمسئولين في مملكة البحرين تدعو لوضع دليل لممارسي المهنة بما يقلل من المشاكل ويسهم في الحفاظ على مستوى سمعة البحرين المرموقة في هذا المجال.
وخلال حديثه مع «الوسط»، أثنى سعيد (استشاري جراحات التجميل والتقويم)، على ما يمتلكه قطاع التجميل في البحرين من سمعة دولية، واستدرك ليشدد على «الحاجة لضبط عمل هذا القطاع وتحديث تشريعاته بما يمكننا من التحكم في النتائج»، وذلك في ظل «انفتاح أكثر من اللازم، أدى لتدخل من لا يملك التأهيل العلمي والعملي الكافي، في أمور معقدة ولينتج عن ذلك مضاعفات ومشاكل التهابات».
وعلى مدى 4 أيام، سيقدم المؤتمر بمعية خبراء ومشاهير طب وجراحة التجميل والترميم والحروق من البحرين و32 دولة حول العالم، 15 جلسة علمية منها 7 أوراق بحثية علمية بحرينية.
وفي الحديث عن المؤتمر، قال سعيد «يحتضن المؤتمر نحو 400 طبيب وعدد من الطلبة، والتخطيط لإقامته منذ عام، وإحدى ثماره المتحققة هي إعادة لم شمل أطباء جراحة التجميل على مستوى المنطقة الخليجية والوطن العربي، حيث تتواجد جمعيتان الأولى الجمعية العربية لجراحة التجميل والجمعية الخليجية لدول مجلس التعاون».
وبشأن الانعكاسات المتوقعة للمؤتمر على قطاع جراحة التجميل في البحرين، أوضح «من ناحية السمعة، يمتلك قطاع التجميل في البحرين سمعة جيدة جداً، والأطباء الموجودين يمتلكون شهادات علمية عالية وخبرة عالية»، مضيفاً «المتابع لجراحة التجميل على مستوى المنطقة يسمع عن المضاعفات والمشاكل الكثيرة، لكنها هنا في البحرين قليلة مقارنة بالدول الثانية، والطبيب البحريني لديه إحساس بالمسئولية».
وتابع «نعم هناك أمن يظلل قطاع التجميل، لكن في الفترة الأخيرة المجال انفتح أكثر من اللازم، حتى أن الأشخاص الذين لا يمتلكون التأهيل العلمي والعملي الكافي، تدخلوا في أمور معقدة ولينتج عن ذلك مضاعفات ومشاكل التهابات»، وأردف «هذا شمل مختصين وحتى غير مختصين، فمجال التجميل مجال واسع وليس بوسع جراح واحد أن يعمل كل العمليات، وحين يتجاوز الشخص حدود خبرته وعلمه تحدث المشكلة».
كما قال «وصل الأمر إلى حد الوفيات، وحين يتوجه شخص لإجراء عملية تجميل ويتوفى، فهذا يعبر عن كارثة، لذا نأمل أن نخرج بتوصيات نوجهها للمسئولين في البحرين لوضع إرشادات أو دليل لممارسي المهنة بما يقلل من المشاكل ويسهم في الحفاظ على مستوى سمعة البحرين، ففي أية مشاركات في مؤتمرات خارجية يكون لأطباء البحرين حضورهم ونصيبهم من إلقاء المحاضرات، ونحن هنا نتحدث عن دولة بعدد جراحين قليل لكنها تمتلك حضوراً فعالاً في المحافل العلمية في العالم».
وواصل «حين أقول إن قطاع التجميل نما في البحرين أكثر من اللازم فهذا لا يقتصر على البلد هنا بل يشمل العالم، نتيجة للتطور التكنلوجي، وبالتالي هناك حاجة ماسة لضبط عمل هذا القطاع وتحديث قوانينه القديمة، وتعديل التشريعات بما يمكننا من التحكم في النتائج».
إحصائياً، تطرق سعيد لعدد مراكز التجميل في البحرين، فقال «حسب علمي فإن العدد قليل، والمراكز المتخصصة يقارب عددها الستة مراكز، لكن المشكلة في المراكز الغير متخصصة التي تمارس المهنة وهنا تحدث الإشكالية، وكأمثلة على ذلك صالونات التجميل التي تستخدم الليزر والإبر، فالليزر جهاز خطير وله آثار جانبية ولا يجب تركه متاحاً للجميع بما في ذلك الصالونات، فكل شيء يخترق الجسم قد يتسبب في التهابات والعاملون حين يفتقرون لخبرة التعقيم فقد ينتج عن ذلك نقل عدوى من شخص لشخص ونقل لأمراض خطيرة».
وعن مستوى إقبال البحرينيين على جراحة التجميل، قال «التجميل أصبح من ضروريات الحياة، ولا ينحصر ذلك في العمليات، فالتكنلوجيا سهلت الكثير من الأمور وهناك إبر وليزر وكريمات، وكل ذلك له تأثير كبير من دون اللجوء للعمليات الجراحية».
وفي الحديث عن توجه البحرين للتحول لمركز للسياحة العلاجية على مستوى المنطقة، ومدى مساهمة قطاع التجميل في ذلك، قال «قطاع التجميل جزء رئيسي في ذلك، والبحرين تمتاز بأطبائها المتخصصين في هذا المجال والذين يحوزون على تدريب جيد ولديهم شهادات علمية عالمية، متفوقة في ذلك على بعض دول المنطقة، وخصوصاً في مجال التدريب الذي يؤهل الطبيب للتعامل مع المضاعفات والصعوبات والقدرة على علاجها، وهنا الفرق بين الطبيب المتخصص والطبيب العادي».
أما مستوى إقبال الجنسين من البحرينيين على عمليات التجميل، فأوضحه سعيد بالقول «حسب خبرتي فإن النسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المئة، وهناك من يقول إن النسبة هذه تزداد لكني أرى ثباتها وما يزداد هو العدد (يزداد عدد الذكور بالتوازي مع زيادة عدد الإناث)، والفارق ثابت بين الجنسين»، مضيفاً «في دول أخرى قد تصل نسبة الذكور إلى 20 في المئة، وعلى مستوى البحرين لا يزال الخجل الاجتماعي والثقافة الاجتماعية حاضرين، رغم التراجع مقارنة بالسابق».
وتابع «في السابق كانت النساء تدخل للعيادة وهن مغطيات الوجه لكن اليوم المرأة تجلس وهناك تصوير يبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لا تزال بالطبع هناك نسبة محافظة لا تريد، وبالنسبة لنا كأطباء نحن نحترم خصوصية كل شخص وحرية رأيه».
عرداتي:
الطلب على التجميل يزداد
بدوره، تحدث الرئيس التنفيذي بمستشفى البحرين التخصصي قاسم عرداتي عن واقع جراحة التجميل في البحرين، فقال «نتحدث عن قطاع نشط جداً، ونشعر من تجربتنا (كإداري في المستشفى) أن هناك طلباً على هذا النوع من الخدمة، وبالتالي من المهم تقديم خدمة متميزة لنتمكن من المنافسة، وهو ما يتوفر في البحرين سواء لدى العيادات الخاصة أو لدى أطباء التجميل الموجودين أو في المستشفيات».
وأضاف «هذا الشيء نحن فخورون به في البحرين ونتمنى أن نستمر في ذلك بما يمكن البحرين من استقطاب المزيد من طالبي هذه الخدمة من البحرين وخارجها، فكما نعرف جميعاً فإن السياحة العلاجية مهمة».
وبشأن المطلوب لتطوير قدرة البحرين على تعزيز مركزها في السياحة العلاجية تحديداً في قطاع التجميل، قال عرداتي «أتصور أن لدينا كل المساندة، وقد تكون هناك حاجة للمزيد من التسهيلات بشأن قدوم المرضى من الخارج، لكن إجمالاً كل شيء متوفر بما في ذلك محلات الإقامة إلى جانب قضاء وقت مميز لا يقتصر على العلاج ولكن يمتد للاستمتاع بكل ما هو موجود في البحرين من أنشطة متواصلة ثقافية وسياحية، وهذا هو الفهم المتكامل للسياحة العلاجية والتي لا تقتصر على الطب».
وبشأن مستوى الإقبال على جراحة التجميل من البحرينيين، قال «هناك إقبال كبير ولا يقتصر على جراحة التجميل فهناك زوار من خارج البحرين يقصدوننا لعلاجات متخصصة ومتقدمة ومنها جراحة التجميل، والإقبال يشمل كل العمليات وما يزداد حالياً هو ما بعد عمليات تخسيس الوزن، وعمليات التنحيف، حيث يتطلب كثير من المرضى تكوين جديد للجسم ومعالجة الترهل ما بعد العمليات والترميم».
وتعليقاً على القول بوجود استهداف للمال على حساب الخدمة اللائقة والمناسبة، قال «الوعي موجود والمستهلك واع وهو من يحدد نجاح أو فشل الطبيب أو المركز، أما التشريعات فهي مكتملة كما أن هيئة تنظيم المهن الصحية موجودة لحماية المستهلك وبنفس الوقت لكي تساعد الطبيب لكي لا يكون تحت ضغط غير مباشر».
الكويتي محمد خلف:
هوس التجميل
ومع استشاري جراحة تجميل وحروق الطبيب الكويتي محمد خلف إبراهيم، وأول طبيب تجميل كويتي يعمل في هذا القطاع منذ 35 سنة، كانت وقفة «الوسط».
تطرق خلف بداية إلى مفهوم الجمال، فقال «الجمال يتغير مع تغير الزمن، ففي السابق يقال عن المرأة (المتينة والمتروسة والمربربة)، امرأة جميلة، ومع مرور الزمن تغيرت المعايير فأصبح الجمال مرتبط بالنحافة حتى وصل الأمر بالبعض لأن يستفرغ لكي يضعف».
وأضاف أن «الجمال يتغير من عهد لعهد ومن جنس لجنس، والآن تتغير المواصفات من عام لعام، فيقال (أريد الوجه المثلث، والوجه النفرتيتي ذا الرقبة الطويلة)، وباتت المعايير تسير حسب الاسم، وهذا أمر خاطئ».
وعن مسئولية الطبيب حيال ذلك، قال «المسألة تعود لذمة الطبيب، فإذا لاحظنا فإن هناك 20 في المئة من المراجعين أو المراجعات لديهم هوس تجميل، وهذا على مستوى العالم وكذلك على مستوى المنطقة الخليجية، وهناك رغبة دائمة في تجربة كل جديد، والسعي للأجمل».
وفيما إذا كان هذا الهوس قد بلغ ذروته، قال «نتوقع أن هذا الهوس سيستمر، بما إن الإعلام يدعم ذلك، تحديداً وسائل التواصل الاجتماعي»، مضيفاً «بات التجميل مشتملاً على تخصصات عدة بسبب دخول المادة (المال)، ففي الجلدية، وفي الأنف والحنجرة، وحتى في أمراض النساء والولادة، بل حتى في الصالونات دخل التجميل، بينما في السابق كان مقتصراً على جرّاح التجميل».
ومن واقع خبرته، تحدث خلف عن أكثر عمليات التجميل طلباً، فقال «لا توجد عملية معينة، وما يحصل الآن أنه بعد التكميم تصبح ترهلات كثيرة، وصاحبها يريد تعديل الترهلات وعمليات الترميم، وهذه تتصدر. كذلك هناك جراحة السمنة، حيث أن أكثر دولة عربية مصابة بالسمنة هي الكويت، وبشكل عام فإن دول الخليج تشهد زيادة في مستويات السمنة».
وأضاف أن «العمليات الأخرى تختص بالوجه والرقبة، مثل الأنف والعين، أما شد الوجه فقد تراجع بسبب دخول أشياء بديلة من بينها الليزر والبوتكس والفلير والدهون».
ومقارنة بين الذكور والإناث، قال «دخول الذكور على خط إجراء عمليات التجميل منذ فترة وذلك بسبب أهمية (اللوك) لهم، ففي السابق كان مقتصراً على المذيعين والمسئولين، أما اليوم فتجاوز ذلك ليشمل عوام الناس وشباباً بعمر صغير يأتيك وهو يقول (دكتور، ربعي يعيبون علي، وأبغيك تعدل خشمي)، وهنا نحن نطلب من هذا الشاب أن يحضر والده ونشترط موافقته، تفعيلاً للقانون على مستوى منطقة الخليج الذي يحد السن بـ 21 سنة».
الساعاتي:
لا عيب من تجميل الذكور
أما استشاري جراحة أمراض جراحة الأذن والأنف والحنجرة أمين ساعاتي، فبين أن «أغلب عمليات التجميل تتركز في مجال الأنف والحنجرة، وما يحصل لا يقتصر على تجميل الأنف بل يشمل تجميل الوجه على اعتبار أن الأنف هو مركز الوجه».
وأضاف أن «التشوهات داخلية وخارجية، ووظيفتنا أن نرى ما يحتاجه الشخص، فإذا تسبب التشوه بوجود عامل نفسي لدى الشخص فإننا نلجأ للجراحة التجميلية مع مراعاة ظروف معينة كمستوى السن وتكوين البشرة وحتى العرق، على اعتبار أن لكل عرق من الأعراق شكل وخصائص أنف معينة، أما داخلياً، فنعمل على تصليح ما يشكو منه المريض من تشوهات داخلية في الأنف».
وتابع أن «هذا بالنسبة للأنف، كذلك ما يختص بنواح تجميلية في الوجه، فشكل الوجه الآن أصبح أسهل من السابق لأنه لا يعتمد على الجراحة الداخلية الكاملة، فتحت التخدير الموضعي باستخدام بعض الخيوط الجراحية بات بالإمكان الحصول على نتائج مذهلة، بالإضافة للتقشيرات أو استخدام البلازما كل هذه الأمور الجديدة مستحدثة والتي هي مأمونة وهذا هو الأهم»، معتبراً أن «مسئولية الطبيب تتمثل في دراسة حالة المريض، فقد يتطلب توجيه النصيحة بدل إجراء كل ما يطلبه المريض...».
وبشأن حجم إقبال البحرينيين على عمليات التجميل، نوه الساعاتي بكثرتها، وقال «هي لدى الجنسين تحديداً من الشباب، والذكور دخلوا على الخط ولا عيب في ذلك ما دمت تصلح من شيء يحسن من حالتك النفسية، ونحن نشجع على ذلك شريطة أن يكون محتاجاً للعملية لا أن تكون موضة».
وبالنسبة لتجربته مع عيادة الأنف والحنجرة، تحدث الساعاتي عن نسبة الإقبال، فقال «تتراوح النسبة بين 5 إلى 10 في المئة ممن يقبلون على عمليات التجميل الخارجي، أما الداخلي فأكثر بكثير»، مختتماً حديثه بالقول «نحن أمام ظاهرة وموضة عالمية لا تقتصر على البحرين».
العدد 5298 - الخميس 09 مارس 2017م الموافق 10 جمادى الآخرة 1438هـ