توقع رئيس العمليات لدى هيونداي إفريقيا والشرق الأوسط، مايك سونغ، حدوث تغييرات ثورية في معايير الأمان والسلامة في السيارات الحديثة خلال السنوات الخمس المقبلة، وقال إن سوق السيارات بات بإمكانها توقع المخاطر التي يمكن أن تصيب السائقين، وتبني التقنيات المناسبة بشكل تلقائي وإضافتها كميزات في السيارات الجديدة لتعزيز مستويات السلامة.
وتتميز السيارات الحديثة في يومنا هذا بمستويات متقدمة من مزايا حماية السائق والركاب من الحوادث أو ما يسمى "الأمان السلبي" الذي يعمل على حمايتهم عند وقوع الحوادث. وأشار سونغ، إلى أن قطاع السيارات يقف على أعتاب مرحلة جديدة من ميزات الأمان المسماة بالأمان النشط الذي يساعد السيارة على حماية نفسها وحماية الركاب، خصوصاً وأن الشركات المصنعة للسيارات دخلت سباق تقديم أفضل التقنيات الخاصة في تجنب الحوادث في مختلف طرازاتها الجديدة.
وأضاف مايك سونغ بالقول: "لم تشهد السوق من قبل مثل هذه المنافسة في سبيل إنتاج سيارات أكثر أماناً، وعندما نفكر بالتجهيزات الأساسية للسلامة مثل أحزمة الأمان ومساند الرأس ومعدات امتصاص الصدمات عند الحوادث والوسائد الهوائية، نجد أنها وصلت بشكل تدريجي إلى المستهلكين على مر عقد من الزمن. أما الآن فإننا نرى مستويات جديدة من الابتكار قد تحدث تغيراً كبيراً خلال خمس أو ست سنوات، يصحبها انتقال للميزات الجديدة المتطورة من فئة السيارات الفاخرة إلى السيارات الاستهلاكية بسرعة غير مسبوقة".
وتتضمن الطرازات الحالية بعض مزايا "الأمان النشط" التي تعمل على تجنب الحوادث مثل نظام المكابح المانعة للانزلاق ونظام التحكم بالثبات الإلكتروني، لتجنب مخاطر انزلاق أو دوران السيارة عند الحالات الطارئة، وبالتالي مساعدة السائق على إبقاء السيارة تحت السيطرة، إلا أن ذلك يعتمد بشكل أساسي على استجابته للحالات الطارئة بشكل فعال.
وفي هذا الإطار أشار سونغ إلى أن السبب الرئيسي لمعظم الحوادث هو عدم وجود ردة الفعل السريعة من السائقين حتى وإن كانوا سائقين مهرة ويتمتعون بمستويات عالية من التركيز والحذر، وقال: "إنه عندما نرى الخطر أمام أعيننا نفقد القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة مثل استخدام المكابح أو الالتفاف يميناً أو يساراً، حتى أننا لا نعي الطريقة التي يمكن أن تتحرك فيها السيارة عند نقوم بردة فعلنا".
وتسعى الشركات المصنعة للسيارات في الوقت الحالي إلى تجاوز العامل البشري الحاسم في تجنب الحوادث، وفي هذا الإطار نجحت شركة هيونداي عبر الجيل الجديد من الطراز "آي 30" المتاح في الأسواق الأوروبية وطراز أزيرا الجديدة كلياً في دمج باقة من الابتكارات مثل أنظمة "حساسات هيونداي الذكية" والتي يندرج ضمنها العديد من أنظمة الأمان والسلامة مثل "نظام المكابح التلقائي عند الطوارئ" ونظام المحافظة على المسار ونظام كشف النقطة العمياء، وإنذار تنبيه السائق، ومثبت السرعة الذكي، ونظام المراقبة المحيطي للسيارة.
ونجحت هيونداي في إنتاج هذه الأنظمة المميزة من خلال البحث والتطوير الذي تقوم به الشركة في برنامج السيارات بدون سائق.
وأوضح مايك سونغ، أن دمج الحساسات الأمامية مع المكابح المانعة للانزلاق ونظام مثبت السرعة يساعد السيارة على الكشف عن الخطر واستخدام المكابح بشكل تلقائي، سواءً لتخفيف السرعة أو توقف السيارة بشكل كلي. وأضاف سونغ "يمكن لحساسات المراقبة المحيطية في السيارة تحديد ما إذا كانت السيارة تتحرك بشكل غير مرغوب سواء بالخروج عن المسار أو الاقتراب إلى السيارة المجاورة، وبالتالي تعطي الأمر إلى عجلة القيادة للبقاء ضمن المسار. وبفضل الأسلوب الذي نجحنا بتطبيقة في ربط هذه الأنظمة المتطورة مع قوى الدفع والحركة في السيارة، أصبح بإمكانها الاستجابة لأي خطر بشكل أسرع بكثير من ردات الفعل التي يمكن أن يقوم بها البشر.
ويعتبر النجاح في توفير هذه المستويات من الأمان والسلامة عاملاً مهماً لدفع المبيعات، وفقاً لبرنامج تقييم السيارات الجديدة، فضلاً عن أنه يعطي المستهلك مؤشرا لمقارنة خياراته وتفضيلاتهم للقيام بالنهاية بقرار شراء مستنير.
وقال سونغ: "لطالما كان اختبار "برنامج تقييم السيارات الجديدة" يدفعنا لبناء سيارات أكثر أماناً، وتزويد كل جيل بمزيد من ميزات السلامة أكثر من سابقه وبدوره يخبر الزبائن بمدى نجاحنا أو فشلنا في هذه المهمة". ويعتبر النجاح في تقديم مستويات متقدمة من مزايا السلامة في الطرازات الجديدة، مدعاة فخر للشركة فضلاً عن كونها محركاً دافعاً لعجلة المبيعات. ومن جهة أخرى فإن تقديم مزايا أمان بدائية وغير موثوقة يؤثر في سمعة الشركة ويطلق إنذاراً لعملائها يتحولون بموجبه عن ولائهم لتلك الشركة.
وإذا عدنا إلى العام 1997 نرى أن العديد من السيارات الصغيرة الأكثر مبيعاً آنذاك حصلت على تصنيف نجمتين من أربعة نجوم على مستوى الحماية والأمان وبعض الطرازات كانت لا تصل حتى إلى تصنيف النجمتين. وفي العام 2016 حصلت جميع السيارات التي تم اختبارها على نتائج أكثر من ثلاث نجمات حتى في ظل الاختبارات الأكثر تعقيداً وتطوراً وتحصل معظم السيارات الآن على تصنيف أربع أو خمسة نجوم، لا يمكن للسيارة أن تصل إلى النجمة الخامسة إلا إذا كانت تحتوي على نظام قوي ومتكامل لتحنب الحوادث. وبدأ نظام تقييم السيارات الجديدة الأوروبي في العام 2013 باختبار مزايا مساعدة السائق خصوصاً نظام المكابح التلقائي عند الطوارئ الذي تم إدخاله في العام 2014، ومن المنتظر إدخال المزيد من التعديلات لاختبار أداءه في مواقف محددة بحلول العام 2020.
واختتم مايك سونغ بالقول: "عندما يبني مهندسونا الطراز الجديد، يضعون نصب أعينهم هدف الحصول على أعلى تصنيفات اختبار NCAP، فنحن دائماً ما نسعى إلى تصنيف الخمسة نجوم لأن الزبائن يتخذون قراراتهم بناء على ما نحققه من نتائج ونجاحات، ولنحافظ على ما وصلنا إليه لابد لنا من إدخال المزيد من التحسينات والإضافات لأن دائماً تُأخذ التقنيات الجديدة بالاعتبار عن إجراء التقييمات. وبعد خمس سنوات من الآن فإن السيارة غير القادرة على الاستجابة للمخاطر الطارئة، لا يمكن تصنيفها بين السيارات الآمنة، ولتلبية طلبات وطموحات عملائنا لا بد لنا أن نبدأ بالحال بإدخال أفضل التقنيات المتاحة في السوق.