يؤمن برشلونة الإسباني بتحقيق "المعجزة" أمام ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي عندما يستضيفه الأربعاء في إياب ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد ثلاثة أسابيع من تلقيه خسارة مذلة برباعية نظيفة ذهابا.
ومنذ تلك الامسية المشؤومة على ملعب بارك دي برانس في العاصمة الفرنسية، نجح برشلونة في استعادة الثقة تدريجيا، ليبلغ القمة من خلال انتصارين كاسحين في مباراتيه الاخيرتين على سبورتينغ خيخون 6-1 وسلتا فيغو بخماسية نظيفة، استعاد معها صدارة الدوري من غريمه التقليدي ريال مدريد، وذلك على رغم اعلان مدربه لويس انريكي انه سيترك منصبه في نهاية الموسم الحالي.
وأعرب لاعب وسط برشلونة الدولي الكرواتي ايفان راكيتيتش عن أمله في ان يتمكن فريقه "من تحقيق المعجزة" على ملعبه "كامب نو"، علما انه لم يسبق لاي فريق ان حول تخلفه برباعية نظيفة ذهابا الى تأهل في دور خروج المغلوب في المسابقة القارية العريقة.
وقال انريكي "بالتأكيد، ستكون المهمة صعبة جدا، نحن لسنا أغبياء".
ونجح انريكي في اعادة الامور الى نصابها وإخماد الفورة التي اندلعت عقب الخسارة المذلة امام سان جرمان الذي كان أكثر تصميما وارادة وسرعة وفعالية يومها، وعاش أفضل أمسية اوروبية منذ بدء قطر للاستثمارات الرياضية في ضخ الملايين للنادي قبل 6 أعوام.
ويسود اعتقاد واسع بأن برشلونة لم يقل كلمته الاخيرة بعد.
وكان المدرب السابق للنادي الاسباني بيب غوارديولا (مدرب مانشستر سيتي الانجليزي حاليا)، توجه الى الباريسيين عقب مباراة الذهاب قائلا: "نصيحتي لكم بحكم معرفتي لانريكي واللاعبين قليلا، هي عدم التحدث كثيرا لان في امكانهم العودة في النتيجة ويثبتوا انكم مخطئين".
ايمان لا يتزعزع
في حينها حتى في برشلونة كانوا يعتقدون ذلك. ولكن الان، بعد 21 يوما، فقد فعلوا الكثير ليثبتوا ذلك.
وقال انريكي "لدي إيمان لا يتزعزع في اننا سنقدم مباراة رائعة ونعود في المنافسة (...) سنحاول حتى النفس الأخير".
وتابع انريكي عقب اعلان تخليه عن منصبه في نهاية الموسم "هناك ثلاثة أشهر مثيرة امامنا. نحن في وضع صعب، خصوصا في واحدة من المسابقات، ولكن بمساعدة الجميع وفي حال كان النجوم جاهزين فانه يمكننا التعويض. بهذا الفريق يجب أن تؤمن دائما بقدرتك على تحقيق كل شيء حتى المعجزات".
وأردف قائلا: "موقفنا صعب للغاية بسبب النتيجة التي حققناها في مباراة الذهاب امام فريق رائع، ولكن في كرة القدم كل شيء وارد".
وإذا كان ثمة فريق كرة القدم يملك الاسلحة اللازمة لتحقيق الاحلام فهو برشلونة، لاسيما من خلال الثلاثي الارجنتيني ليونيل ميسي هداف الليغا والاوروغوياني لويس سواريز صاحب 26 هدفا هذا الموسم، والبرازيلي نيمار دا سيلفا العائد الى التهديف.
كما ان الفريق الكاتالوني سجل 15 هدفا في مبارياته الثلاث الاخيرة على ارضه في المسابقة القارية، فسحق سلتيك الاسكتلندي 7-صفر ثم مانشستر سيتي الانكليزي وبوروسيا مونشنغلادباخ الالماني بنتيجة واحدة 4-صفر.
واعتبر سواريز أن فريقه قادر على التعويض، وقال "من الصعب الخسارة بهذه الطريقة، خصوصا في ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا، لكني اعتقد ان هذا الفريق قادر على قلب الامور".
وتابع "هذا الفريق صنع التاريخ بأحرازه الثلاثية وألقاب كثيرة في السنوات الماضية، وإذا أردنا صنع التاريخ كفريق، هذا يعني انه يجب التركيز لقلب النتيجة".
وأمل في ان يستلهم هو وزملاؤه من أفضل عروضهم بقيادة انريكي عندما سحقوا ريال مدريد برباعية نظيفة الموسم الماضي على ملعب سانتياغو برنابيو في مباراة خاض ميسي نصف الساعة الاخيرة منها فقط لعودته للتو وقتها من الاصابة.
وقال "إذا نجحنا في تسجيل 4 اهداف في مرمى ريال مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو، فلماذا لا نعيد الكرة امام باريس سان جرمان في كامب نو؟"، مضيفا "إذا سجلنا هدفين، ستبدأ العصبية في التسرب الى نفوسهم وهو ما يتعين علينا استغلاله لأننا قادرون على ذلك".
الا ان النادي الفرنسي لن يكون لقمة سائغة، ويملك بدوره الاسلحة اللازمة للحفاظ على افضلية الذهاب خصوصا في خطي الدفاع والوسط حيث يضم لاعبين متمرسين أبرزهم قائد السيليساو السابق تياغو سيلفا ومواطناه ماركينيوس وماكسويل والدولي البلجيكي توماس مونييه والايطاليان ماركو فيراتي وتياغو موتا والارجنتيني انخل دي ماريا.
يضاف الى ذلك رغبة الباريسيين ومدربهم الاسباني اوناي ايمري في فك العقد الكاتالونية منذ آلت ملكيته الى "هيئة قطر للاستثمارات الرياضية" عام 2011 حيث التقيا مرتين في الدور ربع النهائي وكان التأهل من نصيب برشلونة (2012-2013 و2014-2015).
كما ان سجل ايمري امام برشلونة ضعيف، فالمدرب السابق لاشبيلية الاسباني حقق فوزا واحدا في 24 مواجهة مع برشلونة.
ويعول سان جيرمان على ايمري الذي تعاقد معه الصيف الماضي لتجسيد نجاحاته في الدوري الاوروبي مع اشبيلية (قاده الى اللقب في الاعوام الثلاثة الاخيرة) ومساعدة ممثل العاصمة الفرنسية على تخطي ربع النهائي الذي خرج منه في المواسم الاربعة الاخيرة.
واوضح ايمري ان فريقه لا يقل شأنا عن الفرق الاخرى، وقال "لدينا لاعبون مهمون يكبرون في كنف باريس سان جرمان ويريدون كتابة تاريخ جميل فردي وجماعي معه"، مضيفا "الفريق متحمس جدا".
دورتموند لاستغلال الأرض والجمهور
وفي مباراة ثانية، يعول بوروسيا دورتموند الالماني بطل 1997 على عاملي الارض والجمهور عندما يستضيف بنفيكا البرتغالي بطل 1961 و1962، لتعويض خسارته مباراة الذهاب بهدف وحيد.
ويدخل بوروسيا دورتموند المباراة في غياب نجميه ماريو غوتسه المريض وماركو رويس المصاب، بيد انه يعقد امالا على هدافه الدولي الغابوني بيار ايميريك اوباميانغ والدولي الفرنسي الواعد عثمان ديمبيليه (19 عاما).
ويرغب اوباميانغ في مصالحة جماهيره بعدما أهدر ركلة جزاء في مباراة الذهاب، وهو الذي سجل ثنائية في المباراة الاخيرة التي اكرم فيها فريقه وفادة باير ليفركوزن (6-2) في الدوري ووجه انذارا شديد اللهجة الى الفريق البرتغالي الذي يتصدر الدوري في بلاده والذي لن يكون في نزهة على ملعب "سيغنال ايدونا بارك" في دورتموند.