باشرت القوات العراقية أمس الاثنين (6 مارس/ آذار 2017) التقدم باتجاه المجمع الحكومي الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش»، في إطار العملية العسكرية التي تنفذها لاستعادة الجانب الغربي لمدينة الموصل.
وتشكل استعادة الجانب الغربي للموصل، الذي أعلن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي من أحد مساجده «الخلافة» العام 2014، ضربة كبيرة للتنظيم في العراق رغم استمرار تهديدات الإرهابيين.
وقال مدير إعلام قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، المقدم عبد الأمير المحمداوي «قواتنا تتقدم في منطقة الدواسة و الدندان من أجل تحرير المباني الحكومية و تأمين طريق للعوائل من أجل خروجهم».
وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت القوات الحكومية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية واسعة لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني مدن العراق وآخر أكبر معاقل الإرهابيين في البلاد.
وبعد استعادتها الكاملة للقسم الشرقي من المدينة، باشرت في 19 فبراير/ شباط هجوماً لاستعادة الجانب الغربي، لكن العمليات تباطأت لعدة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية الذي يحد من الدعم الجوي، قبل أن تستأنف الأحد.
ونزح أكثر من 45 ألف شخص منذ اندلاع المعارك في هذا الجانب من المدينة، بحسب منظمة الهجرة العالمية.
وأحصت المنظمة في أرقامها عدد النازحين الذين وصلوا من الجانب الغربي من الموصل إلى المخيمات منذ 25 فبراير، تاريخ بدء توافدهم، وحتى اليوم.
وفي 28 فبراير وحده، وصل أكثر من 17 ألف نازح من غرب الموصل، كما وصل أكثر من 13 ألفاً في الثالث من مارس، وفقاً للمنظمة.
لكن هذه الأرقام لا تزال ضئيلة جداً بالنسبة لعدد السكان الذين يعتقد أنهم عالقون داخل المدينة، والذي يقدر بـ750 ألف نسمة، لكن من المتوقع أن تتصاعد موجة النزوح بشكل حاد خلال الأيام أو الأسابيع القادمة.
الاقتراب من جسر على نهر دجلة
وأضاف المحمداوي «نحن قريبون من المباني الحكومية، المحكمة ومديرية الشرطة والمحافظة» مضيفاً «جميع هذه المباني قريبة من جسر الحرية، ونحن لم نصل الجسر بعد لكننا على بعد أمتار منه».
ويقسم نهر دجلة مدينة الموصل إلى شطرين تصل بينهما عدة جسور دمرت جميعها خلال عمليات استعادة الجانب الشرقي من المدينة. وتمكنت القوات في نهاية فبراير/ شباط من السيطرة على موقع الجسر الرابع.
وتعد السيطرة على موقع الجسر خطوة مهمة لنصب جسر عائم فوق النهر يتيح التواصل مع الجانب الشرقي بهدف زيادة الضغوط والإسراع باستعادة كامل المدينة.
بدوره، قال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية في بيان مقتضب إن «الشرطة الاتحادية استأنفت معاركها على معاقل داعش في الدندان والدواسة والنبي شيت وتدفع بقوات من فرقة النخبة إلى حي العكيدات وبإسناد طيران الجيش والمدفعية»، مشيراً إلى «التقدم بأتجاه المجمع الحكومي من عدة محاور».
من جهة أخرى، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن جهاز مكافحة الإرهاب استعاد السيطرة بشكل كامل على حي الصمود الواقع في جنوب غرب المدينة.
كما أعلن بيان منفصل تقدم قوات الجهاز التي تعد أبرز قوة عراقية من حيث التدريب والتجهيز، في حي المنصور الواقع في نفس الاتجاه.
وتقدر أعداد النازحين الذين هربوا من المعارك في الموصل بشطريها منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول بنحو 200 ألف، غير أن عشرات آلاف منهم عادوا إلى منازلهم في الجانب الشرقي بعد انتهاء المعارك.
العدد 5295 - الإثنين 06 مارس 2017م الموافق 07 جمادى الآخرة 1438هـ