اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ألمانيا أمس الأحد (5 مارس/ آذار 2017) بالقيام "بتصرفات فاشية" تذكر بحقبة النازية في خلاف متصاعد بشأن إلغاء تجمعين سياسيين يهدفان لحشد تأييد 1.2 مليون تركي يقيمون في ألمانيا.
وقالت نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الرئيس التركي يتصرف مثل "طفل عنيد يجهل ما يقوم به".
ووصف أندرياس شوير الأمين العام لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المشارك في الائتلاف الحاكم إردوغان بأنه "طاغية البوسفور" وطالبه بالاعتذار.
وسحبت السلطات الألمانية تصاريح تجمعين في مدينتين ألمانيتين الأسبوع الماضي كان من المقرر لوزراء أتراك إلقاء كلمات فيهما لحث الأتراك على التصويت بنعم في استفتاء على إصلاحات دستورية الشهر المقبل تمنح إروغان صلاحيات تنفيذية واسعة.
وهبط الخلاف بالعلاقات الثنائية إلى أدنى مستوى. وزاد الغضب العام في ألمانيا بشأن إلقاء القبض على صحفي ألماني من أصل تركي في تركيا.
كان وزير الاقتصاد التركي يعتزم حضور التجمعين في ألمانيا اليوم الأحد في ليفركوزن وكولونيا حيث يعيش عدد كبير من الأتراك.
وساءت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بشدة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضد إردوغان في يوليو تموز واتهام أنقرة لبرلين وغيرها من الدول بعدم الإسراع بإدانة العناصر العسكرية المارقة أو على نحو مقنع بما يكفي.
وقال إردوغان "سنتحدث عن تصرفات ألمانيا في المحافل الدولية وسنحرجهم في أعين العالم. لا نريد أن نرى العالم النازي مرة أخرى ولا نريد أن نرى تصرفاتهم الفاشية ولقد كنا نعتقد أن هذه الحقبة من الماضي لكن يبدو أنها ليست كذلك".
وقالت برلين إن التجمعين ألغيا لدواع أمنية.
حثت المقالة الرئيسية في مجلة دير شبيجل أمس الأحد المستشارة الألمانية على تحرير نفسها من "أغلال اتفاق المهاجرين".
وقال إردوغان متحديا إنه قد يسافر إلى ألمانيا بنفسه لحشد التأييد للإصلاحات الدستورية التي ستمنحه سلطات موسعة.
وقال أمام حشد في اسطنبول "يا ألمانيا لا صلة لك من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية ويجب أن تعلمي أن التصرفات الحالية لا تختلف عن تصرفات الحقبة النازية".
وقال في حدث آخر "إذا رغبت في الذهاب إلى ألمانيا فسأفعل وإن لم تفتحوا لي الأبواب وإن لم تسمحوا لي بالحديث فسأجعل العالم يقف على أقدامه".
ولم يعلق مكتب ميركل حتى الآن على تصريحات إردوغان.
روابط اقتصادية
قد تحظى تعليقات إردوغان بالتأييد بين الكثير من الذين يرون تركيا مهددة بهجمات من المتشددين ومخذولة من حلفائها المفترضين.
وتذهب عشرة بالمئة من الصادرات التركية إلى ألمانيا وتمثل ألمانيا نحو 11 في المئة من الواردات التركية.
وتؤجج المواجهة الغضب في الاتحاد الأوروبي الذي تتطلع أنقرة إلى الانضمام إليه لكن الاقتناع بها بات ضعيفا في الوقت الراهن.
كان المستشار النمساوي كريستيان كيرن دعا إلى حظر عام في أنحاء الاتحاد الأوروبي على ظهور أي سياسي تركي لتجنيب أي بلد عضو مثل ألمانيا أي ضغوط من تركيا.
وقال السياسي القومي الهولندي خيرت فيلدرز المتوقع أن يحقق مكاسب كبيرة في انتخابات 15 مارس آذار في تصريح اليوم الأحد إنه سيعلن "كل أعضاء الحكومة التركية أشخاصا غير مرغوب فيهم" ووصف إردوغان بأنه "إسلامي فاشي".
وقالت جوليا كلوكنر نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لصحيفة بيلد الألمانية "إن التشبيه بالنازية مستوى جديد من التجاوز" مشيرة إلى أنه ينبغي لإردوغان الاعتذار على هذه المقارنة.