"هل أنت مستعد لمواجهة الصراحة؟ احصل على نقد بناء بسرية تامة من زملائك في العمل ". بهذا الشعار البسيط استطاع شاب أن يجذب اهتمام الآلاف في العالم العربي ويصبح شغلهم الشاغل.
فقد تحول موقع صراحة، وفقاً لموقع الـ "بي بي سي"، إلى حديث الساعة و حقق انتشارا واسعا في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رغم انتقادات البعض له .
وصل عدد مشاهدات الموقع إلى 92 مليون مشاهدة في شهر واحد. وفاق عدد متابعيه 30 مليون متابع، يأتي في مقدمتهم المصريون بحوالي 15 مليون، يليهم السعوديون بثلاثة ملايين ثم التونسيون بأكثر من مليوني متابع .
فما هو هذا الموقع؟ لماذا كل هذ الاهتمام به؟
يحاكي الموقع مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، إلا أن فكرته الأساسية تتمثل في مصارحة الآخرين.
ويمكن لأي متصفح للموقع الإدلاء برأيه في الأشخاص الذين ينتمون إلى دائرة معارفه المقربين، دون حواجز أو قيود، متمتعا بحاصنة الشخص المجهول.
وقد تأسس الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، بواسطة مبرمج سعودي اسمه زين العابدين توفيق.
ما الدافع وراء تأسيس موقع صراحة؟
وفي حديث له مع بي بي سي، قال توفيق " إن فكرة الموقع مستوحاة من الواقع، مضيفا أنه فكر عندما كان موظفا في شركة، في طريقة تسمح للموظفين بتوجيه النقد لزملائهم بصراحة، دون تردد أو خوف.
وأردف توفيق " فكرت في بدء الأمر في فتح صندوق بريدي خاص إلا أن تخصصي في البرمجة الإلكترونية حدا بي لتطوير الفكرة، فدشنت موقع صراحة".
ويؤكد توفيق على أن مشروعه لا ينتهك الحياة الشخصية، قائلا إن "نجاحه يكمن بباسطة في توق الناس إلى معرفة آراء الآخرين فيهم دون حواجز كالقرابة أو فرق السن ".
موقع "صراحة " بين التحذير والترحيب
طرح الموقع سؤالا جدليا حول مدى فعاليته في إجراء نقاشات بناءة تسهم في حل مشاكل اجتماعية بقيت أسيرة ما سموه ثقافة العيب والكتمان" في الدول العربية.
ففي الوقت الذي يعتبر فيه البعض الموقع أداة للتفريع عن مكنونات الشخص في ظل غياب حرية التعبير عن الرأي على المستوى الأسري والاجتماعي، يخشى آخرون من أن تسهم فكرته في قطع الروابط الاجتماعية التقليدية، ويقلل المواجهة غير المباشرة.
ويرى المغرد محمد مسعود، أن السبب الرئيسي وراء انتشار هذا الموقع جاء نتيجة ثقافة عامة لمجتمع يرفض المواجهة والصراحة، ويفضل بدلا منها اللجوء لموقع الصراحة.
أما المغردة آية النمراوي فكتبت تقول : "موقع صراحة يسر كُل السُبل لكُل شخص يتوق إلى الشتم والتجريح والإساءة دون معرفة هويته، والموقع أبعد ما يكون عن مفهوم النقد البناء."
وقد أعرب منتقدو الموقع عن خشيتهم من إمكانية التعرف على هويتهم أو أن يتحول إلى أداة للتشهير والتجسس على الناس.