نزح عشرات آلاف المدنيين منذ أسبوع في شمال سورية هرباً من كثافة القصف المدفعي والغارات السورية والروسية المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام لطرد المتطرفين من ريف حلب الشرقي، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (4 مارس/ آذار 2017).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "نزح اكثر من ثلاثين الف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، من ريف حلب الشرقي منذ السبت الماضي هرباً من القصف المدفعي والغارات السورية والروسية الكثيفة المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام للسيطرة على مناطق بأيدي المتطرفين".
وتوجه معظم النازحين وفق المرصد الى مناطق مدينة منبج وريفها الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن.
وتشن قوات النظام بدعم روسي هجوما في ريف حلب الشرقي منذ منتصف كانون الثاني/يناير وتمكنت من السيطرة على اكثر من 90 قرية وبلدة تحت سيطرة المتطرفين في ريف حلب الشرقي.
ومني الجهاديون بخسارة ميدانية بارزة قبل اكثر من اسبوع مع طردهم من مدينة الباب، ابرز معاقلهم في محافظة حلب، والتي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في حملة "درع الفرات" التي بدأت في أغسطس/ آب الماضي.
ورغم خسائره، لا يزال التنظيم يحتفظ بسيطرته على مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي.
واوضح عبد الرحمن ان المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون عبارة بغالبيتها عن قرى وبلدات صغيرة واراض فارغة، ومن ابرزها بلدتا دير حافر والخفسة.
وتضم بلدة الخفسة الواقعة غرب نهر الفرات محطة لضخ المياه تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب التي تعاني منذ نحو خمسين يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم الجهاديين بالمضخة، بحسب المرصد.
ويخوض المتشددون في ريف حلب الشرقي حاليا معارك على ثلاث جبهات، ضد قوات النظام وحلفائها، وضد قوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على مدينة منبج وريفها، وكذلك ضد فصائل "درع الفرات" الموجودة في مدينة الباب ومحيطها.
واندلعت منذ الاربعاء معارك عنيفة بين قوات سورية الديموقراطية وفصائل درع الفرات التي تحاول التقدم من الباب الى منبج، في اطار هجومها الهادف للوصول الى الرقة (شمال) ابرز معقل للجهاديين في سورية.