هل من المعقول أن (توصي قيادة البلاد) بالإنسان (البحريني) كثروة حقيقية للبلد، ثم نجد هذه (الثروة) - في نظر بعض المتنفذين والمسئولين - وكأنها مجرد (هرطقة) أو أنها لا تعدو كونها (تعبيراً مجازياً عابراً) لا يستقيم على أرض الواقع؟ ولماذا يقع أولاد البلد، شباب وشابات، ممن بذلوا أقصى جهد وصرفوا المبالغ الطائلة وتغربوا وكدحوا واجتهدوا من أجل نيل الشهادات الأكاديمية العليا، لماذا يقعون تحت (مطرقة اليأس) و (سندان الإحباط) بسبب الصفعات المتتالية التي يواجهونها وكأنهم وجدوا في شهاداتهم تطابق مع العبارة الشهيرة (فوحها واشرب مايها)؟
من الذي ينصف ويقف ويساند ويفتح الطريق أمام هؤلاء المواطنين؟ من الذي يملك الشجاعة - من المسئولين لاسيما في قطاع التوظيف - ليقف ويقول: «لن أجمد أوراق هذا الشاب أو لن أقفل الدرج على أوراق هذه الشابة، ولن أتهاون مع من يستصغر طلبات مواطن أو مواطنة من حملة الشهادات العليا؟ أو... لن أسمح بأن يكون هناك (موانع طائفية أو قبلية أو كيدية أو انتقامية) تمنع من توظيف أبناء البلد من حملة الشهادات العليا؟»
محزن للغاية أن نعيش مثل هذه الجراحات العميقة المدمرة! أي، تلك العذابات التي يعيشها أبناء البلد من حملة الماجستير والدكتوراه من الذين يقضون يومهم وسط طاحونة البطالة وأخواتها! والقصد من أخوات (طاحونة البطالة) تلك التي تجعلهم في دوام مع: الاتصالات مع الجهات التي رفعوا لها طلبات التوظيف للمراجعة - الجري من إدارة إلى أخرى لإنهاء بعض متطلبات التقديم والتي عادة ما تتطلب يوماً أو يومين فـ (تنقع) أسبوعاً أو أسبوعين وربما شهراً بسبب ترهل بعض الإدارات - صورة ثالثة هي المعاناة التي يعيشونها بسبب تأخر مطابقة أو تصديق شهاداتهم، والأصعب من ذلك كله، أن يستمعوا لكيل من المديح والإطراء عن (إصرارهم على النجاح وتميزهم وأنهم يرفعون علم البحرين الغالية عالياً بتحقيقهم هذه الشهادات التخصصية، وأن أمورهم (طيبة)، وموعد التوظيف قريب!)، ثم يذهب هذا الكلام كله أدراج الرياح، ولا يجدون أمامهم إلا المحاولة تلو المحاولة لمنع سقوط أنفسهم في وحل الإحباط والإنهيار النفسي... أليس ذلك وارداً يا جماعة الخير؟ هل هناك من المسئولين من ينكر حالة العذاب والمعاناة التي يعيشها الكثير من الخريجين من حملة الشهادات العليا بلا عمل، أو يعملون في وظائف أدنى من شهاداتهم؟ وهل (غيرهم) أحسن منهم؟
سأطرح استدراكاً هنا، ومن باب خبرة، حين يعترض بعض المسئولين (ودائماً نقول بعض)، ويرفضون ما نطرحه في الصحافة من قضايا، ويلحقونها بعبارة (على المحرر التدقيق بأمانة فيما يكتب) وهي واحدة من العبارات (السخيفة جدًا حين تُكتب في غير موضعها الصحيح)، أقول حين يدعي بعض المسئولين أن هذه القضية أو تلك الشكوى أو هذا الموضوع (عار عن الصحة)، فإنهم في الغالب لا يصمدون أمام الأدلة والحقائق التي نقدمها، وبدلاً من أن يعتذروا بشجاعة عن الخطأ الذي ارتكبوه، تراهم يصدون ويكابرون (ولا يهمهم)، لأنهم يدركون أنه ليس هناك جهة (رقابية)، ستنال منهم بسبب خيانتهم للأمانة الوطنية التي حملتهم إياها (قيادة البلاد)، ووثق فيهم الوطن وأهله... لكن بعضهم للأسف... (خرطي).
لا بأس، سأقدم مثالاً واحداً: ماذا تقولون أيها المسئولون الأعزاء المحترمون، في مواطنة (بحرينية أباً عن جد)، كافحت وثابرت واجتهدت وسافرت وتركت بيتها وعيالها من أجل أن تواصل دراستها وتحقق حلمها في نيل شهادة الدكتوراه لتخدم وطنها، ثم تعود لتجري جري (المتحمس) بحثًا عن (وظيفة)... شهر... شهرين... ثلاثة... سنة... أكثر من ذلك! مع أن إحدى الجامعات نشرت إعلاناً لتوظيف أستاذاً مساعداً في إحدى البلدان العربية في (ذات تخصص الموطنة البحرينية) التي تحتضن شهادتها وتقبع في إحدى القرى تنتظر الفرج قبل أن تستسلم لمقولة (شهادتك فوحها واشرب مايها)... وأعتقد، أن بإمكان المسئولين الأعزاء أن يوصون أبناء البلد من الخريجيين بشهادات عليا (وما يمونون عليهم وليسوا من جلدتهم)، أن يرشدونهم لأفضل طريقة لفوح الشهادة وشرب مائها، وكيف (يمشون بوزهم)، بعد أن يشربون الماء المفيوح... مال الشهادة.
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 5292 - الجمعة 03 مارس 2017م الموافق 04 جمادى الآخرة 1438هـ
ما لنا اﻻ الصبر.... و الفرج قريب إن شاء الله .
كلها خطة مرسومة.
عشان ماندور في حلقة مفرغه لازم نحدد , مانقول الاسماء بس نحدد ولا خايفين هههههه
المقال عالجرح والله
احنا ماشين بوزنا من زمان مالينا الا القهر
الله يفرج عنا و يصبرنا
شوف استاذي ما يحصل هو قتل للكفاءات والعقول والابداع البشري وهذه بحد ذاتها جريمة فحين منح الله البشر هذه العقول وجعلها متفاوتة وبها مواهبة نادرة لكي تستفيد الانسانية والبشرية من تلك المواهب والقفزات الفكرية ، ويحين يقوم بني الانسان بتعطيل بل وقتل هذه الكفاءات فإنه يجرم بحق الانسانية كلها فمن يدري كم من الناس ستنتفع بهذه العقول والأدمغة النادرة .
انا خريجة ماجستير من احدى الجامعات المرموقة في اوربا عاطلة عن العمل
خوش مقال من خوش كاتب ، ولات حين معتب. البلد رايحة فطيسة ، والتعقيدات الإدارية دبدبت الوزارات حتى تخال البحرين الصين الشعبية. وبعدين يا بو صالح الإدارة والمسؤولية فن لو كل من يه ونير ما ظل بالوادي شير، وعبالك الشهادة مفيدة من غير تزكية لو واسطة ، وهنا مربط الفرس.. ودام البلد على بوسة خشم ما راح تفوح منه ريحة طيبة ، وعقالك وبشتك وريحتك وفصيلك الذي يؤويك اشياء ومقدمات لدخول جنة التوظيف الحكومي، يقولون ما عندي خبرة ، روح خذ خبرة وتعال ، زين ومن وين آخذ خبرة ؟ يقول لك مو شغلي ، الورقة والشرط يقول..
انا قاعد ويمي علبة كلينكس وكل ما طلع خبر امش بوزي
أنا مستعد أواجه أي مسئول وراح أرسل بياناتي للكاتب..أنا طيار عاطل عن العمل ولم يتم توظيفي لأسباب طائفية اي نعم
الإنسان هو خليفة الله في أرضه واضطهاد الإنسان واهانته والانتقاص من حقوقه وكرامته هو بروز لله بحرب .
الكاتب العزيز لامست بقالك الجرح الدامب
مشكلتنا تكمن في التمييز اولا وفي الواسطة المستشرية في مجتمعنا وفي تصدر عديمي الكفاءة الذين حصلوا على الشهادة من سوق النخازين ويخشون وجود من هم على كفاءة لكي لا يكشف عورتهم وتغليب العنصر الدخيل على من يحرص على صون هذه الارض وكرامة ومكانة البلد لذلك تجد من هم ليس لهم مكان في بلدانهم سادة وقادة في الوظائف ويتعلمون المهنة من اهل البلد.
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع
جعلوني عاطلا 13 عاما والان اصبح عمري 60 عاما احمل ماجستير عاطل مذ تلك الفترة التي قدمت فيها من الخارج عام 2004 وياليتني ما رجعت....
ياأخ محمد.. كفايه.. من هم هؤلاء البعض المتنفذين والمسؤلين؟ عشان نحدد ونعرف من هو عدو المواطنين
ابحث في قوقل اذا لم تعرفهم لحد الان
عاد هذا سؤال؟ إنت تبغي من صحفي او صحيفة ينشرون أسماء المسئول فلان وعلان هكذا...أنت ما تدري أن هذا ممنوع وان الصحيفة ما تقدم الأسماء إلا للجهة القانونية حين تطلبها...بعد احترام عقول الناس شي مهم يا اخي.
أتمنى من الكاتب مواصلة الكتابة في هذه السلسلة الرائعة