للمرة الثالثة أشد الرحال إلى مسقط للمشاركة في معرض الكتاب بالعاصمة العمانية مسقط في دورته (الـ 27). وينبع حرصي على حضور معرض الكتاب بمسقط لعدة أسباب، وفي مقدمتها ما لاحظته لدى زوار المعرض من مناقشة ما سبق أن قرأوه من كتبي وكتب أو قضايا أخرى، يعتقدون أنني يمكن أن أفيدهم فيها، وهذا يدل على أن العمانيين يقرأون ما يشترون من كتب، وليس لمجرد تزيين المكتبة أو المجلس. ومرة أخرى ومن موقع جناح الفراديس، قمت بالتوقيع على كتبي المعروضة على رغم أنها قد تعتبر إشكالية لبعض العمانيين، ولكن للأمانة لم تمنع، وقمت بمناقشة زوار الجناح.
وقد توافرت الفرصة لمناقشة جدية ومعمقة مع مجموعة من المثقفين بشأن تجربتي الكتابية في الندوة التي نظمتها جمعية الكتاب والأدباء العمانيين -صحيفة الرؤية- والتي أدارها رئيس التحرير الصديق حاتم الطائي، حيث كانت جولة بانورامية لعقود من التأليف والترجمة ضمن تجربة حياة بحلوها ومرها وآمالها وإحباطاتها، وما سرني في هذه الندوة أنها تمت على عجل في مقهى نون لجمعية الكتاب والأدباء العمانية الصغير. لكن المهتمين والذين لم يجدوا الكراسي وقفوا طوال الندوة، والتي كانت مختلطة من الجنسين، ومن مختلف الأعمار والاهتمامات، مما أسعدني فعلا، وهذه هي جائزة الكاتب في تقدير القراء لعمله وشعوره أن يسهم في صنع حياة أفضل وأجمل.
ما هو جدير بالذكر أن معرض الكتاب ينعقد هذه المرة في قصر المؤتمرات الجديد، والذي أقيم على منطقة مرتفعة ورحبه، وهو مبنى حديث مجهز بشكل ممتاز حيث تتوافر فيه قاعات وفضاءات لمختلف النشاطات، مثل الندوات والمحاضرات وممارسة الأطفال للرسم ومسرح الأطفال، والمعرض الفني للوحات وغيرها، كما روعي ترك أجنحة فارغة تحولت إلى فضاءات لعقد الندوات مثل مقهى نون حيث أقيمت ندوتي. الملاحظ أيضا أن سلطنة عمان من خلال الديوان السلطاني أو وزارة الإعلام أوزارة التراث، وكذلك الشركات الكبرى وأرباب الأعمال العمانيين، نشطون في التعاون مع مؤسسات ودور نشر غربية متخصصة في نشر الكتب الفاخرة باللغتين الإنجليزية والعربية، بشأن الآثار العمانية والتاريخ والمعالم الحضارية والمعالم الطبيعية. كما أن عمان دأبت على اختيار مدينة لتكون مدينة الثقافة للعام، وهذه السنة جرى اختيار صحار، ولذا فقد كان جناح صحار رحبا، وتعقد فيه الكثير من الندوات.
وبالطبع لا تكتمل زيارة مسقط دون حضور مجلس الخنجي (ويسمونه في عمان سبله) حتى يلتم صباح السبت نخبة من المثقفين والاختصاصيين لعرض موضوع النقاش، وكان هذه المرة بشأن الخدمات الإلكترونية لوزارة الصحة. كما كانت فرصة للقاء الأصدقاء القدامى، والتعرف على أصدقاء جدد، حيث أوجه التحية لهم، على أمل اللقاء في معرض الكتاب المقبل.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 5292 - الجمعة 03 مارس 2017م الموافق 04 جمادى الآخرة 1438هـ