تواصلت الحرب الكلامية بين أنقرة وبرلين أمس الجمعة (3 مارس/ آذار2017) على خلفية اتهامات لاذعة بانتهاك حرية التعبير، بعد إلغاء تجمعات داعمة لرجب طيب أردوغان في ألمانيا، ما أثار استياء تركيا. وفيما ضاعف المسئولون الأتراك منذ مساء أمس النبرة الهجومية، ردت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بدورها، مكررة انتقاداتها لوضع حرية الصحافة في تركيا. وبدأ التوتر بعد قرار السلطات الألمانية المحلية إلغاء تجمعين داعمين لأردوغان قبل 6 أسابيع من موعد الاستفتاء المقرر في 16 أبريل/ نيسان بشأن تعديل دستوري يوسع صلاحيات الرئيس التركي الذي يتهمه معارضوه بانتهاج سياسة قمعية.
وأعلنت الشرطة الألمانية أمس إلغاء تجمع ثالث مقرر غداً (الأحد) في فريشن بغرب البلاد، كان يفترض أن يشارك فيه وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبقجي.
وكان زيبقجي أعلن في وقت سابق أنه سيتوجه إلى ألمانيا حتى ولو ألغي التجمع، قائلاً إنه جاهز «للذهاب من منزل إلى منزل ومن مقهى إلى مقهى» للقاء الأعضاء المهمين من الجالية التركية في البلاد.
وفي وقت لاحق، أعلن مسئول تركي ان وزيري خارجية تركيا وألمانيا توافقا خلال اتصال هاتفي أمس على ان يلتقيا (الأربعاء) المقبل.
وأوضح المسئول أنه خلال الاتصال أبلغ الوزير التركي مولود تشاوش أوغلو نظيره الألماني سيغمار غابرييل «انزعاج» تركيا بعد إلغاء 3 تجمعات. وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن الاجتماع سيعقد في ألمانيا.
وبرزت حدة الخلاف بين أنقرة وبرلين هذا الأسبوع بعد توقيف وسجن مراسل صحيفة دي فيلت الألمانية في تركيا دنيز يوجل الذي يحمل الجنسيتين (الثلثاء) الماضي بتهمة «الدعاية الإرهابية»، وردت برلين بالاحتجاج لدى السفير التركي.
وقال تشاوش أوغلو أمام صحافيين في أنقرة أمس «إنهم لا يريدون أن يخوض الأتراك حملة هنا، يعملون من أجل معسكر الـ «لا» (...) يريدون منع قيام تركيا قوية».
وخلال زيارة إلى تونس، رفضت المستشارة الألمانية اتهامات أنقرة بالتدخل وانتقدت في المقابل القيود على حرية الصحف في تركيا. وقالت ميركل: «نحن ملتزمون من حيث المبدأ الدفاع عن حرية التعبير في ألمانيا. واعتقد أننا محقون في انتقاد أي قيود على حرية الصحف في تركيا».
من جانب آخر، تم إخلاء بلدية غاغناو أمس بعد تهديد بوجود قنبلة وجهه شخص عبر الهاتف ندد بإلغاء التجمع الذي كان سيحضره وزير العدل التركي بكير بوزداغ.
العدد 5292 - الجمعة 03 مارس 2017م الموافق 04 جمادى الآخرة 1438هـ