شن تنظيم «داعش» هجوماً مضاداً على القوات العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة في غرب الموصل مستغلاً أحوالاً جوية سيئة مع احتدام معركة السيطرة على آخر معقل حضري للتنظيم في العراق.
ودوت انفجارات وأصوات الرصاص في الأحياء الجنوبية الغربية من المدينة في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس (2 مارس/ آذار 2017).
وهدأ القتال عند الضحى لكن مراسلاً لـ «رويترز» شاهد ضربة جوية وإطلاق التنظيم قذائف مورتر.
وقال ضابط كبير لـ «رويترز» إن التنظيم شن هجومه على وحدات جهاز مكافحة الإرهاب عندما تسببت العاصفة في إعاقة نظام المراقبة الجوية والرؤية.
وقال إن بعض مقاتلي «داعش» تخفوا وسط أناس نزحوا بسبب القتال للاقتراب من الجنود الذين تدربهم الولايات المتحدة.
وكان الجيش العراقي سيطر على شرق الموصل في يناير/ كانون الثاني بعد 100 يوم من القتال وشن يوم 19 فبراير/ شباط هجومه على الأحياء الواقعة في غرب نهر دجلة.
وهزيمة التنظيم في الموصل تقضي على الجناح العراقي للخلافة التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي من الجامع النوري الكبير في الموصل العام 2014.
وأبلغ سكان عن مقتل مدنيين في ضربة جوية على مسجد يديره التنظيم يوم الأربعاء ما يسلط الضوء على المخاطر التي تحيط بمئات الآلاف من السكان في ظل تكثيف الحملة التي يشنها التحالف.
وقال سكان إن الانفجار تسبب في انهيار وتضرر عدد من المنازل المجاورة لمسجد عمر الأسود. وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إنه ليس لديه علم بشن غارة جوية على المسجد.
طوابير من أجل الطعام
يعتقد الجيش العراقي أن آلافاً من المتشددين ومنهم من جاء من دول غربية يختبئون في الموصل بين المدنيين الباقين فيها الذين قدرت منظمات الإغاثة أعدادهم في بداية الحملة بما يصل إلى 750 ألف شخص.
ويلجأ المتشددون إلى تفجير السيارات والقناصة والعبوات الناسفة لمواجهة الهجوم الذي يشنه 100 ألف عسكري من الجيش العراقي وقوات البشمركة وفصائل مختلفة.
ونزح أكثر من 31 ألف مدني من ديارهم في غرب الموصل منذ يوم 19 فبراير بينما يصل العدد الإجمالي للنازحين منذ انطلاق الحملة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 إلى أكثر من 191 ألف شخص وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.
ونزح أكثر من ألف شخص من جنوب الموصل أمس (الخميس) أغلبهم سيراً على الأقدام. وقال البعض إن التنظيم أطلق عليهم النار خلال اجتيازهم أحد الخنادق الدفاعية.
وحمل ستة رجال رجلاً مصاباً يمسك بعصا بينما جر آخرون عربة جلست عليها امرأة مسنة.
ووصلت عربة همفي إلى المكان وهي تقل أسرة أصيب أفرادها في هجوم بالمورتر إلى عيادة تابعة لجهاز مكافحة الإرهاب.
واشتكى الكثير من الفارين من الجوع. ووقف صبي يدعى علي وهو يحمل شقيقته الرضيعة في صف للحصول على غذاء. وقال علي إنهم حاولوا الفرار أمس لكنهم تراجعوا بعدما تعرضوا لنيران التنظيم. وعاودوا الكرة الخميس وكللت بالنجاح.
وينقل الجيش العراقي النساء والأطفال إلى مخيمات ويخضع الرجال إلى فحوص للتأكد من عدم انتمائهم للتنظيم.
واحتشدت مئات من النساء والأطفال في محطة حافلات مهجورة تحت المطر للحصول على حصص غذاء من الجيش ومنظمة خيرية محلية.
وأطلق أحد ضباط جهاز مكافحة الإرهاب رصاصة في الهواء من مسدسه لتنظيم الصفوف.
العدد 5291 - الخميس 02 مارس 2017م الموافق 03 جمادى الآخرة 1438هـ