العدد 66 - الأحد 10 نوفمبر 2002م الموافق 05 رمضان 1423هـ

القرار 1441 لن يوقف الحشد العسكري الأميركي البنتاغون يستكمل خطط الهجوم على العراق

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

قرار مجلس الأمن رقم 1441 لم يوقف تعزيز الحشد العسكري الأميركي في منطقة الخليج، فإلى جانب الجهود الدبلوماسية التي أسفرت عن التصويت بالإجماع على مشروع القرار الدولي الذي وصفه خبراء بأنه يشكل خطوة أولى للهجوم العسكري، واصلت الولايات المتحدة شحن المزيد من القوات والمعدات العسكرية إلى المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد عندما تقرر أن العراق يخالف قرارات مجلس الأمن. ويقول محللون عسكريون في واشنطن إنه بغض النظر عما ستسفر عنه عمليات التفتيش عن الأسلحة تريد الولايات المتحدة أن تحتفظ بقوات ومعدات عسكرية كافية في المنطقة من أجل الهجوم على العراق. وقال مسئول عسكري أميركي «طلب عدم الإفصاح عن هويته» إن من الضروري أن «نكون في وضع الاستعداد والجاهزية، حتى لا نواجه أي وضع صعب». مؤكدا ضرورة أن يكون لدى المخططين العسكريين «قدر كبير من المرونة» في التحرك.

ويرى المخططون العسكريون ضرورة توافر قوات كافية في المنطقة لإبقاء الضغط على الحكومة العراقية والرد بسرعة إذا فشل المفتشون أو نشب نزاع بينهم وبين العراق. ويقول رئيس أركان البحرية الأميركية السابق الأدميرال المتقاعد ستيفن بيكر إن «لدى الولايات المتحدة القوات والمعدات العسكرية الكافية في المنطقة لإسقاط نظام حكم الرئيس العراقي».

ويقول مركز معلومات الدفاع في واشنطن في تقرير حديث له «إن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من القوات والمعدات العسكرية في تركيا والخليج للإطاحة بنظام بغداد». ويضيف التقرير «ان عملية نشر القوات والأسلحة الأميركية ستجنب الولايات المتحدة حاجتها لحلفائها للمشاركة في الهجوم».

ويرى التقرير «أن البنتاغون اتجه فعليا لاستكمال خطط الهجوم منذ اللحظة التي بدأ فيها نقل مقرات قيادة العمليات العسكرية إلى المنطقة، فهناك نحو ألف من المخططين العسكريين الأميركيين وخبراء الدعم في منطقة الخليج، وأن خطة العمليات يجري تنقيحها باستمرار كما يجري تحديث الأهداف بشكل يومي».

ويرى التقرير ضرورة حصول الولايات المتحدة «على قواعد عسكرية حول العراق من أجل شن هجمات برية وجوية» محذرا في الوقت نفسه من «أن نقص تلك القواعد قد يعرض الحملة العسكرية الأميركية للخطر». ويقول التقرير «إن من المرجح أن تشن الولايات المتحدة هجومها في الربيع المقبل من العام 2003». وهو الموعد الذي ستكون فيه القوات الأميركية أكملت استعداداتها في المنطقة. وهذا الموعد يتزامن مع الجدول الزمني الذي يتضمنه قرار مجلس الأمن الأخير لتقديم رئيس فرق التفتيش عن الأسلحة هانز بليكس تقريره إلى مجلس الأمن عن تعاون العراق. وكان المخططون يتوقعون قرارا من قبل الرئيس جورج بوش لشن هجوم ضد العراق في مطلع يناير/كانون الثاني 2003 فواصلوا خطط إرسال المزيد من العتاد والقوات إلى المنطقة. وأعرب الكثير من المسئولين في وزارة الدفاع أن يجري تأخير تنفيذ قرار إرسال المزيد من القوات والعتاد مع الاستمرار في تخزين بعضها. واعترف مسئول كبير بضرورة تعديل كمية التدفق إلى هناك.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسئول في البيت الأبيض قوله «إن من غير المنطقي تجميع المزيد من القوات في الصحراء في وقت لم يقرر بوش ومستشاروه بعد كم من القوات يجب إرسالها ومتى».

ويقول بيكر إن «القدرات الهائلة المتوافرة لدى الولايات المتحدة كافية، لكن لا يمكن التأكيد على رفض استخدام القواعد في تركيا والكويت والبحرين وقطر، وإن رفض استخدام تلك القواعد سيعرقل كثيرا الخطط العسكرية في المنطقة». ويضيف أن بعض المتطلبات لعملية عسكرية ستشمل نشر قوات أميركية تصل إلى 100 ألف جندي و25 ألفا من أفراد الدعم في تركيا ودول الخليج العربية.

وعلى رغم أن الرئيس الأميركي لا يزال يكرر أنه لم يتخذ بعد قرار شن الحرب، فإن التقارير تتزايد عن استعدادات الدبابات والقوات الأميركية في الكويت للتحرك نحو العراق. فقد وصل عدد القوات هناك إلى عشرة آلاف في الوقت الذي لم يوقف البنتاغون إرسال المزيد منها. وقد وصل الى الكويت لواء من قوات الجيش الثالث المشاة وبدأ تدريباته وأخذ مكان لواء قضى ستة أشهر في التدريب، وكذلك يخطط سلاح الجو لعمليات نقل واستبدال قواته في الكويت.

يذكر أن البنتاغون بدأ منذ شهر يونيو/حزيران الماضي إرسال دبابات وعربات مدرعة ومدفعية ومعدات ثقيلة أخرى إلى الكويت يصل حجمها إلى لواءين مدرعين، وسيصل عدد القوات في الكويت إلى نحو 18 ألفا مع معداتهم العسكرية في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

كما يواصل البنتاغون خططه لإرسال 600 ضابط أركان من القوات المسلحة التابعة للقيادة المركزية والمناط بها قيادة العمليات في المنطقة من مقرها الرئيسي في تامبا في ولاية فلوريدا إلى قطر على أن تتمركز في وقت لاحق من الشهر الجاري لإقامة مركز لتخطيط. ويؤكد المسئولون الأميركيون أن الخطط لإرسال عناصر قيادية من «الجيش الخامس» ومن قوات مشاة البحرية (المارينز) الأولى التي ستشرف على القوات المهاجمة على الأرض ستستمر لإقامة مراكز قيادة في الكويت. وفي الوقت نفسه يتوقع أن يلغي البنتاغون تمديد وجود حاملتي الطائرات ابراهام لنكولن وجورج واشنطن في المنطقة وهما على مسافة قريبة من مسرح العمليات. وستساهم هذه التحركات والتنقلات في إبقاء القوات الأميركية في جاهزية أفضل، وهم يطورون نوعية المعدات الإلكترونية لتكون جاهزة لخدمة القوات الموجودة حاليا لشن أي هجوم الذي يفضل عسكر البنتاغون أن يجري في فترة الشتاء أو مطلع الربيع المقبل

العدد 66 - الأحد 10 نوفمبر 2002م الموافق 05 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً