شدد الناشط في المجال الاقتصادي محمد جاسم المخضبي على أهمية تبني الشباب سياسة ادخارية واستثمارية منتظمة ومستقرة، مشيرا إلى أن «ادخار 10 في المئة من الدخل مهم من اجل تحقيق الاستقرار المالي والاجتماعي لهم».
جاء ذلك، في ندوة نظمها مركز الجزيرة الثقافي في مقره في المحرق، وقدمها المخضبي، مساء الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2017)، تحت عنوان «الشباب وتحديات الأزمة المالية».
وبدأ الناشط الاقتصادي المخضبي، حديثه بالتطرق الى الوضع الاقتصادي العالمي، ذاكرا أن هناك العديد من التغيرات والتطورات الكبرى على صعيد الاقتصاد في دول العالم، مشيرا الى أن ملف ضريبة القيمة المضافة في دول الخليج التي قررت تطبيقه في العام 2018، جاء من اجل مد الاقتصاديات في دول الخليج بمداخيل إضافية، بالإضافة الى نتائج الانتخابات الفرنسية وبعض الدول الأوروبية التي أدت الى صعود اليمين».
وأضاف «نجد أيضا أن هناك ترقبا من عودة ازمة الديون اليونانية من جديد، كما ان هناك رؤية سياسية واقتصادية جديدة في أميركا، بعد وصول إدارة جديدة الى الحكم بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا، بالإضافة الى ما يجري على صعيد أوروبا وخروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، بالإضافة الى الانخفاض الكبير الذي طرأ على اسعار النفط في الأسواق العالمية، والذي نشهد تداعياته في بلداننا كونها تعتمد بدرجة كبيرة في إيراداتها على النفط».
وأردف المخضبي «وضع الاقتصاد في البحرين، ليس بعيدا عما يدور حولنا في المنطقة، وفي العالم، وهنا نجد ان وضع الاقتصاد البحريني يعاني من ارتفاع الدين العام الذي وصل الى 8.68 مليارات دينار في نهاية 2016، بما يعادل 66 في المئة من الدخل القومي الإجمالي للبلاد، وهذا ما أدى الى التوجه الى تطبيق سياسات تقشفية تراكمية، من اجل تخفيض الدين العام المتنامي وتقليل المصروفات، بالإضافة الى الذهاب الى تطبيق ضريبة القيمة المضافة في مطلع العام 2018». وتابع «نعتقد ان هناك بطئا في تنويع مصادر الدخل مما يخالف رؤية البحرين للعام 2030، كما ان هناك مخاوف من حصول شح في السيولة، وقد يكون أحد مظاهره تراكم المستحقات لمطوري مشاريع البنية التحتية».
وأردف «لذلك علينا أن نسأل أنفسنا، هل من المهم أن ندخر؟ أو لماذا نقوم بالادخار؟ هناك عدة دوافع وسقوف زمنية للقيام بسياسة ادخارية، فأحيانا يكون الادخار على المدى القصير من أجل سد حاجة ضرورية مثل العلاج، أو مناسبة مفاجأة، أو السفر، أو من أجل لوازم المنزل، فيما قد يدخر الانسان على المدى الطويل، من أجل توفير مصاريف جامعية، أو شراء بيت، أو حتى لشراء سيارة».
وأكمل «وجود الادخار في حياتنا مهم، لأنه يستطيع ان يقدم لنا حلولا للعديد من الالتزامات أو التحديات او الفرص التي نطمح لها، كما انه يكون عامل امان ماليا يجعل العلاقات الاجتماعية أكثر قوة ومتانة». وواصل المخضبي «أما عواقب عدم الادخار، فهي على النقيض من مزايا ذلك، لأنها تؤدي الى فقد الأمان المالي في ظل أوضاع اقتصادية لا يمكن التنبؤ بها في المستقبل، أو بما ان يحدث خلال فترة وجيزة من الزمن، فما بالك بمدة أطول، وبالتالي فإن أي هزة مالية أو أمر مفاجئ أو طارئ غير مقدر او مخطط له، قد يؤدي الى صعوبات مالية، كان الانسان في غنى عنها لو أنه اتبع سياسة ادخارية محددة، وفقا لظروفه وامكاناته المالية، وهذا يقود أحيانا الى تخلخل العلاقات الاجتماعية، وفقدان العلاقات الاجتماعية لقوتها، حيث تبدأ المشاكل والالتزامات تلاحق الانسان، وقد تدفعه الى الانخراط في أنشطة غير مشروعة من أجل توفير موارد مالية».
وأكمل «والآن، علينا الاجابة عن السؤال التالي، وهو كيف ندخر، فهناك عدة طرق ووسائل من اجل تحقيق الادخار، وهنا لابد أن نشير الى ان كل انسان يمكنه ان يضع سياسة ادخارية تناسب ظروفه وامكاناته، ولكن لا ينبغي ان نعتقد أن ظروفنا مهما كانت والالتزامات التي علينا قد تكون ذريعة لكي لا نقوم بأي ادخار، كما ان علينا ان نفكر بتخصيص جزء من مواردنا المالية من اجل استثمارها، بالقدر الذي نستطيع، وخاصة ان الانسان يحتاج الى ان يفكر دائما خارج الصندوق من اجل الحصول على حلول اضافية تساعده على توفير متطلبات الحياة المعيشة التي تزداد وتيرتها».
وعرض المخضبي لنماذج مقترحة، لأفكار ادخارية واستثمارية، موضحا دورها ومردوها المالي على الفرد وأسرته وتحسين أوضاعه وتجنيبه الهزات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، داعيا الجميع وخاصة الشباب في ختام الندوة الى تبني سياسة ادخارية واستثمارية مستقرة ومنتظمة ومستدامة».
العدد 5290 - الأربعاء 01 مارس 2017م الموافق 02 جمادى الآخرة 1438هـ
كفو عليك اخوي الغالي وبالتوفيق..مشكور على النصايح وتوعيه الشباب
كلام سليم اخوي حماده وبالتوفيق