استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر الصخير، أمس الأربعاء (1 مارس/آذار2017) بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وزير الإسكان باسم يعقوب الحمر والعاملين في الوزارة.
بعدها تشرف الحضور بالسلام على صاحب الجلالة العاهل.
وقد أقام حضرة صاحب الجلالة الملك مأدبة غداء تكريما للعاملين في وزارة الاسكان.
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.
بعد ذلك، رحب جلالة الملك بوزير الإسكان والعاملين في الوزارة، معربا عن سعادته بالالتقاء بهم في ضوء الجهود الكبيرة المميزة لوزارة الإسكان، مباركا جلالته لهم مساعيهم المخلصة في تطبيق سياسات مملكة البحرين في مجال تخصيص الإسكان الاجتماعي، التي بدأت مبكراً بالاهتمام بحاجة المواطنين للسكن اللائق، والتزمت على مدى ما يقارب الأربعة عقود، بإتاحة وتجويد الخدمات الاسكانية بشكل متواصل بهدف توفير سبل العيش الكريم للأسرة البحرينية.
وأعرب جلالة الملك عن شكره لوزارة الإسكان ممثلة في وزير الإسكان باسم يعقوب الحمر، على ما تقوم به من جهود حثيثة في مجال تخفيض قوائم انتظار المواطنين من خلال تنويع خيارات الخدمات الإسكانية وتقديمها مبادرات وحلول متعددة، ومن بين أهمها؛ إشراك القطاع الخاص وتشجيعه على المساهمة في التنمية الحضرية وبناء المدن العصرية، بما ييسر للمواطنين اجراءات الحصول على السكن، وبما يراعي ظروفهم الاجتماعية المختلفة، مثمناً جلالته ما حققته وزارة الإسكان من إنجازات لمؤشرات عالية كان لها أبلغ الأثر لخدمة المستفيدين من الأسر البحرينية، وتجهيز وتسليم العديد من الوحدات الإسكانية الموزعة على مختلف مناطق البحرين .
وأكد صاحب الجلالة أن تطوير قطاع الإسكان الاجتماعي بخدماته المتنوعة سيظل في مركز اهتمامات حكومة مملكة البحرين، وهو ما تترجمه خططنا ومشاريعنا الطموحة في مجال التنمية الحضرية المستدامة التي تضاهي المستويات العالمية، شاكراً جلالته جميع العاملين في الوزارة ما يقومون به من جهود مثمرة خدمةً المواطنين وتلبية احتياجاتهم.
كما ألقى وزير الإسكان باسم يعقوب الحمر كلمة قال فيها:
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ـ رئيس الوزراء
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ـ ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع منتسبي وزارة الإسكان، أرفع إلى مقامكم السامي، أسمى آيات الشكر والعرفان، لما توليه جلاتكم حفظكم الله من رعاية ودعم لا محدود لوزارة الإسكان بشكل عام والملف الإسكاني بشكل خاص، أسهم بلا شك في تحفيز جهودنا وإثراء الخطط الإسكانية الرامية إلى تحقيق تطلعات جلالتكم لتوفير أفضل الخدمات الإسكانية لمواطني المملكة من ذوي الدخل المحدود، وفي أقصر مدة ممكنة.
إن أمر جلالتكم السامي يا صاحب الجلالة بتنفيذ المشاريع الإسكانية في أقصر مدة ممكنة، وإعطاء الأولوية القصوى للحالات الإنسانية، والتي تحظى برعاية كريمة ومستمرة من قبل الديوان الملكي، وما تبع ذلك من توجيهاتكم السديدة بالإسراع في توزيع هذه الوحدات لمستحقيها، هو عنوان المرحلة الإسكانية الحالية، حيث أنه وبعد صدور امر جلالتكم، وبفضل من المولى عز وجل، يشهد الملف الإسكاني تطوراً كبيراً، سواء على صعيد تنفيذ مشاريع مدن البحرين الجديدة، ومشاريع المجمعات السكنية في جميع محافظات ومدن وقرى المملكة، وعلى حجم التوزيعات الإسكانية التي تقوم الوزارة بتنفيذها، فضلاً عن التقدم الكبير الذي تم إحرازه على صعيد الشراكة مع القطاع الخاص.
وما كان هذا التطور يا صاحب الجلالة إلا شاهداً على استمرار عجلة الإنجازات التي تحققت على مدار ما يقارب نصف قرن من تقديم الخدمات الإسكانية للمواطنين، والتي بدأت منذ ستينيات القرن الماضي، وشهدت تقديم أكثر من 125 ألف خدمة إسكانية لمواطني المملكة حتى منتصف العقد الحالي.
كل ذلك ترجمة واضحة للرؤية المستقبلية للقيادة الرشيدة منذ ذلك الوقت وحتى عهدكم الزاهر، نحو مجتمعات مستدامة تحظى بكافة الخدمات الأساسية والمرافق.
فكان نموذج مشروع مدينة عيسى هو النواة الأولى لهذه الرؤية، تلاه بعد ذلك مشروع مدينة حمد في حقبة الثمانينيات، ثم مدينة زايد في فترة التسعينيات، لتتلاحق الإنجازات لحلحلة الملف الإسكاني، وما مشروع المدينة الشمالية، ومدينة شرق الحد ومدينة شرق سترة، وإسكان المحافظة الجنوبية، وإسكان الرملي، إلا شاهداً على ذلك.
إن الملف الإسكاني ومنذ عام 2011، يشهد ولله الحمد ازدهارا ونمواً بفضل الرعاية الملكية، ما يمثل حقبة جديدة في تاريخ الإسكان بالمملكة، حيث تم تنفيذ أكثر من 17 ألف وحدة سكنية في جميع المحافظات والقرى، منذ صدور أمر جلالتكم السامي عام 2013 لسد الاحتياجات الإسكانية، تتنوع نسب الإنجاز بها إلى مشاريع مكتملة وأخرى قيد التنفيذ وأخرى سيتم الشروع في تنفيذها قريبا، فيما تم وبحمد الله توزيع أكثر من 9000 وحدة سكنية خلال هذه الفترة.
كما شهد الملف الإسكاني يا صاحب الجلالة تفعيل أولى مبادرات الشراكة مع القطاع الخاص، لتنفيذ مشاريع إسكانية في المدينة الشمالية ومنطقة اللوزي، بالإضافة إلى تدشين برنامج "مزايا"، فضلاً عن إطلاق مشروع ديرة العيون بديار المحرق، وهي مبادرات استطاعت أن تحقق تقدماً كبيراً، مكملة لجهود الحكومة الموقرة الهادفة إلى تحقيق تطلعات ورؤى جلالتكم.
وختاماً... إن شرف مقابلتكم لنا يا صاحب الجلالة، يمنحنا بمشيئة الله مزيداً من العزم والإصرار، رغم طبيعة الملف الإسكاني، بظروفه الحالية، متطلعين إلى كرم جلالتكم بما عهدناه من رعاية سامية وتوجيه ودعم، فلكم منا يا صاحب الجلالة عظيم الشكر والعرفان، سائلين المولى أن يحفظكم ويحفظ مملكتنا الحبيبة، ويسدد على طريق الخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك، تشرف وزير الاسكان بتقديم هدية تذكارية الى جلالة الملك