يتأتى الاثر البيئي للخبز بجزء كبير منه من الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية في زراعة القمح، بحسب دراسة نشرت في مجلة "نيتشر بلانتس".
وتزيد المخصبات الصناعية الإنتاجية، لكنها تضم مكونات كيميائية تصدر غازات مسببة لمفعول الدفيئة المؤدي إلى الاحترار، وفق الباحثين الذين أشاروا إلى استخدام "غير مستدام" لهذه المواد (100 مليون طن من السماد كل سنة).
كذلك يلوث النترات الذي يذوب بسهولة في المياه، البحيرات والأنهر في أنحاء العالم أجمع.
كيف يمكن بالتالي توفير القوت في الكوكب من دون تلويثه.
يجيب بيتر هورتون القيم الرئيسي على هذه الأبحاث من مركز "غرانثام سنتر فور ساستاينبل فيوتشرز" التابعة لجامعة شيفيلد في إنكلترا على هذا السؤال بالقول "لا بد من حل النزاعات الكبرى في قطاع الصناعة الغذائية الذي يركز اليوم على جني الأرباح أكثر من ضمان استدامة الأمن الغذائي".
وفي إطار هذه الأبحاث، درس الباحثون دورة الإنتاج (زرع القمح وتحويله إلى طحين وإعداد الخبز) لقطعة خبز من 800 غرام.
وتبين لهم أن 43 في المئة من غازات الدفيئة الناجمة عن هذه الصناعة صادرة عن نترات الأمونيوم. ومقارنة بها، يبدو أثر العناصر الأخرى، مثل استخدام الالات وتجفيف الحبوب والنقل والتغليف، ضئيلا جدا.
وفي العام 2016، استهلك كل أوروبي ما يعادل 63 كيلوغراما من الخبز فيما حوالى 60 في المئة من مزروعات الحبوب تقوم على الأسمدة الكيميائية، بحسب القيمين على هذه الدراسة.
وأكد بيتر هورتون أن "المشكلة كبيرة بالفعل، فكلفة الأثر البيئي لا تؤخذ في الحسبان، وما من تحفيزات فعلية لتخفيض استخدام الأسمدة ... وليست المسألة تقنية فحسب، بل إنها أيضا سياسية واقتصادية".
ولفتت ليني كوه إحدى القيمات على هذا التقرير إلى دور المستهلك في هذا الخصوص الذي في وسعه إما أن يدفع أكثر للحصول على نوعية خبز مراعية للبيئة أو أن يضغط على صناع القرار.
وتتسبب الصناعة الغذائية بحوالى ثلث انبعاثات الدفيئة في العالم.
وتشكل الحبوب، مثل القمح والأرز والذرة، التي تستخدم كمية كبيرة من الأسمدة في زرعها حوالى نصف السعرات الحرارية المستهلكة في العالم.