العدد 5289 - الثلثاء 28 فبراير 2017م الموافق 01 جمادى الآخرة 1438هـ

المضحكي: عزوف سوق العمل عن توظيف خريجي الجامعات الربحية

انطلاق أعمال مؤتمر الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة في التعليم العالي

المضحكي تلقي كلمتها في مؤتمر الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة بالتعليم العالي - تصوير : محمد المخرق
المضحكي تلقي كلمتها في مؤتمر الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة بالتعليم العالي - تصوير : محمد المخرق

أكدت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب جواهر المضحكي أن هناك تنافسا بين بعض الجامعات في التجارة والربح، موضحة أن هذا التنافس أدى إلى تعمّد إهمال محتوى وجودة التعليم في سبيل تحقيق الربح، حتى أصبح بعض الخريجين الجامعيين غير مرغوب فيهم في سوق العمل.

وجاء ذلك خلال مؤتمر الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة في التعليم العالي 2017، الذي عقد أمس الثلثاء (28 فبراير/ شباط2017) بفندق الخليج تحت شعار «الفرص والتحديات لضمان الجودة في التعليم العالي: بين التعاون والتنافسية».

وقالت المضحكي: «إن التعليم اليوم هو الذي يشكل حياة الأمم، وهو الذي يعكس حقيقة تطورها وبناء حضارتها وعمرانها، إذ إنه أصبح ضرورة من ضرروريات الحياة وبناء العمران».

وأضافت «استيعاب التحديات التي نعايشها اليوم يُوجب الدفع نحو التغيير والتطوير، وهذا ما دفع القائمين على تطوير التعليم في البحرين لرسم خارطة طريق نحو تعليم ذي جودة».

وتابعت «مع دخولنا الألفية الجديدة، تغيّرت الكثير من المفاهيم التي كانت ثابتة لفترات طويلة، إذ إن الأمية اليوم لم تعد عدم القدرة على القراءة والكتابة فقط، فقد أضيفت إليها توصيفات أخرى فَرَضها واقع التطور المعرفي والتقني، فهناك الأمية الإلكترونية، كما أن هناك خريجين من المراحل الثانوية، يُنظر إليهم في العديد من مواقع العمل على أنهم أميّون جامعيون، إذ أصبح مواصلة التعليم الجامعي مكمّلا جوهريا للتوظيف في جميع دول العالم».

ولفتت المضحكي إلى أن هناك انفتاحا معرفيا هائلا، إذ لم يعد التعليم الجامعي مرتبطا بمباني وطاولات ولا كراسي وكتب محددة، إذ إن هناك شغفا للحصول على الشهادة الجامعية، عبر مؤسسات معتمدة وموثوق بها، مبينة أن هذا الشغف أدى إلى نشاط التعليم عن بعد، ما أدى إلى إنشاء الكثير من المؤسسات والجامعات الافتراضية، التي ألغت معادلة التواجد المكاني، مؤكدة أن هذا النوع من التعليم نتج عنه ضياع بعض من معايير الجودة والإتقان التي تضمن قوة ورصانة مؤسسات التعليم العالي.

وأكدت أن زيادة أعداد الملتحقين بالتعليم العالي بمراتبه المختلفة، وزيادة أعداد الجامعات بشقيها الحكومي والخاص كان له تداعيات كثيرة مسّت ميدان التعليم، موضحة أن هذه الزيادة أوجدت منافسة كبيرة بين بعض الجامعات سواء من ناحية استقطاب المبدعين والمتفوقين والمخترعين، في الوقت الذي كان هناك تنافس بين بعض الجامعات في المجال التجاري، مبينة أن هذا النوع من التنافس تعمّد إهمال محتوى وجودة التعليم في سبيل تحقيق الربح، حتى أصبح بعض الخريجين الجامعيين غير مرغوب فيهم في سوق العمل.

وتطرقت المحضكي إلى أنه في ظل التطورات السريعة والتغيرات العديدة على مستوى التعليم هناك مشروعات مبهرة نقلت أصحابها من شباب الصغار مالكين أصحاب مشروعات إلى أصحاب أفكار عظيمة، ما أدى إلى نقل عالمنا إلى أجيال جديدة من التقنية المعرفية، مؤكدة أن هذا أكبر تحد حالياً تواجهه الدول، لافتة إلى أن الدول بحاجة إلى أجيال متعلمة قادرة على الخروج من حقل التعليم إلى أعمالهم الخاصة لوضع أفكارها ومشروعاتها التي تخدم البشرية وتصنع العمل، مبينة أن الدول ليست بحاجة إلى خريجين سلبيين الذين ينتظرون الوظائف.

وقالت: «الحياة فرص وتحديات وتعاون ومنافسة، وما إن تنجح مؤسسات التعليم العالي في صنع نماذج راقية تواجه التحديات، فإننا سننهض جميعا».

وأضافت «لقد حذرت منظمة العمل الدولية من ارتفاع معدلات البطالة في العالم، إذ بلغت نحو 200 مليون عاطل في العام 2016، بزيادة 2.3 مليون عن العام 2015، في الوقت الذي تشير الأرقام التي نشرتها منظمة العمل العربية في العام 2014 إلى أن عدد العاطلين عن العمل في الدول العربية فقط، بلغ 20 مليون عاطل، وتقدر كلفتهم على الاقتصادات العربية ما بين 40 إلى 50 مليار دولار سنويًّا، وذلك بسبب فرص استثمارية وطاقات شبابية مهدرة، كان بإمكانها لو تفعّلت لتكون أساسا للتنمية البشرية والاقتصادية، إضافة إلى أن نفس الإحصائية أكدت أن نسبة البطالة في صفوف النساء تبلغ ضعفي نسبة بطالة الذكور».

وتساءلت المضحكي عن مدى التعاون والشراكة المتحقّقة بين مؤسسات التعليم العالي وبين الجهات المعنية بجودة التعليم العالي على المستويين الوطني والدولي، مشيرة إلى أن التعليمُ قوة والمعرفة حياة، مبينة أن أي دولة تؤسسُ اقتصادها على التعليم والمعرفة وتشجع مواطنيها على طلبهما فإنها تعتبر دولة متحضرة تسعى إلى الاستفادة من تجارب الأمم، وذلك لرغبتها في التطور، داعية إلى تضافر الجهود من أجل التعليم ولتعزيز أداء المؤسسات.

من جهتها، أكدت رئيس الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة في التعليم العالي سوزانا كراخانيان أن خلال السنوات الأخيرة، التعليم العالي واجه العديد من التحديات وذلك بسبب جودة التعليم.

ولفتت كراخانيان إلى أن جودة التعليم أمر ضروري فهو يخلق منافسة في سوق العمل لاستقطاب الخريجيين وتوظيف خبراتهم ومهاراتهم من أجل تطوير سوق

العمل، مبينة أن الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة دائماً ما تبحث سبل التغلب على العوائف والتحديات التي تواجه جودة مخرجات التعليم العالي.

وناقش المؤتمر الفجوة بين سوق العمل والتعليم، وأهمية جودة العمل، وذلك من خلال مناظرات تمت بين إخصائيين ومهتمين في هذا المجال.

العدد 5289 - الثلثاء 28 فبراير 2017م الموافق 01 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:26 ص

      ومن الذي رخص للجامعات الربحية؟
      هل نزلت فجاة من المريخ ام انكم صرحتم لها؟
      والآن تضعون اللوم عليها؟
      انتم شركاء في ذلك

    • زائر 4 | 1:44 ص

      اذا اصبحت الجامعات الخاصة جامعات ربحية فهل ان جامعة البحرين جامعة ربحية فليش بالآلاف عاطلين من الجامعيين ومتخرجين من جامعة البحرين

    • زائر 3 | 12:16 ص

      شلون في جامعة ربحيه وأنتم ساكتين طول هالمده
      ليش ما اخذتون إجراءات من البداية مع الجامعة الربحية قبل ما يخلصون الطلبة وتضييع طموحاتهم

    • زائر 2 | 12:14 ص

      عزوفه عن توظيف جميع الجامعات حكومية او خاصة او اجنبية

    • زائر 1 | 12:02 ص

      شيئ طبيعي أن تكون الجامعات الخاصة جامعات ربحية !!! في نهاية اليوم الجامعة مشروع يملكه مستثمر أو مجموعة من المستثمرين تم إستثمار رأس مال معين وفي إنتظار الربحية !!!
      السؤال هو مدى إلتزام هذه النوعية من الجامعات بالمعايير الأكاديمية وقوانين وضوابط هيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم العالي ؟!؟!؟!؟

اقرأ ايضاً