شقت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة طريقها أمس الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2017) حتى أصبح المجمع الحكومي الرئيسي في الموصل وهو أحد الأهداف الرئيسية في حملة طرد مسلحي تنظيم «داعش» من آخر معقل لهم في الشطر الغربي من المدينة في مرمى نيرانها.
وفر بعض المدنيين الخائفين من القتال صوب خطوط الحكومة التي عادة ما تكون هدفاً للمتشددين. بينما اضطر آخرون إلى التراجع داخل مناطق ما زالت تحت سيطرة «داعش» في المدينة لكنها تعاني شحاً في إمدادات الغذاء والمياه.
وقال مسئول في الإعلام يعمل مع الوحدات الخاصة في وزارة الداخلية لـ «رويترز» «حالياً مجلس المحافظة والمجمع الحكومي تحت نيران قوات الرد السريع» في إشارة إلى مدى يصل إلى 400 متر.
والسيطرة على هذا المجمع ستساعد القوات العراقية على مهاجمة الإرهابيين في وسط المدينة القديمة القريب وستكون لها أهمية رمزية فيما يتعلق باستعادة سلطة الدولة على المدينة.
وواجهت وحدات جهاز مكافحة الإرهاب التي تلقت تدريباً من الولايات المتحدة نيران القناصة والمورتر التي أطلقها «داعش» مع تحرك الوحدات شرقاً عبر منطقة وادي حجر للانضمام إلى قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية التي جرى نشرها على جانب النهر في خطوة من شأنها المنع التام للدخول إلى المدينة من جهة الغرب.
وأحرق الإرهابيون منازل ومتاجر وسيارات للتمويه أثناء تحركاتهم ومنع المراقبة الجوية من رصد مواقعهم. وأظهرت لقطات عبر الأقمار الاصطناعية غطاءً فوق شارع في وسط المدينة القديمة.
وقال سكان في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون إنهم أجبروا على إخراج سياراتهم من المرائب إلى الشوارع لإعاقة تقدم المركبات العسكرية.
إصلاح أحد الجسور
وبدأ مهندسون عسكريون إصلاح جسر
في أقصى جنوب المدينة استعادت قوات الرد السريع السيطرة عليه يوم الاثنين.
وقد يسهل الجسر - وهو أحد خمسة جسور في المدينة دمرت كلها- وصول التعزيزات والإمدادات من الجانب الشرقي.
ويعتقد بوجود عدة آلاف من الإرهابيين - كثير منهم جاءوا من دول غربية- داخل الموصل وسط سكانها المدنيين الذين لم يغادروا المدينة وقدروا في بداية الحملة بعدد 750 ألفاً.
ويلجأ المتشددون لأسلحة مورتر وقنص وشراك خداعية وسيارات ملغومة في مواجهة الحملة التي تشنها قوة مؤلفة من 100 ألف جندي من القوات المسلحة العراقية ومقاتلي البشمركة الأكراد وفصائل شبه عسكرية تلقت تدريباً من إيران.
وتقول الحكومة العراقية إن عدد النازحين من غرب الموصل حتى الآن بلغ 14 ألفاً وهو ما يصل بعدد النازحين من المدينة منذ بدء الهجوم في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول إلى أكثر من 175 ألفاً بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ووصل إلى قطاع يسيطر عليه جهاز مكافحة الإرهاب صباح أمس (الثلثاء) نحو 270 مدنياً. ونقل المصابون إلى عيادة طبية في حين جرى فحص الرجال للإطمئنان إلى أنهم ليسوا أعضاء في «داعش».
وهتف رجل شرطة منادياً باسم مشتاق فوقف أحدهم. وقال رجل شرطة آخر إنهم تلقوا معلومات بأن متشدداً اسمه مشتاق يختبئ ضمن النازحين.
وحمل أحد الرجال سيدة فقدت وعيها بعد إصابة ابنها بشظية أثناء فرارهم من منطقة تل الرمان.
من جانبه، عبر برنامج الأغذية العالمي الاثنين عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور الذي تواجهه العائلات في غرب الموصل.
من جانب آخر، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس (الثلثاء) إلى إبعاد الجامعات العراقية عن الصراعات السياسية وعدم توريط الطلبة في الخلافات.
وطالب العبادي، خلال زيارته مبنى جامعة واسط أمس، بـ «الاهتمام بالجانب التعليمي لأنه أمر أساسي وهو مكمل لانتصارات أبطالنا على العصابات الإرهابية حيث نقف بتحية إجلال لأبطالنا، ونحن في المراحل النهائية لهزيمة عصابات داعش».
وقال «لدينا دواعش الإعلام والسياسة، كلما وصلنا إلى مرحلة حساسة وحققنا الانتصارات يقومون ببث المشاكل التي تؤثر سلباً على أوضاع البلد، فنحن في حرب مصيرية، وكل دول العالم في هذه الحرب تعطل التظاهر ولكننا نقوم بتوفير الحماية لها».
وأضاف «إننا نسمح بالمعارضة في إطارها السلمي وعدم السماح بالتجاوز على المواطنين والأملاك العامة والخاصة».
واستخدمت قوات الأمن أمس الغاز المسيل للدموع لتفريق المئات في مدينة الكوت مركز محافظة واسط الذي تظاهروا ضد العبادي.
العدد 5289 - الثلثاء 28 فبراير 2017م الموافق 01 جمادى الآخرة 1438هـ