مريم عيسى الشيخ
قاصة بحرينية
كَبُر ليصبح بحجم هذا البلد... لا جسمه بل كان ذلك طموحه الطفولي ولقد صار شاباً يصدر الحيوية والنشاط للمتحبطين المُحبِطين... موجة عاتية الأمل هذا الإنسان.
« وأخيرا تخرجت من كلية الطيران يا شباب... باركونا شاركونا».
وضع هذا التعليق المقتضب تحت صورته الانستغرامية العاجّة بالفرح، وهو الأشد حاجة لمعلقات امرؤ القيس مجتمعة لتصف جنون قلبه تلك اللحظة... جميلة هي شرارة الابتسامة في مقلتيه وغضة التفاؤل.
بارك له الجميع وحتى بروفيسور السنة الأخيرة البلجيكي المتعجرف كتب بلهجته أمنياته بالتوفيق على رغم كون التعليق عربياً بامتياز ولا يفقهه، ولكن بالتأكيد استنبط ذلك من أيقونة القبعة الملحقة بالتعليق.
وصلت التعليقات إلى مئة وخمسة تعليقات... وكان أطرفها باللهجة العامّية من عمه صاحب الأربعين عاماً المتقاعد مبكراً لا المتقاعس:
«راحت الأرواح».
تقهقه كثيراً وخطها رداً على عمه، وكان في ضحكته شيء عظيم من شخص التحدي... فهو مصاب بمرضِ أديسون لا محالة! مرضِ التسعمئة والتسعة والتسعين مرة!
كان الذي لا يهدأ في عواصف إثبات الذات وتصيير الحلم ولاسيما في بقاع لا تستكشف براكينها ولا تعدو الأمواج كونها ملحاً أجاجاً... وعمه يرمقه كاللص من بعيد خلسة متأبطاً صورة ابن أخيه المدهشة يومها.
وبعد 4 سنوات من تاريخ الصورة القابعة في ركن مهترئ من زوايا ذاكرته. على فرشة بيعه جانب السوق الكبير... كشبه طيّار يسأل نفسه منكمشاً بحجم أمله الذي عاد نطفة في بطن أمه!
وبداخله أصوات ارتطام مهولة.
«هل باركت لي الأوطان يومها؟»
جميلة جداً ومعبرة . وفقك الله لمزيد من التقدم والرفعة .
شكرا لكم..تعليقكم افرحني