فازت قصة «الموجة» للكاتبة مريم عيسى الشيخ، بجائزة الوسط للقصة القصيرة عن فئة الكتَّاب البحرينيين، و «صائد الظلال» للكاتب السوري نوزاد جعدان، عن فئة الكتَّاب العرب.
وتلقَّت الوسط أكثر من 30 مساهمة لشهر فبراير/ شباط 2017، توزَّعت على أكثر من بلد عربي من بينها: الجزائر، المغرب، مصر، سورية، عُمان، اليمن والأردن، إضافة إلى مملكة البحرين.
«الموجة» لا تقدم موضوعاً/ ثيمة جديدة، لكن معالجتها من خلال لغة عذبة وغير متكلفة أتاح لها حضوراً لافتاً، وما أفسد القصة نهايتها، بذلك التساؤل الذي تم إقحامه إقحاماً، وكان يمكن للقصة أن تنتهي بعيداً عن ذلك الارتجال والتساؤل الذي سلب الكثير من الوهج وتداعي السرد الذي وضعتنا فيه الشيخ، إلا أنه يمكن القول بأن الشيخ تبشِّر بموهبة سيكون لها شأن في المشهد القصصي إذا ما رفدت تجربتها بمزيد من القراءات المعمقة لنصوص رئيسة ورائدة في هذا الفن.
وبالنسبة إلى «صائد الظلال» لجعدان، فتأخذنا إلى نموذج يبدو سريالياً ولكنه ليس كذلك، بما يكتنف الحياة العربية، وبما اختلط فيها من الخاص الذي يستحوذ على مساحات للعام. الفرد الذي يمكن أن يرسل مصائر بشر إلى جحيم هو الذي يقوم بتحديده. هي قصة جغرافيات تكاد تكون متماثلة. وليس عن طريق الخطأ ما يتعرض له الإنسان العربي اليوم، وإن بدا الأمر كذلك. بحيث يصبح كل شيء ممنهجاً، وفي طريقه إلى أن يكون طريقة حياة. يصوغ جعدان قصته بعفوية لا يُلمس منها أي نوع من إقحام المواقف أو الشخصيات، وذلك ما منحها وهجاً وحضوراً وقوة إقناع.
بقى أن ننوِّه إلى المستويات الملفتة التي تبدَّت في قصص كل من: المصري أيمن عبدالسميع حسن، في قصته «مواسم ما بعد العشق»، والسوري أحمد خضر أبوإسماعيل، في قصته «حلاوة العلقم»، والجزائري سعيد ماروك، في قصته «القضيب الحديدي»، والمصرية هبة الله محمد حسن، في قصتها «العروس»، والأردنية دينا هشام ملكاوي، في قصتها «الصندوق»، والمغربية شيماء بنتهاين، في قصتها «سيدتي»، والسوري منيار أحمد العيسى، في قصته «تصعُّد»، والبحرينية راجية هلال، في قصتها «قربان الآلهة المشؤومة»، علاوة على مساهمات أخرى.
وعلى رغم أن المسابقة ستتم عامها الأول إلا أن كثيراً ممن أرسلوا قصصهم لم يكلفوا أنفسهم عناء قراءة شروط المسابقة المنشورة على موقع «الوسط» الإلكتروني، إذ كثيراً ما يتكرر إرسال قصص تتجاوز 500 كلمة بكثير، أو عدم إرفاق المستندات الدالة على هوية وسن المشارك. كل ذلك السهو أو الإهمال أحياناً قد يحرم قصة من الدخول في التصفيات النهائية للمسابقة ومن ثم الفوز بها، لذا نرجو من الأحبة الكتّاب قراءة الشروط المشار إليها.