قال الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات القابضة، الذراع الاستثمارية لحكومة البحرين، محمود الكوهجي إن طيران الخليج وصلت إلى نقطة التوازن، كما أكد أن الشركة ستحتفظ بحصتها في شركة السيارات «ماكلارين» رغم تلقي عروض لبيعها.
وأبلغ الكوهجي الصحافيين على هامش مؤتمر يوروموني المالي الذي اختتم اعماله أمس في المنامة «اعتقد أن طيران الخليج وصلت لمرحلة التوازن، وهي في مرحلة تتهيأ لفتح عدد محدود من الخطوط، أعتقد أن الخدمة الأساسية هي تحديث الاسطول».
وبين أن الشركة ستتسلم طائرات بوينغ 787 العام المقبل، وذلك سيساعد الشركة على تقليص النفقات، لأنها طائرات اقتصادية في القطاع.
وقال: «طيران الخليج اليوم تخدم الاقتصاد الوطني، اليوم طيران الخليج لا تصل إلى أماكن ليس لها علاقة بالاقتصاد».
وبخصوص موعد الوصول إلى الربحية قال الكوهجي: «لا أعتقد ان السؤال المطروح هو العودة للربحية... كثير من الدول يتحدثون عن توسعة خطوط الطيران، نرى أن المبالغ التي تضخ في طيران الخليج تهدف لخدمة الاقتصاد البحريني، وحتى البرلمان هناك قناعة بأنها تخدم الاقتصاد الوطني الذي يعتمد على قطاع الخدمات، والمصرفيون يحتاجون لشركة في تنقلهم وهذه هي نظرتنا للشركة».
افتتاح أنشطة للشركات في البحرين
وأشار إلى أن الشركة تسعى لجذب عدد من الاستثمارات الصناعية في البحرين، إلى جانب العمل على مشروع توسعة ألبا، إلى جانب تطوير المشروعات السياحية.
وأشار إلى ان الاستثمارات الجديدة تدر على الشركة نحو 25 في المئة من إيرادات الخارجية من الاستثمارات الجديدة، في الوقت الذي توسعت محفظة الشركة الاستثمارية لأكثر من 45 شركة.
وقال الكوهجي للصحافيين: «في العام الماضي دخلنا في 6 مشروعات استثمارية، ونتفاوض مع عدد من هذا المشروعات لتأسيس وجود لها في البحرين».
بيع حصة ماكلارين
ونفى الكوهجي أن تكون «ممتلكات» ستبيع حصتها في شركة السيارات «ماكلارين»، رغم أنها تلقت عددا من العروض في العام الماضي، معبرا عن قناعة الشركة بأن الشركة ستزيد إنتاجها ومبيعاتها، وبالتالي سترتفع قيمتها في المستقبل.
واعتبر الكوهجي شركة ماكلارين، والتي يقع مقرها حاليا في المملكة المتحدة، شركة بحرينية تصنع السيارات في بريطانيا وفي الولايات المتحدة، واعتبرها تجربة ناجحة، وجعلت البحرين تمتلك شركة تصنيع سيارات بمواصفات تقنية عالية، إلى جانب إجراء البحوث. لافتاً إلى أن سباق السيارات هي جزء بسيط من عمل الشركة.
تنويع الاقتصاد أمر مهم
وفي بداية الجلسة في مؤتمر يوروموني والذي استضاف الكوهجي للحديث عن «ممتلكات» ومناخ الاقتصاد في البحرين، أشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن الحكومة أدركت بضرورة القيام بخطوات لتلافي تذبذب أسعار النفط. مؤكدا بأن النظرة التي تعمل عليها البحرين هي تنويع الاقتصاد.
وسئل الكوهجي في الجلسة عن الفرص التي تنظر لها «ممتلكات» وفي أي القطاعات، فرد بالقول «نحن نستثمر في أي قطاع وفي أي فرصة مواتية، فلدينا اليوم اكبر استثمار هو شركة ألمنيوم البحرين ألبا، وهذا القطاع يحظى بعناية وخصوصا مع مشروع توسعة الشركة، والذي بدوره يغذي الصناعات الرديفة».
وأشار الكوهجي إلى أن «ممتلكات» تعمل على توسعة محفظتها الاستثمارية في مختلف القطاعات وفي مختلف المناطق الجغرافية، إذ إن ثلث المحفظة هي في استثمارات خارجية.
وضعنا يختلف
ومع مرور أكثر من 10 سنوات على تأسيس شركة ممتلكات، يتحدث الكوهجي عن التركة الثقيلة التي استلمتها الشركة في محفظتها من الشركات التي تكافح من خلال إعادة الهيكلة وغيرها، في حين تسلمت صناديق الثروة في الخليج أموالا نقدية عند بدئها.
وأشار في هذا السياق إلى تجربة طيران الخليج والتي انفقت عليها الشركة أموالا طائلة لإعادة هيكلتها.
8 قطاعات استثمارية
وبخصوص نوعية الفرص التي تهتم بها ممتلكات من أجل الاستثمار، أوضح الكوهجي أن الشركة تتطلع إلى الاستثمارات القابلة للنمو، مع التأكد من وجود الحوكمة والشفافية في هذه الاستثمارات.
وقال الكوهجي: «لدينا استثمارات في القطاع المالي والصناعة، مثلا في القطاع الصحي لدينا استثماران و3 استثمارات في القطاع التعليم، ليس هناك قطاع محدد».
وقال: «عملنا في 8 قطاعات، ونحن نرى مثلا ان القطاع الصحي قطاع واعد جدا».
استثماراتنا طويلة الأمد... ماكلارين مثالاً
وبخصوص السياسة التي تنتهجها «ممتلكات» في الاستثمارات، أشار الكوهجي إلى أنه «من المهم معرفة الشركات والقطاع بشكل جيد، وإعلام المساهمين لدينا يهذه الفرص (...) نحن ننظر دائما للاستثمار على المدى الطويل وليس لمدد قصيرة بين سنتين وثلاث سنوات».
وتطرق إلى تجربة ماكلارين في هذا السياق، إذ قامت الشركة قبل 9 أعوام بالاستحواذ على حصة في الشركة، في الوقت الذي كان الجميع يبتعد عن مثل هذه الاستثمارات في ذلك الوقت.
وقال الكوهجي: «قمنا بتمويل وتطوير الشركة، وهناك مجلس إدارة يتولى زمام الأمور، هي اليوم قصة نجاح وتعكس الاستراتيجية التي هي على المدى الطويل (...) إذا ما قمنا بشراء استثمار فإننا نريد أن نعمل على تنميته».
وبين أن استراتيجية ممتلكات هي بإتاحة المجال لإدارات الشركات بتولي المشروعات وجعل الإدارة تركز على إنجاح الاستثمار.
التخارج من استثمارين في البحرين
وبخصوص سياسية التخارج التي تعتمدها الشركة، قال الكوهجي: «لا نتخارج من الشركات، لكننا تخارجنا من شركتين محليتين، فإذا لم نكن سنضيف شيئا لهذه الشركات فلا داعي للبقاء».
وبين أن الشركة «ممتلكات» تعمل مع شركاء آخرين مثل البنوك الاستثمارية التي قد تفضل التخارج بعد 3 أعوام، إذ تقوم الشركة بالتفاوض مع هؤلاء الشركة للبقاء معهم لفترة أطول وقال الكوهجي: «نؤمن أنه من المهم البقاء لوقت طويل في القطاع».
الشفافية والحوكمة وتجربة الإمارات
وتحدث الكوهجي عن أهمية الشفافية والحوكمة عند قيام «ممتلكات» بدخول استثمار ما، وضرب مثلاً، في شركة تعليمية في الإمارة أسست كشركة عائلة، لكن كان على الشركة إقناع هذه الشركة بضرورة العمل كشركة تتمتع بشفافية وحوكمة حتى يمكن الاستثمار فيها، إذ إن موضوع الحوكمة استغرق وقتا طويلا من التفاوض.
وقال: «هناك من تفاجأ بأن ممتلكات تريد الاستثمار في شركة عائلية، ولكن كان علينا وضع باقة تتعلق بالشفافية والحوكمة».
الفصل بين الإدارات
ويتطرق الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات، عن ضرورة أن يترك مجلس الإدارة في الشركات الإدارة التنفيذية للقيام بما يجب فعله، إذ تطرق إلى الجدل بخصوص التغييرات الإدارية في «ماكلارين»، بأنها تغييرات عادية.
وأشار إلى أن إنتاج «ماكلارين» تطور من تصنيع بضع مئات من السيارات سابقاً، لتنتج الآن 4 آلاف سيارة، وهذا ضاعف من حجم العمل وتطلب معه تقوية إدارة الشركة .
ورأى الكوهجي أن هناك مشكلة تتعلق بالمخاوف بين التنفيذيين ومجلس الإدارة بخصوص إدارة الشركات، وهذه مشكلة في دول المنطقة.
وقال: «يجب أن تعطى الصلاحيات للتنفيذيين، وأن تقوم كمجلس الإدارة بوضع السياسات».
وتطرق لتجربة ممتلكات، قائلاً «لدينا رجال أعمال ووزراء في مجلس الإدارة، نعمل على إرسال الرسالة الصحيحة لهم بأننا نقوم بالعمل كما يجب وما هو طبيعة العمل، ومع الوقت تنشأ هذه العلاقة (...) لكن في المنطقة مازالت لدينا هذا المشكلة».
ترامب والبريكست
وبخصوص التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصول ترامب لسدة رئاسة الولايات المتحدة، وتأثيره على خطة «ممتلكات الاستثمارية»، علق الكوهجي «ماكلارين شركة بحرينية في بريطانيا، وهي ليست شركة سباق فقط، ولكنها شركة تنتج سيارات ذات تقنية عالية، ولديها وحدة للأبحاث عالية التقدم».
وتابع «ماكلارين لديها عمليات في العالم رغم أن موقعها في البحرين، فعندما أعلنت ننيجة البريكست، كنت في بريطانيا واستدعيت الفريق وأبلغتهم أنه ليس هناك تغييرات كبيرة، فالشركة تمتلك الكثير من المكاتب في العالم، وهذا القرار لا يؤثر على الشركة. نحن نقوم بالاستثمار طويل الأمد، وخلال عشر سنوات هناك الكثير من التغييرات، والاستثمار يحتاج لوقت لتحقيق النمو».
وبخصوص ترامب قال الكوهجي: «انا لست سياسيا، لكن عندما أرى فريقه أعتقد أنه ودود للغاية ويمثل مجتمع المال، كما نرى ان السوق الأميركية بشكل إيجابي بالنسبة للاستثمار، لا أعتقد أن شيئا سيتغير، إنها سوق كبيرة ومؤسسة بشكل جيد، وانا مازلت أنظر بارتياح إلى الفرص في الولايات المتحدة. كما أن هناك مفاوضات للاستثمار هناك».
تأسيس صندوق خليجي سيادي مشترك
وسئل الكوهجي من قبل إحدى المتداخلات، ما إذا كان من المجدي أن تعمل شركة ممتلكات وصناديق الثروة السيادية الأخرى في الخليج على تأسيس كيان أو صندوق مشترك بينها للمشاركة في المخاطر وخصوصا مع الضغوط المالية الأخيرة.
وقال الكوهجي في هذا السياق إن شركة «ممتلكات» تتعاون مع مختلف صناديق الاستثمار الأخرى في العالم وتبحث الفرص المشتركة، وحتى مع روسيا، يتعامل صندوق الثروة لديها مع دول المنطقة جميعها. لكن الكوهجي، أشار إلى تجربته في العمل الحكومي، إلا أن مرونة القرار ستكون أفضل مع وجود مؤسسات منفصلة في هذه الدول ولكنها تتعاون بينها.
وبخصوص الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات المالية (الفنتك)، اشار الكوهجي إلى أن «ممتلكات» تتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية بغرض التأسيس لهذه الصناعة في البحرين، لافتاً إلى أنه قطاع واعد «يمكن أن نقوم بعمل مشروع او مشروعين (...) المهم هو وجود بيئة تدعم هذا القطاع، وأعقد أن لدينا في البحرين مقومات النجاح وأهمها الكفاءات البشرية، وهي الأهم من الأموال وحتى الأفكار».
العدد 5289 - الثلثاء 28 فبراير 2017م الموافق 01 جمادى الآخرة 1438هـ