تمت اليوم الثلثاء (28 فبراير/ شباط 2017) مراسم توقيع أرامكو السعودية وشركة بتروليوم ناسيونال بيرهاد (بتروناس)، شركة النفط والغاز الوطنية الماليزية، على اتفاقية شراء حصة كخطوة تُمكن أرامكو السعودية من المشاركة بملكيتها في مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات الذي تنفذه شركة بتروناس في ولاية جوهور جنوبي ماليزيا.
وقد شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ورئيس الوزراء الماليزي داتو سري نجيب تون عبدالرزاق، مراسم التوقيع الذي تم بين كل من رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، والرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لمجموعة بتروناس، السيد داتوك وان ذو الكفلي وان عارفين.
ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية بالتزامن مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين، إلى ماليزيا. كما حضر مراسم التوقيع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، ورئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، خالد الفالح، وفق تقرير لصحيفة "الرياض" السعودية اليوم (الثلثاء).
وبإتمام هذه الاتفاقية واستيفاء كافة المتطلبات المرتبطة بها، ستتساوى حصص أرامكو السعودية و"بتروناس" في عدد من الأصول والمرافق الخاصة بالمشروع، والتي تشمل مصفاة ووحدة التكسير ومرافق للبتروكيميائيات والتكرير والمعالجة والتسويق داخل مجمع بينغيرانغ المتكامل.
ويجدر بالذكر أن المشروع هو جزء من مجمع بينغيرانغ المتكامل الذي تعمل عليه شركة بتروناس ليكون مركزًا صناعيًا إقليميًا للنفط والغاز، وسيمهد الطريق نحو آفاق جديدة في التقنية والتنمية الاقتصادية في منطقة جنوب شرق آسيا.
وتُعتبر هذه الشراكة خطوة البداية لعلاقة استراتيجية ستقدم للمشروع كفاءة عالية مُستَمَدة من خبرات أرامكو السعودية و"بتروناس".
وقال أمين الناصر: "نحن سعداء بتوافق زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، التاريخية إلى ماليزيا مع هذه المناسبة وحضوره توقيع هذه الاتفاقية التي ترسخ العلاقة مع "بتروناس" من خلال هذا المشروع". وأضاف: "فماليزيا ومنطقة جنوب شرق آسيا تقدم فرصا هائلة للنمو، واتفاقية اليوم تعزز موقع أرامكو السعودية كَمُورد رئيس للنفط لماليزيا ومنطقة جنوب شرق آسيا. وسيساعد موقع المشروع الاستراتيجي في تأمين الطاقة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي "، وبموجب الاتفاقية، ستوفر أرامكو السعودية غالبية حاجة المصفاة من النفط، بينما ستوفر "بتروناس" الغاز الطبيعي والطاقة والخدمات الأخرى.
وقال داتوك وان ذو الكفلي: "يُعد مجمع بينغيرانغ المتكامل أحد أكبر المشاريع الصناعية التنموية في المنطقة، كما أنه أكبر استثمار تقوم به "بتروناس" في مجال التكرير والمعالجة والتسويق في موقع واحد حتى الآن". وأضاف: "إن توقيع هذه الاتفاقية هو لحظة تاريخية في الصناعة، حيث أنه ليس من المعتاد أن تدخل اثنتان من شركات النفط الوطنية المرموقة في شراكة في مشروع منذ بدايته. وستجمع هذه العلاقة بين خبرات الشركتين وقدراتهما وسجلهما الحافل في تطوير المشاريع العملاقة، بالإضافة إلى العلاقات التجارية في الأسواق المختلفة. كما أنني أسعى للبحث عن فرص أخرى للتعاون والشراكة التي تعمق من هذه العلاقة طويلة المدى".
وستنتج مصفاة المشروع، التي تبلغ طاقتها التكريرية 300 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، مجموعة كبيرة من المنتجات النفطية المكررة، تشمل البنزين والديزل وستكون مطابقة لمواصفات الوقود (يورو 5)، بالإضافة إلى اللقيم لمجمع البتروكيميائيات لينتج 3.5 طن من المنتجات سنويًا.
ويقع مجمع بينغيرانغ المتكامل على بُعد 400 كيلومتر جنوب العاصمة الماليزية كوالالمبور، وقد تم إنجاز نحو 60% من المشروع ومن المخطط أن تدخل المصفاة الخدمة في عام 2019م.
وبالإضافة إلى مشروع التطوير المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات الذي يشتمل على مصفاة ووحدة تكسير ومجمع بتروكيميائيات لأنشطة التكرير والمعالجة والتسويق، فإن مجمع بينغيرانغ المتكامل الذي يمتد على مساحة 6.242 فدان سيضم أيضًا مرافق أخرى مرتبطة، مثل محطة للتوليد المشترك، ووحدة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز، ومشروع توريد للمياه غير المعالجة، وفرضة للمياه العميقة، بالإضافة إلى مرافق خدمات مشتركة مركزية.
ويُشكل مجمع بينغيرانغ المتكامل جزءًا من مشروع طموح يمتد على مساحة 22 ألف فدان لمجمع بينغيرانغ المتكامل للنفط الذي يأتي تحت برنامج التحول الاقتصادي الحكومي الماليزي الذي يطمح إلى تأسيس مشاريع محركة للتنمية ودافعة إلى آفاق أبعد في مجالات التقنية والتنمية الاقتصادية في قطاع النفط والغاز وأنشطة التكرير والمعالجة والتسويق.