شدد رئيس جمعية المهندسين البحرينية، مسعود الهرمي، على ضرورة إيجاد تشريع قانوني يجرّم انتحال وظيفة الهندسة، مؤكداً وجود عدد من الأشخاص في البحرين وغير البحرين، ينتحلون صفة المهندس، ويعملون في قطاعات عدة.

ورأى الهرمي أن هناك «تعدياً على مهنة الهندسة»، وذلك أن «كثيراً من الناس صاروا ينتحلون صفة المهندس، ويعملون في الهندسة، في حين لا علاقة لهم قريبة أو بعيدة بالهندسة، لأن مهنة الهندسة فيها دراسة والتزام وكفاءة مهنية».

جاء ذلك في تصريح الهرمي لـ «الوسط»، على هامش معرض المهن الهندسية الذي أقامته الجمعية في مقرها أمس الاثنين (27 فبراير/ شباط 2017)، ويستمر حتى اليوم الثلثاء.

واستشهد الهرمي بإجراءات اتخذت في السعودية للكشف عن مزوري شهادات الهندسة، ومنتحلي هذه المهنة، قائلاً: «الهيئة السعودية للمهندسين أُعطيت صلاحية قيد المهندسين، وبدأوا بالأجانب، ومنذ إعطائهم هذه الصلاحية اكتشفوا عدداً كبيراً من مزوري شهادة الهندسة، ومن منتحلي صفة الهندسة، وتم ذلك في الـ 6 أشهر الأولى من إعطائها الصلاحية». ولفت إلى أن البحرين بحاجة إلى تشريع قانوني ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

وبسؤاله عمّا إذا كان هناك إقبال على دراسة الهندسة في البحرين، أوضح الهرمي أن «المهن الهندسية يوجد إقبال على دراستها في مختلف التخصصات»، مشيراً إلى أنه «في فترة سابقة شهدنا انحساراً في دراسة الهندسة، وكان ذلك في وقت الطفرة المالية، التي اتجه فيها الطلبة إلى دراسة المحاسبة وإدارة الأعمال، لكن هذه مرحلة انتهت، والآن نشهد عدداً كبيراً من الطلبة في مختلف التخصصات الهندسية في جامعة البحرين، فضلاً عمّن يدرسون في الجامعات الخاصة، ومن يدرسون خارج البحرين».

وبيّن أن «مهنة الهندسة من المهن التي تتطلب جهداً مستمراً، سواء في الدراسة الأساسية أو الجامعة، وما بعد التخرج وفي العمل، إلا أن المردود يعتبر جيّداً، وبقدر هذا المجهود، ويكفي الإحساس أن الإنسان يبني من خلال عمله، ونحن نهدف إلى هذا الأمر في جمعية المهندسين البحرينية، ونشجّع على دراسة الهندسة».

وقال إن: «عدد المهندسين في البحرين مقارنة بالمعدلات العالمية، يعتبر قليلاً جداً، ونظرياً هناك شاغر في مجال الهندسة، ويُفترض أن تكون الوظائف متوافرة»، لافتاً إلى أنهم في الجمعية يسعون إلى إرشاد الطلبة نحو دراسة الهندسة، وكذلك تدريبهم كلما توافرت الفرص، فيما يبقى التوظيف مسئولية جهات أخرى.

وعن عدد المهندسين في البحرين، قال: «للأسف... لا يوجد لدينا العدد الإجمالي للمهندسين في البحرين، بسبب عدم وجود آلية لحصر هذه الأعداد، ويمكن من خلال مجلس مزاولة المهن الهندسية، أن تتقرب الصورة من خلال تسجيل المهندسين في القطاعين العام والخاص».

وأضاف «نحن في الجمعية لدينا قرابة 1500 مهندس في البحرين، مسجلين كأعضاء، وهذه العضويات تتغير بسبب اختلاف متطلباتها، ولذلك هذا العدد لا يعكس سوى أعضاء الجمعية».

وعن معرض المهن الهندسية، ذكر الهرمي إنهم يحرصون على تعريف طلبة المرحلة الثانوية، وخصوصاً من هم في الصف الثاني ثانوي والتوجيهي، بمختلف التخصصات الهندسية، وذلك أن الكثير من الطلبة يرغب في دراسة الهندسية، ولكنه لا يعرف التخصص الذي يرغب في دراسته.

وأوضح أنهم اختاروا هذا التوقيت لإقامة المعرض، بسبب الفترة الزمنية المتبقية على انتهاء العام الدراسي، إذ لم يتبق سوى 4 أشهر تقريباً، مشيراً إلى أن في هذه الفترة يحدد الطلبة التخصصات التي يرغبون في دراستها في الجامعة.

وأفاد بأنهم وجهوا دعوات إلى المدارس الحكومية والخاصة، وكذلك أولياء أمور، متوقعاً أن يتجاوز عدد المدارس التي تزور المعرض 30 مدرسة، وهو عدد المدارس التي زارت المعرض في العام الماضي (2016).

وخلص رئيس جمعية المهندسين البحرينية إلى أنهم يقومون بهذا العمل التطوعي، سعياً من الجمعية إلى خدمة مملكة البحرين، ورفدها بالمهندسين في مختلف التخصصات.