قفزت أسعار الخضراوات بشكل جنوني فوق 100 في المئة في سوق الجملة بمملكة البحرين أمس (الاثنين)، مع توقعات بارتفاع أسعارها إلى 200 في المئة اليوم (الثلثاء) بسبب عدم خروج شاحنات الموردين من البحرين إلى السعودية.

وفي زيارة «الوسط» الميدانية للسوق الساعة الخامسة صباح أمس الأول (الأحد) وأمس الاثنين (27 فبراير/ شباط 2017)، رصدت ارتفاع أسعار خضراوات بنسب تصل إلى 100 في المئة خلال يوم واحد.

إذا كان الفلفل الأحمر الذي يباع بسعر دينار للفلينة يوم الأحد، بيع صباح أمس (الاثنين) بسعر دينارين، وفلينة الفلفل الأحمر الذي يباع بدينار ونصف بيع بسعر 3 دنانير. والبادنجان الذي يباع بسعر 700 فلس للفلينة، بيع بسعر دينار ونصف، والباذنجان ذي الجودة العادية الذي يباع بسعر دينار، بيع اليوم بسعر دينارين و800 فلس.

وفلينة الطماطم زنة 5 كيلوات التي كانت تباع بسعر 800 فلس، بيعت بسعر دينار ونصف الدينار.

والكوسة السعودي الذي كان يباع بسعر دينارين ونصف، بيع بسعر 5 دنانير، بينما الكوسة الأردني بيع بسعر 6 دنانير. وكارتون الخس الأردني ارتفع سعره من 3.5 دينار إلى 7 دنانير.

والقرع ارتفع سعره إلى 3.5 دنانير، والقرنابيط ارتفع إلى دينار و800 فلس، والملفوف من دينار إلى دينار ونصف، والبروكلي من دينار ونصف إلى دينارين ونصف، والبوبر من دينار إلى 3 دنانير.

وقال تجار موردون، أن سياراتهم لم تستطع الخروج من البحرين (الأحد)، لتحميل الخضار من السعودية، وأن الكمية الموجودة يعود أغلبها لشحنات اليوم الماضي، ولهذا ارتفعت الأسعار.

وأكدوا أن سياراتهم لم تخرج كذلك أمس (الاثنين)، وأن السوق سيشهد اليوم (الثلثاء) شحاً كبيراً سيرفع الأسعار بشكل حاد ربما تصل إلى 200 في المئة.

وعن سبب عدم خروج سياراتهم، قالوا: «إن جسر الملك فهد يشهد ضغطاً كبيراً، وهو ما يرفع فترة الانتظار وعدم خروج سياراتهم من البحرين للسعودية في نفس اليوم».

وناشدو إدارة الجمارك بتسهيل أكبر لعبور شاحناتهم الفارغة من البحرين إلى السعودية، لتتمكن من تحميل الخضراوات، وتوفيرها في السوق بكميات كبيرة تؤدي إلى انخفاضها إلى مستويات قياسية.

وأكدوا أنه في حال تسهيل خروج الشاحنات الفارغة، ستنخفض الأسعار بشكل حاد إلى المستوى الطبيعي الذي من المفترض أن تباع به، وضربوا مثلاً: «إن فلينة الطمام في المستوى الطبيعي يفترض أن تباع بسعر 500 فلس، ولكن بسبب الوضع غير الطبيعي أدى إلى بيعها بسعر دينار و500 فلس».

ووفق أقوال مسئولين في الشركات الموردة، فإن 7 سيارات تابعة لشركة المواسم لم تتمكن من الخروج، و5 سيارات لشركة قصر الجنان، وسيارتين لمركز الدانة، وشاحنتين للشربتلي، وسيارتين لشركة الحمد للفواكه، و3 سيارات للبستاني، و3 سيارات لمؤسسة جاكرتا.

وحذروا من نقص شديد في المعروض اليوم (الثلثاء) سيساهم في إشعال الأسعار إلى مستويات قياسية. مؤكدين أن «الضرر النهائي يتحمله المستهلك».

وقال التاجر محمد إبراهيم: «أن الشاحنات تذهب أولاً إلى ميناء خليفة، وتصطف في طابور طويل حتى يحين دورها للحصول على رقم العبور، وبعد الحصول على الرقم تتوجه إلى جسر الملك فهد، ثم تدخل الأراضي السعودية، وتحمل الخضار ثم تعود».

وأضاف «هناك ضغط كبير على جسر الملك فهد، ووفق التنظيم يتم منح الشاحنات أرقاماً من ميناء خليفة قبل توجهها للجسر، التأخير يحدث في ميناء خليفة، يتمثل في الوقوف في طابور طويل للحصول على رقم العبور».

وتابع «أما فيما يتعلق بالجمارك في جسر الملك فهد، في الجانب السعودي أو البحريني تسير الإجراءات بسرعة على أفضل وجه، وتعطى أولوية للشاحنات التي تحمل منتجات سريعة التلف كالخضار والألبان وغيرها».

وناشد المسئولين المعنيين بإعطاء الأولوية لشاحنات الخضار الفارغة في الحصول على رقم العبور في ميناء خليفة، وعدم معاملتها معاملة الشاحنات التي تحمل منتجات غير معرضة للتلف.

وقال: «لدينا خمس سيارات لم تخرج من البحرين، بسبب الانتظار في ميناء خليفة». مشيراً إلى أن تأخر الشاحنات يؤدي إلى نقص شديد في السوق وارتفاع الأسعار، وعند دخول الشاحنات يحدث زيادة في المعروض وهبوط حاد في الأسعار... تقلبات شديدة تخلق نوعاً من عدم الاستقرار في الأسعار، وهذا ليس في صالح التاجر والمستهلك».

من جهته، قال التاجر رضا البستاني: «عدد شاحنات تجار الخضار في البحرين تصل إلى نحو 25 شاحنة، يمكن إعطائها تصريحاً من إدارة المرور للخروج إلى جسر الملك فهد دون الذهاب إلى ميناء خليفة والانتظار للحصول على رقم العبور».

وأكد البستاني أن ثلاث شاحنات تابعة له لم تخرج من البحرين أول أمس (الأحد) وكذلك أمس (الأثنين).

من جهته، قال مسئول في شركة الشربتلي: «إن شاحنتين تابعتين لهم لم تخرجا يوم الأحد فأضطروا إلى استئجار شاحنة من السعودية بقيمة 200 دينار، وأمس الاثنين لم تخرج لهم شاحنتان».

وأضاف «أنت بين خيارين أما أن تترك الأمور كما هي وتشتعل نيران الأسعار بتأخر الشاحنات، وتنهار الأسعار بدخول الشاحنات، أو تستأجر شاحنات من السعودية بقيمة 200 دينار، لتحافظ على استقرار الأسعار في السوق».

وتابع «كيف يستأجر تاجر، شاحنات من السعودية بقيمة 200 دينار، ولديه شاحنات بعمالها متوقفة داخل البحرين؟... هذه أموال ضائعة».

واستطرد «نضطر لاستئجار شاحنات، للإيفاء بالتزاماتنا مع زبائننا، والحفاظ على استقرار السوق»، موضحاً «أن استقرار الأسعار تجعل المستهلك يشتري بشكل طبيعي يساعد المورد على فهم حقيقي لاحتياجات السوق، أما عدم استقرار الأسعار سيجعل المستهلك يندفع إلى شراء كميات وتخزينها أثناء انخفاض الأسعار، والعزوف عن الشراء أثناء الارتفاع، وبالتالي يصعب على المورد إدراك الحاجة الحقيقية للسوق».

وقال: «عدم انتظام خروج ودخول شاحنات الموردين تؤدي إلى انعدام المنافسة وعدم استقرار الأسعار... التاجر الذي تتأخر شاحنته سيفقد حصته اليومين لصالح التاجر الذي وصلت شاحنته للسوق... يوم لك ويوم عليك».

وذكر أن الشربتلي يشكل نحو 40 في المئة من سوق الموز في البحرين، وأن عدم خروج شاحناتها يؤثر على السوق، ولهذا يضطر لاستئجار شاحنة من السعودية، ولكن قال: «لا يمكن أن نستمر بشكل يومي على استئجار شاحنات من السعودية، وشاحناتنا متوقفة في البحرين، ولهذا على المعنيين النظر في إعطاء الألوية لشاحنات الخضار والفواكه في الحصول على رقم العبور في ميناء خليفة».

وأشار إلى أن شاحنات الخضار والفواكه تعطى أولوية في الجمارك وجسر الملك فهد وتسير إجراءاتها بشكل سلسل، لكن في ميناء خليفة عند الاصطفاف للحصول على رقم العبور لا تعطى الأولوية.