استغلت هوليوود منصة الأوسكار التي تطل بها على العالم مساء أمس الأحد (26 فبراير/ شباط 2017) لتحمل على دونالد ترامب الا أن النجوم اعتمدوا لهجة خفيفة ومتضامنة بعد بدايات الرئيس الأميركي التي تزرع الانقسام.
واشار الكثير من الفائزين إلى اصولهم الأجنبية وكمهاجرين وانتمائهم إلى أقليات.
وقال مقدم الحفل جيمي كيميل في كلمته الافتتاحية "يتابع الملايين هذا البرنامج مباشرة في العالم في أكثر من 225 دولة باتت تكرهنا الان".
واعتبر كيميل ان ترامب الذي فاز في الانتخابات بعد حملة تمحورت حول الهجرة، أزال الضغوط التي كانت تثقل كاهل أوساط هوليوود وحفلها السنوي. واوضح "اريد ان اشكر الرئيس ترامب. أتذكرون العام الماضي عندما كانت جوائز الاوسكار تنعت بانها عنصرية؟ لقد انتهى الامر الان".
ومضى يقول "نحن نرحب كثيرا بالغرباء هنا في هوليوود. لا نميز بين الناس على اساس البلد الذين يأتون منه. نميز بينهم على اساس العمر والوزن".
وفاز بجائزة افضل فيلم وهي الاهم في الحفل، فيلم "مونلايت" حول طفل اميركي اسود يترعرع في حي حساس في ميامي وكفاحه على صعيد هويته الجنسية. وقد اتى فوز "مونلايت" بعد هفوة فادحة مع اعلان فوز الفيلم الاستعراضي الغنائي "لالا لاند" بداية.
وقال الكاتب المسرحي تاريل الفي ماكريني لدى تسلمه جائزة افضل سيناريو مقتبس "نقول لكل الفتيان والفتيات السود او داكني السحنة والمحتارين بجنسهم: نحن نحاول ان نلقي الضوء عليكم".
فرهادي يقاطع
وكان مخرج "مونلايت" باري جنكينز من بين مرشحين عدة وضعوا شارة زرقاء دعما لجمعية "ايه سي ال يو" المدافعة عن الحريات المدنية التي تقاضي ادارة ترامب امام المحاكم.
وفاز الممثل الاسود ماهيرشالا علي بجائزة اوسكار افضل ممثل في دور ثانوي عن "مونلايت" ايضا وهو اول مسلم يفوز بأوسكار في فئات التمثيل. الا ان الموقف الاقوى والابرز خلال السهرة اتى من المخرج الايراني اصغر فرهادي الذي قاطع الحفل فيما فاز فيلمه "البائع" بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي.
واتى قرار فرهادي احتجاجاً على قرار الرئيس الاميركي منع رعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة ومن بينها إيران. وعلق القضاء الاميركي هذا القرار. وفي رسالة تليت باسمه قال فرهادي انه لم يشأ المجيء الى لوس انجليس تضامنا مع الاشخاص الذين "لم يحترمهم" قرار ترامب.
وجاء في الكلمة التي تلتها المهندسة الاميركية الايرانية الاصل ورائدة الفضاء انوشه انصاري "تقسيم العالم الى الولايات المتحدة و (اعداء الولايات المتحدة) يولد الخوف وهو تبرير خادع للحرب والعدوان".
واضافت الرسالة ان "هذه الحروب تحول دون قيام الديمقراطية وحقوق الانسان في دول كانت ضحية عدوان. يمكن لصناع الافلام ان يحولوا كاميراتهم لتصوير مزايا انسانية مشتركة وكسر الافكار النمطية بشأن جنسيات وديانات مختلفة. وهم يولدون التعاطف بيننا وبين الاخرين وهو تعاطف نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى".
ونظم فرهادي الذي سبق له ان فاز بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي عن "انفصال" في العام 2012، عوض ذلك عرضا مجانيا لفيلم "البائع" لآلاف الاشخاص في ساحة ترافلغار سكوير في لندن.
انتقادات لترامب
ووجه القيمون على فيلم "زوتوبيا" الذي فاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة ويدور حول حيوانات تتواصل فيما بينها وتجد وسيلة للتعايش، رسالة أكبر عند تسلمهم المكافأة.
وقال أحد مخرجي الفيلم ريتش مور "نحن ممتنون للجمهور في العالم باسره الذين أحبوا هذا الفيلم الذي يتناول قصة تسامح هي اقوى من الخوف من الاخر". وكانت الممثلة ميريل ستريب الحائزة 20 ترشيحا لجوائز الاوسكار، وهو عدد قياسي من الترشيحات، شنت هجوماً لاذعا على الرئيس الاميركي الشهر الماضي خلال حفل غولدن غلوب.
فرد ترامب بقوله ان ستريب "من بين أكثر ممثلات هوليوود يبالغ في موهبتها" واستشهد مقدم الحفل بذلك عند تقديمها خلال حفل الاوسكار.
وقال "أطلب من الجميع أن يصفقوا لها مع أنها لا تستحق ذلك. أقدم لكم ميريل ستريب المبالغ جدا بموهبتها". ومع اقتراب الحفل من نهايته أعرب كيميل بسخرية عن خيبة امله لان ترامب لم يعلق بعد على مجريات السهرة. واستخدم هاتفا نقالا ووجه تغريدة سائلا ان كان ترامب مستيقظاً.