في الحياة كثيرٌ من الهموم والمشكلات والعثرات التي قد تجعلنا نهرم قبل الأوان لو أننا توقفنا عندها. لو بدأنا بحسابها وتعدادها. لو قمنا بالتعمّق فيها والانخراط في أجوائها وكأنها كل ما نملك.
وفيها من اللحظات الجميلة ما يجعلنا نعيشها وكأنها الجنة، فقط لو أننا انتبهنا إليها وحاولنا أن نحياها بقلب طفلٍ يتعثر فيسقط ويبكي قليلاً ثم ينهض ضاحكاً وينسى. تسعده أبسط الأشياء ويخلق منها كل ما هو كفيلٌ بجعله سعيداً مرحاً.
نعلم أن بداخل كل منا طفلاً مركوناً في زاوية من زوايا الروح، يملي علينا أحياناً رغباته، كأن نركض بحرية حين نكون في مكان واسع وجميل، أن نصرخ بأعلى أصواتنا حين نسمع صوت صدىً خفيف، فنعلم أن المكان الذي يحتضننا قد يردد صدى أصواتنا لو أننا رفعناها قليلاً. أن نتأرجح في أرجوحة خالية على شاطئ تغرينا وكأنها تنادينا. أن نتوقف قليلاً عن التفكير في كل المسئوليات التي تنتظرنا ونعيش اللحظة فقط من غير تفكير فيما سيكون. أن نضحك بأعلى أصواتنا ونخلع جلباب الـ «ما يصير» الـ «عيب» والـ «الرزة المزعومة». هذا الجلباب الذي فرضته علينا وظائفنا ومراكزنا الاجتماعية و «بريستيج» لا يتناسب مع رغباتنا، خوفاً من نظرة الآخرين وما سيقولونه عنا تارة وخوفاً من زوال هيبتنا التي ربطناها بجمودنا وقدرتنا على كتم مشاعرنا وجنوننا الجميل الذي نحن إليه في وعينا ولا وعينا.
نعلم أن الحياة تتطلب منا أن نعيشها بجد وبتفانٍ وبشيء من الواقعية والكثير من العقل، لكن ما الضير في أن نفتح لمشاعرنا نوافذ تطل منها نحو الأفق؟ أن نسلم لابتساماتنا مفاتيحها ونجعها تنطلق؟ أن نلهو مع أطفالنا والأطفال من حولنا كأننا منهم؟ أن نستقطع لحظات لإسعاد قلوبنا بأغنية سمعناها في طفولتنا أو صبانا، فنغنيها فرادى أمام المقربين منا أو بصورة جماعية في لحظة فرح؟ أو أن نلبس ما نريده من غير التفات إلى ما سيقوله هذا أو ذاك حين لا يكون لباسنا على مزاجه ولا يتناسب و «الموضة» التي أسرتنا حتى وإن كانت لا تناسبنا؟
جميعنا يحتاج إلى هذه الفسحة من ممارسة العفوية في حياته، أن ننطق من غير خوف أو قلق ولو للحظات بين الفترة والأخرى. فهذه اللحظات هي التي تجعلنا نتنفس كلما خنقتنا مشاغل الحياة وهمومها، وهي التي تفتح لنا ولقلوبنا أبواباً نحو الحلم والسعادة. يقول سارتر: يجد الأطفال كل شيء في لا شيء، ولا يجد الكبار أي شيء في كل شيء.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5287 - الأحد 26 فبراير 2017م الموافق 29 جمادى الأولى 1438هـ
اشتقت الى ايام الطفولة الجميلة ، اشتقت الى اللعب مع اخوتي واصدقائي ، اشتقت لمشاهدة جرانديزر وفلونة و افتح ياسمسم ..... الخ عندما كنت صغيراً كم تمنيت اصبح كبيراً والان كم اتمنى لو اعيش طفلاً صغيراً ...!