قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري وحلفاءه حققوا تقدماً مباغتاً أمس الأحد (26 فبراير/ شباط 2017) في مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» في شمال غرب سورية مع انسحاب التنظيم الإرهابي بعد هزيمته في مدينة الباب على يد مقاتلي معارضة تدعمهم تركيا يوم الخميس.
وبالتقدم صوب الشرق في منطقة تقع إلى الجنوب من الباب امتدت سيطرة الجيش السوري إلى 14 قرية واقترب لمسافة 25 كيلومتراً من بحيرة الأسد الواقعة خلف سد الطبقة المقام على نهر الفرات.
وفقد التنظيم الإرهابي الكثير من مناطق سيطرته في شمال غرب سورية في الشهور القليلة الماضية أمام هجمات متتالية من ثلاث قوى منافسة مختلفة هي جماعات كردية سورية تدعمها الولايات المتحدة ومقاتلون مدعومون من تركيا والجيش السوري.
وبانتزاع السيطرة على منطقة جنوبي الباب من يد «داعش» يمنع الجيش أي تحرك محتمل من تركيا وجماعات المعارضة التي تساندها للتمدد صوب الجنوب ويقترب من استعادة الهيمنة على إمدادات المياه لحلب.
وقال المرصد السوري أمس (الأحد) إن القتال في المنطقة مستمر حيث حقق الجيش وحلفاؤه تقدماً.
وتمثل خسارة «داعش» للباب بعد أسابيع من معارك طاحنة في الشوارع خروجاً فعليا للتنظيم من شمال غرب سورية الذي كان أحد معاقله الرئيسية ومن منطقة ذات أهمية نظراً لقربها من الحدود التركية.
سياسياً، تواصلت مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف أمس (الأحد) في وقت اتهم وفد الهيئة العليا للمفاوضات دمشق بـ «المماطلة» بإصرارها على طرح الإرهاب كأولوية على جدول الأعمال لعدم رغبتها في بحث الانتقال السياسي.
ويأتي ذلك غداة طرح رئيس وفد الحكومة السورية إلى جنيف بشار الجعفري «مكافحة الإرهاب أولوية» على جدول أعمال المفاوضات الجارية، ومطالبته المعارضة بإصدار بيانات إدانة «واضحة» للتفجيرات الدامية التي استهدفت السبت مقار أمنية سورية وأودت بالعشرات، غالبيتهم عسكريين، في حمص.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات من مقر إقامة الوفد المعارض في جنيف سالم المسلط لـ «فرانس برس»: «ما يحدث وتحدث به الجعفري كلها أسباب للمماطلة»، مضيفاً «لا يريدون الحديث عن انتقال سياسي، لا يريدون البدء بالانتقال السياسي».
وأضاف «كما يصر الجعفري على إدانة الحادثة التي حصلت أمس، أيضاً نطالب وفد النظام بأن يبلغ الجميع أنه ملتزم الانتقال السياسي».
ورأى المسلط أن «موضوع الإرهاب لا يحتاج إلى مفاوضات»، مضيفاً «عندما يحصل انتقال سياسي في سورية ثقوا تماماً بأن هذا هو نهاية الإرهاب».
ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن في جنيف أي بحث في العمق بين الأطراف المعنيين بالمفاوضات، ولا يزال هؤلاء يدرسون جدول الأعمال الذي من المفترض الاستناد إليه في المحادثات.
والتقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا بعد ظهر أمس (الأحد) وفدا من «منصة القاهرة»، المؤلفة من شخصيات معارضة بينها المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي.
كما التقى وفد «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق، قدري جميل.
وقدم دي ميستورا للوفدين الورقة ذاتها التي عرضها قبل يومين على وفد الحكومة السورية ووفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة والفصائل.
بين جنيف وأستانا
ويفترض أن يدرس الأطراف الورقة بكاملها، على أن يطلعوا المبعوث الدولي على ملاحظاتهم في وقت لاحق.
ومن المقرر أن يلتقي دي ميستورا وفدي الحكومة والهيئة العليا للمفاوضات في اليومين المقبلين بشكل منفصل.
وقال المسلط لـ «فرانس برس»: «نجزم بأن جنيف هي المحطة السياسية التي يناقش فيها الأمر السياسي»، مضيفاً «الأمور العسكرية على الأرض جرت مناقشتها في أستانا وتُستكمل في أستانا».
وطالب وفد الهيئة العليا للمفاوضات منذ اليوم الأول في جنيف بمفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية لبحث الانتقال السياسي «لاختصار الوقت وإثبات جدية الأطراف».
وقال المسلط «إن كان من جدية هنا في جنيف لدى وفد النظام عندما يقر (...) بأنه ملتزم الانتقال السياسي، سترون أن وفد المعارضة هو وفد واحد».
العدد 5287 - الأحد 26 فبراير 2017م الموافق 29 جمادى الأولى 1438هـ