تستضيف مملكة البحرين ممثلة في هيئة جودة التعليم والتدريب خلال الأيام المقبلة، مؤتمر الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة في التعليم العالي 2017 (INQAAHE)، والذي يتزامن مع عقد الاجتماع الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، وذلك خلال الفترة من 27 فبراير/ شباط حتى 2 مارس/ آذار من العام الجاري. 

وتأتي استضافة البحرين المؤتمر، والذي يعقد تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، بعد فوزها بشرف الاستضافة من قبل أعضاء اللجنة العمومية للشبكة الدولية على هامش مؤتمرها الذي انعقد في شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية في العام 2015.

وفي معرض تعليقها على تلك الفعالية الدولية، أكدت الرئيس التنفيذي لهيئة جودة التعليم والتدريب جواهر شاهين المضحكي على أهمية المؤتمر، والذي تؤكده أعداد المشاركين ودرجاتهم العلمية.

وأوضحت المضحكي أن من بين المتحدثين في المؤتمر، وزير الدولة لشئون التعليم العالي الإماراتي أحمد بالهول، ووزير الدولة لشئون التعليم العالي السريلانكي مهان لال غريرو، ومدير قسم السياسات ونظم التعلم مدى الحياة بمنظمة اليونسكو ديفيد أتشورينا، ورئيس الشبكة العربية لجودة التعليم بدر أبو العلا، ورئيسة الشبكة الدولية لوكالات ضمان الجودة في التعليم العالي سوزانا كراخنيان.

كما بينت المضحكي، أن أعداد المشاركين في المؤتمر يزيد على 300 مشارك من 56 دولة حول العالم، بينهم عدد من المتخصصين والخبراء والأكاديميين العاملين في ميدان التعليم العالي، من جامعات دولية وإقليمية ودولية، وهيئات وشبكات ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي والأطر الإقليمية والدولية للمؤهلات، واتحاد جامعات الدول العربية والبنك الدولي.

وسوف تُعقد يوم غد (قبل بداية المؤتمر بيوم) 4 ورش عمل وجلسات نقاشية بتوقيت متواز، حول ضمان جودة التعليم العالي والأطر الوطنية للمؤهلات، يحضرها أكثر من 130 مشاركا، يحاضر فيها عدد من الخبراء والمتخصصين في ضمان جودة التعليم العالي والأطر الوطنية للمؤهلات.

وقالت المضحكي، أن المؤتمر سيستعرض من خلال 43 ورقة أكاديمية عددًا من المحاور حول ضمان جودة التعليم العالي، وأفضل ممارسات التحسين المستمر، والفرص المتاحة لتطوير قطاع التعليم العالي، والتحديات التي يواجهها هذا القطاع، وأهم ممارسات تجويد مخرجات التعليم العالي لخوض سوق العمل.

كما ذكرت المضحكي أن المؤتمر سيتناول جلسات نقاشية حول المحصلة التنافسية لضمان الجودة في التعليم المحلي والدولي، ودور ضمان الجودة في إزالة المعوقات من أمام الطلبة ومؤسسات التعليم، إضافة إلى مناقشة مدى القرب من عولمة ضمان الجودة وأطر المؤهلات، وأجندة ضمان الجودة للسنوات الخمس والعشرين القادمة.

وأشارت المضحكي، إلى أن عقد مؤتمر الشبكة الدولية لضمان الجودة في التعليم العالي في البحرين، سيعقبه مباشرة الاجتماع الإقليمي لمنظمة اليونسكو الذي يأتي ضمن اجتماعات إقليمية أخرى تعقدها المنظمة تمهيداً لمؤتمرها في 2018.

وأكدت بأن اختيار البحرين لم يأت من فراغ؛ وإنما بسبب سمعتها الدولية ومكانتها المرموقة في مجال ضمان جودة التعليم والتدريب، فهي الهيئة الوحيدة التي تقوم بمراجعة كافة القطاعات والامتحانات الوطنية والإطار الوطني، كما أنها ضمن الهيئات المعدودة التي تقوم بنشر كافة تقاريرها للجمهور، وهو ما أكسبها تلك المكانة الدولية. 

وأوضحت المضحكي أن هذا الاجتماع سيناقش عددا من الموضوعات، منها نتائج الدراسة المسحية التي أجرتها منظمة اليونسكو عن المنطقة العربية ودور أنظمة ضمان الجودة المحلية والخارجية في تعزيز التنمية المستدامة، ومسألة الاعتراف المتبادل لهيئات ضمان الجودة على المستوى الدولي. كما سيتناول الاجتماع ملاءمة ضمان الجودة الخارجية وصحة ودقة ضمان الجودة الخارجية.

من جانبها، أكدت رئيس الشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة في التعليم العالي سوزانا كراخانيان، بأنها سعيدة لانعقاد هذا المؤتمر الدولي التاسع للشبكة الدولية لهيئات ضمان الجودة في التعليم العالي في مملكة البحرين، وهو ما يعبر عن المكانة التي توليها مملكة البحرين للتعليم العالي وضمان جودته وتميزه، كما أنه يعكس المكانة التي حققتها هيئة جودة التعليم والتدريب بمملكة البحرين، في هذا الجانب المؤثر في حياة الشعوب وتنميتها ونهضتها.

وقالت كراخنيان: "في السنوات الأخيرة، شهد نظام التعليم العالي تحديات غير مسبوقة أدت إلى بزوغ جملة من التحديات والفرص الثمينة. وقد كان جانب ضمان الجودة الذي كان دائما أحد مصادر الحماية لنظام التعليم العالي، إضافة إلى كونه داعما رئيسيا لتحسين هذا النظام، محل نقاش من حيث ملاءمته وفاعليته وقيمته المضافة، مما يشكل الفرص والتحديات في ذات الوقت".

وأشارت رئيس الشبكة الدولية بأن هذا المؤتمر الذي يقام على أرض مملكة البحرين، سيوفر منصة معتمدة لدفع عملية المناقشة والمناظرة من قبل الخبراء الدوليين، الذين يقدمون عصارة خبراتهم من كافة أرجاء العالم، بهدف استيفاء بعض التحديات الجوهرية.

وأضافت كراخنيان، أن هذا المؤتمر يهدف إلى تقديم أحدث البحوث وأفضل الممارسات والمعلومات الناقدة، لدعم اخصائيي التعليم العالي والخبراء في هذا المجال لدى مزاولة عملياتهم اليومية. كما سيوفر لهم منصة انطلاق احترافية لإنعاش وإثراء قاعدة معارفهم واستكشاف أحدث التطورات في مجال التعليم العالي عموما وضمان الجودة خصوصا. كما أنه سيوفر فرص التواصل اللامحدود بين العاملين في هذا الميدان الرحب.

الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر الدولي المحترف، يسعى من خلال هذا التواجد الكبير لرسم توجهات ووضع أجندات عمل ضمان الجودة للخمسة وعشرين عاما المقبلة، ما يشكل تحديا كبيرا لجميع المشاركين لتقديم أفضل الممارسات الدولية الجيدة في مجال التعليم العالي.