لقد أصبح إنسان هذا العصر حائراً وعبداً لهذه الحضارة التي تتطلب الكثير من التكامل الجسدي والجمالي، لإرضاء الآخرين وبالتالي للرضى عن النفس، متحدياً كل الصعاب متناسياً أو متغاضياً عن الأخطاء الطبية والتي قد تحدث من جراء رغباته، والتي غالباً ما تكون لها نسب معينة من النجاح والفشل، إلا إذا فشلت العملية ليبدأ اللوم والشكوى ورفع القضايا، متجاهلاً ورقة التعهد (الظالمة) التي تحمله المسئولية!
يتم هذا باعتقاد الإنسان الخاطئ بأنه قد أمَنَ معظم احتياجاته الأساسية من المأكل والمشرب والسكن، أو لربما أصبحت التأثيرات التكنولوجية وسرعة الحياة والتعرف على أحدث المستجدات في دقائق، هي التي تدفعه للتفكير في عوالم التجميل التي يشاهدها بين يديه، والتي حالما يقوم بإجرائها قد تجعله سعيداً لوهلة، وبأنها التي كانت تنقصه وسيحقق أحلامه في الوصول لأقرب مايمكنه من الكمال، حيث أن الجمال وتوازن الملامح تلعب دوراً كبيراً في الجذب للأشياء، وأنه ما لاشك فيه أن الإنسان إذا ما تخلص من نواقصه الخَلقية بالتجميل، سيشعره ذلك حتماً بالراحة النفسية، ولربما تزداد ثقته بنفسه وملكَاته لما يرغب من آمال وتحقيق لطموحات في أعماله فيما بعد، أو في الإقدام على الزواج واختيار الشريك أو الشريكة، والذي أصبح يعتبره لائقاً وأصبح الكثيرون يقترضون لإجراء عمليات التجميل .
ونرى كيف أن الصراع قد أصبح شرساً، وأن ماكانوا يأملونه للسعادة قد يجلب لهم الهموم والكثير من التعاسة بسبب عدم الرضا بعد الانتهاء من جميع الإصلاحات حتى ولو نجحت العمليات التجميلية، فهو مازال مُعذباً ويطمح في إصلاح أجزاءِ أخرى بسبب عدم رضاه النفسي، والعقم الداخلي، وفي اعتقادي أن السبب الأول هو ضعف الروح وليس جمال أو قبح الجسد، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تفشل الكثير من عمليات التجميل لتحقيق أهدافها إما بسبب الأطباء قليلي الخبرة، أو عدم التزامهم بأخلاقيات المهنة وبإيهام المرضى بأن التحسن سيكون مئة في المئة حسب رغبته، ومع الامتناع عن شرح نسبة الفشل أو الكذب عن المضاعفات في الكثير من الأحيان!
وأسبابٍ أخرى على المريض/ المريضة والذين كانوا يتوقعون أن العملية ستحقق لهم نوعاً من السحر في المظهر، وشعوراً مبهماً في أذهانهم، ماقد يؤدي إلى إحباطاتٍ وخسائر في الأموال .
ودعوني ألخص بعضاً من مضاعفات بعض من العمليات غير عدم الرضا الداخلي، والتي غزت كافة التخصصات الطبية، ولكل الجنسين، وأبدؤها من الرأس لإزالة التجاعيد وشد الوجه سواء جراحياً أو بالتقنيات الحديثة من استعمال المكائن...ألخ، قد يتشوه الوجه بعد العملية بسبب الشد الغير متوازن، ومايشبه البلاستيك، بحيث أن الجراحة قد تقتل نهايات الأعصاب اللازمة للتعبير، وتجعل الحاجبين بوضعٍ مشلول، كما قد يحدث ذلك مع (البوتوكس والفيلير ) .
ويحدث مثلها في عمليات الأنف، وبأن التصغير مثلاً أصبح لايتناسب مع مساحة الوجه، وقد تُفقد حاسة الشم لبعض الوقت أو للأبد... ألخ، وفي الأسنان وابتسامة هوليود الشهيرة والتي انتشرت ( ) وهي تجعل الابتسامة متشابهة عند الجميع، وتتسبب في تغيير الأسنان الطبيعية في لونها إلى ألوانٍ شديدة البياض، وتبدو الشفة العليا (كالضب) وغير متناسقة مع الفكين! بسبب عدم مهارة الطبيب في اختيار اللون المناسب أو(ضعف فني المعمل في نحت الأسنان)، وإنني شخصياً لا أحبذها إلا اللهم لكبار السن، إذا كانت أسنانهم متآكله أو متلونة لأنه يلغي شخصية الفرد، وينقلب الفم إلى أسنان مرصوفة كالأطقم الصناعية، أما عمليات العيون للتخلص من النظارة من عمليات الليزك والليزر، فيُحدث آثار جانبية مخيفة كجفاف العين، والآلام الرهيبة والتي قد تزول بعد مدة أو تتحول إلى صداع أو الحساسية للنور أو double vision أو (الرؤية المزدوجة)، مع عدم تصحيح الرؤية والنظر.
وهنالك عمليات مخيفة للتنحيف مثل قطع جزءِ من المعدة أو وضع بالونة، وقد عاصرتُ إحدى المريضات ورأيت عملية قص المعدة والمضاعفات من الآلام وفقدانها للشهية، إلا بلقيماتٍ بحجم أكل العصفورة وتستفرغها بعد الأكل، وهي تعيش عيشةِ مضنية وتتمنى أن تعود لسُمنتها السابقة وشهيتها، وأن حياتها قد انتهت مع الأوجاع والإحباطٍ ومزاجٍ متعكر طوال الوقت وتتمنى الموت! وعلى رغم أنها خسرت 100 كيلو!
هذا عدا عمليات نفخ الشفايف ووضع مادة السليكون في الصدور، ومايحدث معها من آلامٍ وإسقاطٍ في عضلات الوجه، وانفجار السليكون فيما بعد، كما انتشرت عمليات التجميل حتى للأعضاء التناسلية للجنسين، وتكثر في الغرب نظرة للإباحة الجنسية هناك، وقد تحدث الأخطاء والتشوهاتٍ الرهيبة والتي قد تؤدي للكثير من الأوجاع أو الموت، والغريب في الأمر بأن الأطباء لايقضون الوقت الكافي لإخبار المريض عن المضاعفات، إن الوضع صعب ومُعقد جداً، وتكثر هذه العمليات في الغرب لوفرة المال، وتصعب الرؤيا للتعرف إلى أين نحن ذاهبون !
وأقول جواباً شافياً ومُختصراً بأنه حينما يضعف الجسد ويذوي، يبدأ ذلك العقل الضعيف فيه بالبحث عن التفاهات للانشغال كعمليات التجميل لتغطية ضآلة الروح وضعفها، خاصةً إذا ما ابتعدت عن الثقافة والعمق الداخلي، وعلينا بتقوية الإيمان بالوجود والكون الجبار، والتعرف على جمال الذات الإنسانية، والعمل على صفائها ونقائها، وستجدون الجواب في دواخل أنفسكم وتتبعها السعادة ودون الحاجة لعملية تجميل واحدة، فالامتلاء بالحب والخير والخصال الحميدة كلها حينما تملؤنا تكون أكبر عملية تجميل للنفس البشرية، وبأن نرى جمال وقوة الروح والتي لا ولن تفنى لاستبدالها بالجسد الفاني، مهما عملنا فيه من عملياتِ لتجميله فهو زائلٌ حتماً .
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 5286 - السبت 25 فبراير 2017م الموافق 28 جمادى الأولى 1438هـ
رووووعه هذا المقال الذي يكشف الزيف الكبير والخداع و التضليل التي تقوم به المستشفيات التجارية وشركات العمليات
والذي راح ضحيته الكثير من الناس الذي يطمحون أو يطمعون في تعويض مافات من الصحة وتدارك اثارالزمن على جسد الانسان هذا المخلوق الضعيف ولكن ممكن تزداد قوته بالروحانيات والكلام يطول وللحديث بقية دكتور خالد
صدقت
كلام في منتهى الصدق ووضع النقاط على الحروف ونشكر توعيتك للمجتمع المستمرة ادامك الله دكتوره
الحمد للة الذي خلقني في هذه الصورة فاحسن خلقي وابدع إذ جعلني كامل الأعضاء و ان لا نغير خلق اللة الذي قال في القرآن انه هو الخالق والمصور فاتقوا اللة لأنكم مسؤولون يوم القيامة