أعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف، بشار الجعفري، أنه استلم "ورقة" من المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في نهاية محادثات بينهما اليوم الجمعة (24 فبراير/ شباط 2017)، طبقاً لما أفادت به "روسيا اليوم".
وأوضح الجعفري، في تصريحات صحافية أدلى بها عقب المحادثات، أنها تطرقت إلى شكل الاجتماعات المقبلة والمفاوضات بشكل عام في إطار مؤتمر جنيف-4.
وأشار الجعفري إلى أن الوفد السوري سيدرس هذه الورقة وسيعرب عن موقفه من محتوياتها في الجلسة القادمة مع دي ميستورا.
كما أضاف الجعفري أن المحادثات القادمة بين وفد الحكومة ودي ميستورا سيتم الاتفاق عليها عبر الأقنية الدبلوماسية مع مكتب المبعوث الأممي.
من جانبه، أوضح مصدر مقرب من وفد الحكومة السورية في جنيف لموفد "RT" أن الورقة التي قدمها دي ميستورا للجعفري تركز على القرار 2254 ولا تشمل نقاطا جديدة.
من جانبه، أعلن رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى مفاوضات جنيف، أنه أجرى محادثات ثنائية بناء مع، دي ميستورا، مشيرا إلى أنه أيضا تسلم من المبعوث الأممي ورقة تخص الجانب الإجرائي لمفاوضات جنيف.
وجاء هذا اللقاء وسط استمرار خلافات بين الأطياف المختلفة من المعارضة السورية التي لم تتمكن حتى الآن من تشكيل وفد موحد للتفاوض.
وقد عقدت المعارضة، في وقت سابق من الجمعة، اجتماعا مغلقا في مقر إقامتها في جنيف، لكن هذه المباحثات لم تسفر، على ما يبدو، عن تقدم ملموس لقضية تشكيل الوفد الموحد.
المحاميد: نسعى إلى أن يكون هناك وفد واحد وليس موحدا
وفي سياق متصل، أعلن عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات، خالد المحاميد، أنها تسعى إلى أن "يكون هناك وفد واحد وليس موحدا"، موضحا أن لجانا تشاورية سيتم تشكيلها للتواصل مع منصتي القاهرة وموسكو من أجل إيجاد صيغة والتفاهم على آلية".
وأضاف المحاميد: " يجب أن ننظر إلى مصالح الشعب السوري، ما هي المصلحة الضرورية والوطنية التي تقضي علينا أن نتعامل بإيجابية مع جميع الأطراف".
كما أشار إلى أن من الممكن رؤية أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو ضمن وفد الهيئة العليا في حال وقعوا على مخرجات مؤتمر الرياض التي وصفها بـ "ثوابت الثورة".
واعتبر المعارض السوري أن "مؤتمر الرياض لا يتناقض أبدا مع مؤتمر القاهرة، وهناك توافق كبير"، وتابع متسائلا: "على ماذا مختلفون؟ لقاء اليوم هو نتيجة ذهاب وجلوس الجميع جنبا إلى جنب".
وفي معرض تعليقه على السياق العام لمؤتمر جنيف-4، لفت المحاميد إلى أن "حتى الآن الأجواء إيجابية، وهناك تقدم في العملية التفاوضية".
سليمان: نسعى لتشكيل وفد موحد للمعارضة
من جانبه، أكد عضو وفد منصة القاهرة للمعارضة السورية، جمال سليمان، الجمعة، أن هذه المجموعة تسعى لتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية.
وفي معرض إجابته على سؤال حول إمكانية تشكيل وفد موحد، قال سليمان في حديث لوكالة "سبوتنيك": "نحن كمنصة القاهرة نسعى لذلك بكل ما أوتينا من قوة، ونحن إيجابيون في هذه المسألة، لكن طبعا على قاعدة أنه لا أحد يتبعنا ولا نتبع أحدا، ولا ندعو أحدا للذوبان فينا ولا نذوب في أحد".
وأضاف: "لدينا رؤى ونود مناقشتها، في حال كانت رؤيتنا جيدة بالنسبة للهيئة العليا للتفاوض، فهذا أمر جيد، وفي حال كانت لديهم رؤى أفضل منا، هذا جيد أيضا، المسألة هي مسألة مبادئ لا مسألة زعامات أو توزيع مقاعد".
وحول ما تطرق إليه لقاء الوفد مع المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قال سليمان: "السيد دي ميستورا فقط كان يركز على نقطة أساسية وهي أن لديه رغبة شديدة بإنجاز أكبر قدر من التقارب بين منصات المعارضة المختلفة، إنها مسألة كان يشجعنا عليها".
وأضاف: "أجبنا بأننا نعمل من أجل ذلك وقطعنا شوطا من الحوارات غير الرسمية مع بعض الأعضاء في الهيئة العليا للتفاوض ومع زملائنا في منصة موسكو، ونود مواصلة ذلك لأننا ندرك أهمية هذا الموضوع".
جنيف-4.. فرصة تاريخية؟
وكان دي ميستورا قد أعلن مساء أمس الخميس انطلاق المفاوضات السورية رسميا في جنيف، قائلا: "اتطلع إلى المناقشات الليلة وغدا وفي الأيام المقبلة".
وصرح المبعوث الأممي أنه سيجري لقاءات ثنائية مع وفدي الحكومة والمعارضة لتحديد جدول عمل هذه الجولة الجديدة من المفاوضات السورية، وذلك في وقت استبعد فيه مراقبون لقاء مباشرا اليوم بين وفدي المعارضة والحكومة.
وتركز مباحثات الجمعة على الآلية التي سيتم اتباعها خلال المفاوضات، خصوصا بعدما طلب وفد المعارضة الأساسي، الذي يضم ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات والفصائل المعارضة، خوض مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية.
وقال رئيس الوفد المفاوض المعارض نصر الحريري ردا على سؤال حول المفاوضات المباشرة: "غدا (الجمعة) صباحا ستكون هذه أولى الأسئلة المطروحة، طريقة الدخول في المفاوضات وتفاصيل جدول الأعمال حتى يكون لعملية التفاوض ماهية ووجود وحقيقة مقنعة، وأن تكون مبنية على أجندات واضحة".
وخلال الجولات الثلاث من مفاوضات جنيف-3، التي عقدت في شباط/فبراير، وآذار/مارس، ونيسان/أبريل من العام 2016، لم ينجح وسيط الأمم المتحدة في جمع ممثلي المعارضة والحكومة حول طاولة واحدة.
وفي الوقت التي تطالب فيه المعارضة منذ بدء مسار التفاوض، بهيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة تضم ممثلين من الحكومة والمعارضة، مع استبعاد أي دور للرئيس السوري بشار الأسد، ترى الحكومة أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.
وتصف الأمم المتحدة الجولة الجديدة من المفاوضات السورية بـ"الفرصة التاريخية". ومن المتوقع أن تكون صعبة نظرا لأن عددا كبيرا من القضايا لا زال عالقا سواء في ما يتعلق بجدول الأعمال أم بطريقة إجراء المفاوضات.