تتوجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأسبوع المقبل إلى مصر وتونس، على خلفية التدفق المستمر للمهاجرين من إفريقيا.
وأعلنت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر اليوم الجمعة في برلين إن ميركل ستجري محادثات في القاهرة يوم الخميس المقبل بشأن سياسة الهجرة والأوضاع في ليبيا، كما تعتزم التطرق إلى وضع المؤسسات السياسية والمجتمع المدني في مصر.
وأضافت ديمر أن المستشارة ستجري محادثات في تونس بشأن العلاقات الثنائية والاقتصادية بالإضافة إلى قضايا الأمن والهجرة.
وتسعى ألمانيا ومصر إلى تعزيز التعاون بينهما في مكافحة الإرهاب الدولي وفي سياسة اللاجئين.
وتعتبر ميركل مصر من الدول المطلة على البحر المتوسط التي يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يسعى لإبرام اتفاقية للاجئين معها على غرار اتفاقيته المثيرة للجدل مع تركيا.
وينطلق معظم اللاجئين من ليبيا في اتجاه إيطاليا والاتحاد الأوروبي عبر البحر المتوسط.
وذكرت ديمر أن الحكومة الألمانية تؤكد دائما خلال محادثاتها مع حكومات أخرى على أهمية الالتزام بحقوق الإنسان والمحاكمات القانونية العادلة.
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر أن هناك تقدما في المفاوضات بشأن عمل المؤسسات الألمانية في مصر، وقال: "هذا يظهر لنا أنه من المجدي إدارة حوار مع المصريين، مهما بلغ الأمر من صعوبة ومهما قد تختلف تصوراتنا عن دولة ما".
وأوضح شيفر أن الحكومة الألمانية لا ترى تعارضا بين إدارة حوار ناقد بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز التعاون في القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمنية.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسات ألمانية في مصر تشكو من تقويض عملها أو من عدم القدرة على العمل على الإطلاق في البلاد عقب إصدار حكم عام 2013 ضد موظفين اثنين من مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية المقربة من الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه ميركل.
وغادرت مؤسسة "فريدريش ناومان" الألمانية المقربة من الحزب الديمقراطي الحر مصر مطلع عام .2016
وبحسب بيانات ديمر، سوف يستقبل المستشارة ميركل في القاهرة رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، وتجري المستشارة بعد ذلك محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتعتزم ميركل، التي يرافقها وفد من رجال الأعمال، الاجتماع مع ممثلي الأوساط الاقتصادية الألمانية في مصر بمشاركة السيسي. كما من المخطط أن تلتقي ميركل بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تواضروس الثاني، في الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، حيث يتفقدا سويا كنيسة القديسين بطرس وبولس. وبعد ذلك تلتقي ميركل الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب.
وبحسب بيانات ديمر، تلتقي ميركل يوم الجمعة المقبل في تونس الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد. ولم يتحدد بعد ما إذا كانت ميركل ستتفقد في تونس مركزا لاستقبال اللاجئين العائدين.
يذكر أن الشاهد التقى ميركل في برلين منتصف الشهر الجاري.
ومن المنتظر أن تدور المحادثات في تونس مجددا حول إعادة اللاجئين التونسيين، الذين تصنفهم السلطات الألمانية على أنهم خطيرون أمنيا، وذلك عقب هجوم الدهس الإرهابي، الذي نفذه التونسي أنيس العمري في إحدى أسواق أعياد الميلاد في برلين في 19 كانون أول/ديسمبر الماضي، وأودى بحياة 12 شخصا.
ورغم تصنيف السلطات الألمانية للعمري منذ فترة طويلة على أنه خطير أمنيا، لم تتمكن السلطات من ترحيله بسبب عدم إرسال تونس أوراقه الثبوتية.
ويسعى الائتلاف الحاكم في ألمانيا إلى تصنيف تونس على أنها دولة منشأ آمنة بغرض إسراع إجراءات ترحيل اللاجئين المرفوضين، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن في مجلس الولايات (بوندسرات) بسبب حزب الخضر الذي يرى أن تونس ليست آمنة بالقدر الكافي.
يذكر أن تونس مددت منتصف الشهر الجاري حالة الطوارئ المفروضة في البلاد عقب هجوم إرهابي منذ نهاية 2015 بسبب مخاطر الإرهاب المستمرة لمدة ثلاثة أشهر أخرى.