العدد 5284 - الخميس 23 فبراير 2017م الموافق 26 جمادى الأولى 1438هـ

تضاعف مرض السكري بين الأطفال خلال 10 سنوات والأمراض الوراثية تشكل أكبر تحدٍّ

افتتاح المؤتمر الدولي لطب الأطفال

المؤتمر يهدف لبحث آخر التطورات العلمية الحديثة في طب الأطفال
المؤتمر يهدف لبحث آخر التطورات العلمية الحديثة في طب الأطفال

افتتحت فعاليات المؤتمر الدولي الأول لطب الأطفال أمس الخميس (23 فبراير/ شباط 2017) بفندق آرت روتانا بجزر أمواج، وسط تأكيد من أطباء بأن الأمراض الوراثية من أكثر التحديات التي تواجه أطباء الأطفال، في الوقت الذي أكد فيه رئيس المؤتمر وأستاذ طب الأطفال بجامعة الخليج العربي عبدالعزيز الأمين أن مرض السكري عند الأطفال تضاعف خلال السنوات العشر الماضية.

وافتتح رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة أعمال المؤتمر، مؤكداً أن مملكة البحرين حريصة على استقطاب المؤتمرات الطبية المتخصصة التي تحشد الخبرات والكفاءات العالمية.

وأوضح أن مملكة البحرين تدعم مثل هذه المؤتمرات وذلك لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات الطبية والعلمية التي تستهدف إلى تعزيز الصحة العامة، إلى جانب الارتقاء بسبل الوقاية والعلاج من الأمراض بشتى أنواعها.

وقال رئيس المجلس الأعلى للصحة: «مملكة البحرين تعتبر رائدة في مجال خدمات طب الأطفال وصحة ورعاية الطفولة، وذلك لكونها تزخر بأطباء متميزين في تخصص طب الأطفال وكذلك في جميع التخصصات الدقيقة المتعلقة بأمراض الأطفال».

وحث رئيس المجلس الأعلى للصحة الأطباء على الاستفادة قدر الإمكان مما يستجد في مجال طب الأطفال من خلال المؤتمرات أو المشاركة في العديد من المؤتمرات المشتركة بين أطباء الأطفال في مختلف الدول العربية والعالمية .

وأشار إلى أن المؤتمر يهدف لبحث آخر التطورات العلمية الحديثة في طب الأطفال، وصحة حديثي الولادة وأمراض الخدج وأمراض الجهاز الهضمي وتغذية الأطفال، وأمراض الدم والقلب والجهاز البولي وغيرها بالتعاون مع الجهات المعنية، إذ يشارك فيه مختصون وباحثين في هذا المجال من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي والعديد من دول العالم الأخرى.

ولفت إلى أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تسليط الضوء على أهم التخصصات الطبية لطرح العديد من المستجدات التي تواكب التطورات المتسارعة في طب الأطفال، كما أنه يهدف إلى بحث ومواجهة التحديات التي تتطلب توحيد الجهود، وذلك عبر الطرق والأساليب العلمية الأكثر حداثة وفق المعايير الطبية العالمية.

أكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي أن أمراض السكر والسمنة تعد من أبرز التحديات بالنسبة إلى أمراض الأطفال والتي تواجه مملكة البحرين.

وأشار العوهلي إلى أن بعض الأمراض الوراثية مازالت تشكل تحدياً كبيراً في البحرين وخصوصاً مرضى السكلر، مبيناً بأن هذا التحدي دفع الجامعة إلى الاهتمام بإيجاد العلاجات اللازمة لها، وذلك عبر إيجاد البحوث والدراسات في هذا المجال، مؤكداً أن العلاج في مرحلة الطفولة المبكرة يوفر الكثير من المعاناة في المستقبل، موضحاً أن الجامعة تولي اهتماما إلى تخصص طب الأطفال، إذ إن من المهم أن يتم إعداد جيل من أطباء الأطفال المتخصصين.

وأكد أن هناك حاجة ماسة إلى أطباء الأطفال لكونه تخصصا مهم، مشيراً إلى أن المدينة الطبية ستضم مساحة مخصصة لقسم الأطفال، وذلك لاعتباره أحد التخصصات الرئيسية في العلوم الطبية.

وعلى صعيد المؤتمر، لفت العوهلي إلى أن مؤتمر طب الأطفال سيناقش عدة أوراق علمية، كما ستعقد ورش عمل وذلك بمشاركة من جميع دول الخليج المشاركة في المؤتمر، مؤكداً بأنه في ختام المؤتمر ستصدر توصيات خليجية.

من جانبه، قال رئيس المؤتمر وأستاذ طب الأطفال بجامعة الخليج العربي واستشاري طب الأطفال بالمركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبي عبدالعزيز الأمين: «من أكثر الأمراض المنتشرة بين الأطفال والتي تشكل تحدياً أمام مملكة البحرين هي أمراض الدم والتي لها علاقة بالسكلر والثلاسيميا ونقص الخميرة، في حين أن التحدي الآخر هو ذلك الذي له علاقة بالالتهابات وخصوصاً في الأطفال الصغار».

وأضاف «على الرغم من إجراء فحوصات ما قبل الزواج، إلا إنه مازال السكلر يشكل تحديا وخصوصاً في مملكة البحرين مقارنة بدول الخليج، إذ إن إجراء الفحص ما قبل الزواج لا يلزم بعدم زواج الطرفين لكونها حرية شخصية ولا يمكن التدخل فيها، إلا إنه يجب أن يكون هناك وعي لدى الناس».

وأكد أن من أهم الأمراض التي تشكل تحدياً بين الأطفال هي تلك التي لها علاقة بالسكري وخصوصاً النوع الأول، موضحاً أن نسبة الإصابة بهذا النوع بين الأطفال تضاعفت خلال العشر السنوات الماضية، لافتاً إلى أنه على الرغم الجهود التي تقوم بها مملكة البحرين إلا إنه مازال السكري يشكل تحدياً.

وعما إذا كان مرض السرطان بين الأطفال يشكل تحديا، لفت الأمين إلى أن هذا المرض لا يقتصر على الأطفال فقد يصيب أي فرد في أي مرحلة عمرية، مبيناً أن أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الأطفال هو سرطان اللوكيميا.

وتطرق الأمين إلى أن الالتهابات وخصوصاً تلك التي تصيب الأطفال الصغار تشكل تحدياً فهي متعددة.

وعلى صعيد آخر، ذكر الأمين أن جامعة الخليج العربي تخرج سنوياً 150 طبيبا وطبيبة، لافتاً إلى أن هناك 40 استشاري أطفال متخصصين في متخصصات مختلفة في مجمع السلمانية وأكثر من 50 من الأطباء الذين من المتوقع أن يكونوا استشاريين قريباً.

قالت رئيس قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي: «هناك العديد من الأطباء المؤهلين في القسم والأجنحة، إلا إننا بحاجة إلى أن تكون هناك سعة استيعابية أكبر، على الرغم التطوير المستمر في القسم، إلا إن هناك حاجة إلي المزيد».

وأضافت «قمنا مؤخراً أيضاً بتطويرات في قسم العناية القصوى للأطفال فهناك سعة لـ50 سريرا، إلا أنه مع ذلك هناك العديد من التحديات، لذا لابد من زيادة السعة وخصوصاً في ظل ارتفاع معدل إجراء عمليات الإخصاب التي تزيد من نسبة الولادة المبكرة، مما يجعلنا في حاجة إلى أسرة إلى هؤلاء الأطفال».

وتابعت «لدينا المؤهلون، لكن لا يوجد لدينا السعة في المكان، فبعض المرضى يشكون من عدم وجود الأسرة، على الرغم من أنه تم افتتاح جناح آخر يضم 14 سريرا، إلا إنه مع ذلك لم يحل المشكلة».

وذكرت النعيمي أن حالياً هناك 20 سريرا في كل جناح بمعدل 60 سريرا لثلاثة أجنحة، كما تم افتتاح جناح أخر بسعة 14 سريرا، ليصل عدد الأسرة إلى 74 سريرا، مبينة أن تلك الأسرة هي للمرضى المنومين في المستشفى، في الوقت الذي يستقبل القسم ما يقارب 20 طفلا بين فترة وأخرى وأحياناً خلال اليوم، وذلك لإكمال علاجهم أو أخذ الأدوية أو المراجعات العادية.

وأكدت النعيمي أن الأسرة في القسم دائما ما تكون مشغولة من الأطفال المرضى، لافتة إلى أن الأطفال المدخلين إلى قسم الطوارئ هناك قسم لطوارئ الأطفال يتم استقبالهم فيه، إلا أنه يكون هناك تواصل بينهم وبين قسم الأطفال.

وذكرت النعيمي أن أمراض الأطفال تتغير مع تغير الجو سواء كانت التهابات أو فايروسات أو ضيق تنفس أو غيرها، مشيرة إلى أن هناك أيضاً أطفال مرضى بأمراض ليس لها علاقة بالتغيرات الجوية كالسكلر، مؤكدة أن عدد الأطفال المصابين بهذا المرض قل بنسبة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية، وقد يكون ذلك بسبب توعية الأهل.

وأكدت أن قسم الأطفال بمجمع السلمانية الطبي يتميز بأنه من الأقسام التي تقدم خدمات مميزة إلى الأطفال المرضى، مشيرة إلى أن هذا القسم دائماً ما يتم تطويره، وذلك لتقديم خدمات ذات جودة.

من جهتها، قالت أستاذ طب الأطفال بكلية الطب والعلوم الطبية فضيلة المحروس: «نواجه مشكلة في عدم وجود الإحصاءات الخاصة بالإساءة إلى الأطفال، إضافة إلى صعوبة تشخيص تعرض الطفل للإساءة من عدمه».

وأضافت «مملكة البحرين تحاول من خلال عدة جهات إلى حماية الأطفال من الإساءة، وذلك عبر وضع القوانين التي تحمي الطفل».

ومن المشار إليه أن المؤتمر الذي يعقد على مدار 3 أيام يبحث آخر التطورات العلمية الحديثة في طب الأطفال، وصحة حديثي الولادة وأمراض الخدج وأمراض الجهاز الهضمي، وتغذية الأطفال، وأمراض الدم والقلب والجهاز البولي.

كما سيبحث خلال المؤتمر الأطباء الاستشاريون من المانيا وتايلند وكندا وايرلندا والهند، والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر والسودان، بالإضافة إلى مشاركين محليين، المشاكل الصحية وأمراض الاطفال لمعرفة مدى خطورتها ومدى انتشارها وسبل الوقاية منها، للحد من انتشار الأمراض التي تهدد صحة الأطفال.

العدد 5284 - الخميس 23 فبراير 2017م الموافق 26 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:04 م

      ادوية السكري الاميرال والقلفز مازالت غير متوفرة في المراكز الصحية منذاكثر من شهر ومازلنا نشتريها من الصيدليات الخاصة .

اقرأ ايضاً