في تقرير لمنظمة الصحة العالمية، اعتبرت أن أمراض الكلى رابع الأسباب المؤدية للوفاة في العالم، ويعد تغير العادات الغذائية والاعتماد على تناول الوجبات الجاهزة التي تحتوى على نسب عالية من المواد الحافظة والأملاح، من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذا النوع من الأمراض تحديداً، فالكلى هي «الفلتر» الطبيعي لجسد الإنسان، وكلما زادت المواد المصنعة والملوثة التي تدخل إليه، زاد الجهد المبذول من الكلى لتنقية الجسم من تلك المركبات، وهو ما أدى إلى انتشار أمراض الكلى بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة.
استشاري أمراض الكلى وضغط الدم بمستشفى ابن النفيس سمير العريض، قال إن الكلى تعتبر «كاذبة وخادعة» فيجب الحذر منها. وأضاف «في أغلب الأحيان لا يتم اكتشاف مرض الكلى مبكراً إلا بعد الفحوصات اللازمة التي يجريها الطبيب المختص، مما يؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي المزمن». مشيداً في الوقت نفسه بدور الإعلام في التثقيف والتوعية.
وعن السمات التي تظهر على الشخص بأنه مريض بالكلى، قال: «المشكلة الكبيرة التي نواجهها دائماً هو إقناع الشخص بأنه مريض بالكلى أو قصور بالكلى، لأن المريض لا يصاب بالأعراض مبكراً». مضيفاً «في الوقت نفسه، إن كثيراً من مرضى الكلى لا يشتكون من أي أمراض للكلى، ولكن محض الصدفة عن طريق إجراء بعض التحاليل المخبرية يكتشفون أنهم مرضى بالكلى».
وقال: «لربما أن الطبيب المعالج اكتشف أن المريض الذي يقوم بالفحص عليه مصاباً بعدة أمراض لديها علاقة بأمراض الكلى وهي شائعة بين النّاس سواء على مستوى العالم أو بالبحرين خاصة، مثل داء السكري، وضغط الدم وهذه تسبب التهابات سواء جرثومية أو غير جرثومية في الكلى نفسها أو في جهاز المناعة، مما يجعل من الطبيب المعالج إجراء بعض الفحوصات ليكتشف أن المريض مصاب بالكلى».
وأضاف «من جهة ثانية، كثير من المرضى يعانون من أعراض عامة ليست فقط محصورة في مكان الكلى، لأن السموم تتجمع بصورة تدريجية وتبدأ بالوصول إلى الأعضاء أو أجهزة في الجسم تتأثر في نسيجها ووظيفتها».
وبرأ العريض «أغلب حالات الوفاة التي تنزل بالمصابين بأمراض الكلى المزمنة»، وقال: «إن أغلب حالات الوفاة تنتج عن مضاعفات في القلب، أو ضغط الدم، أو غيرهما، التي من شأنها تؤدي إلى مضاعفات أخرى سببها اعتلال في جهاز المناعة في وظائف الكلى وتؤدي للوفاة».
الأسباب
أوضح الاستشاري العريض، أن «أكثر المسببات لأمراض فشل الكلى في البحرين تتماشى مع المسببات في العالم، وأهمها مرض السكر، وضغط الدم، إضافة للأمراض الوراثية، وأمراض اعتلال المناعة، وهذا يمكننا الكشف عن الجين الذي يسبب هذه الأمراض، فهناك جين يسبب الفشل الكلوي في السن المبكر (في الأربعينيات من العمر)، وهناك الجين المسبب للفشل الكلوي في السن المتأخر (في الخمسينيات، أو السبعينيات من العمر). منوهاً إلى أنه «ربما هناك بعض المرضى مصابون نسيجياً لفترات سابقة ولكن وظيفياً طبيعية أو بالعكس، لأن كما ذكرت سلفاً أن الكلية «خادعة أو كاذبة» لأنه ربما الشخص ربما لا يشتكي من أي مرض ولكن في الحقيقة أنه مصاب بالفشل الكلوي».
ولفت إلى أن «هناك اتفاقاً بين أطباء الكلى في العالم أجمع، بأن الطبيب لا ينتظر ظهور الأعراض على المريض وإنما يسبقه بإجراء فحوصات دورية خاصة للأشخاص المصابين بالسكري أو ضغط الدم ليتم كشفه مبكراً أو يمكن منع حدوثه بالأساس».
وعن زيادة في أعداد المرضى، قال: «إن المصابين بالفشل الكلى في ازدياد، وهذا راجع إلى أشياء كثيرة منها، ثقافة الناس وبدأ الإعلام سواء (المطبوع أو المرئي) يأخذ دوره في تقديم الثقافة والإرشاد الصحي، وبدأ يقوم بتوعية عن الوقاية من الأمراض وهذا يعتبر مؤشراً جيداً».
ولفت إلى أنه «كانت هناك وحدة صغيرة لعلاج الكلى بمركز السلمانية الطبي بينما الآن ترى هناك وحدات عديدة في البحرين، منها ما هو موجود بمستشفى ابن النفيس لعلاج وغسيل الكلى، وهذا راجع إلى عدة أسباب منها النمط الغذائي وارتفاع المصابين بداء السكري وضغط الدم والسمنة».
وعن أنواع مرض فشل الكلى، أوضح العريض أن «هناك نوعين من فشل الكلى، إما أن تكون حادة أو مزمنة، فالحادة التي تحدث في وقت قصير جداً وتكون مصحوبة باعتلال في الوظيفة أو النسيج أو كليهما، وقد يكون المرض بالكلى أو خارج الكلية، بسبب وجود جرثومة التي تؤدي إلى اعتلال المناعة داخل الجسم، ولكن يمكن ان يصاب الإنسان باعتلال حاد بسبب نقص في ارتواء الكلى من الدم بسبب الأمراض المصاحبة مثل القلب وغيرها».
ونوه العريض إلى وجود بعض الالتهابات، وقال: «بعض الالتهابات لها دور كبير في الإصابة بأمراض الكلى سواء كانت في الكلية نفسها أو خارجها. فإذا كانت في الكلى فإنها تتسبب بفشل. وإذا كانت في الخارج فإن الجرثومة المسببة للالتهاب تهاجم الكلى عبر السموم التي ترسلها وتقوم الكلى بحسب وظيفتها باستخلاصها من الدم لتخليص الجسم منها، ويؤدي ذلك إلى أمراض الكلى المزمنة».
كما نوه إلى أن «أبرز أعراض الفشل الكلوي تأتي من خلال أعراض غير مباشرة، إذ كما ذكرت أن الكلية «تخدع وتكذب»، فربما يصاب المريض ببعض الأمراض مثل آلام في القلب أو الإرهاق، أو من خلال الأمراض الوراثية، وأمراض اعتلال المناعة كالذئبة الحمراء، مما يجعل المريض يعتقد أنه مصاب في قلبه أو جزء آخر من جسمه، إلا أنه بعد الفحوصات المختبرية يتضح أن المريض مصاب في الكلى».
ولفت إلى دور الإصغاء للمريض في حالة الكشف عنه، وقال: «الإصغاء الجيد فن وخبرة يمكن لأي طبيب متمرس أن يمارسه بصورة دورية وأخذ المعلومة الجيدة وربط المعلومات مع بعضها، ومن ثم يبدأ الفحص السريري المتكامل مع فحص جميع أجزاء الجسم، وربط المعلومات التي تؤخذ من المريض من تاريخ المرض حتى اكتشافه عن طريق الفحص السريري مع ربطها بالفحوصات المختبرية لإثبات أن هل المريض مصاب بالفشل الكلوي أم لا».
وعن الفشل الكلوي المزمن، ومتى أن نقول لهذا المريض مصاب بالفشل الكلوي، قال استشاري أمراض الكلى وضغط الدم بمستشفى ابن النفيس سمير العريض: «هناك بعض الأمراض المسببة للفشل الكلوي المزمن، منها أمراض السكري أو ضغط الدم أو غيرها، فيبدأ هنا المريض أن يصاب بالقصور أو الفشل الكلوي المزمن، وهنا تم تقسيم عمليات الكلى إلى خمس درجات، فالدرجتان الأولى والثانية يكون عمل الكلى طبيعي يفوق 60 في المئة، ولكن تبدأ الدرجة الثالثة من بعد 60 إلى 30 في المئة في عمل الكلى، وتقسم هذه الدرجة إلى نوعين (أ، ب)، أما الدرجة الرابعة يكون عمل الكلى أقل من 30 في المئة ولكن أكثر من 15 في المئة، وهنا تحدث اضطرابات في داخل الجسم نتيجة السموم والاعتلال الكلوي على بقية أعضاء الجسم أكثر من الدرجة الثالثة، أم الدرجة الخامسة فهنا يصبح المريض مصاباً بفشل كلوي تام وقد ينذر بأن المريض يحتاج إلى العلاج التعويضي مثل استصفاء دموي وريدي أو استصفاء دموي بروتيني، كما أن الأفضل هو زراعة الكلى».
الوقاية والعلاج
يوضح استشاري أمراض الكلى وضغط الدم، سمير العريض أن «مرض فشل الكلى يعتبر من أمراض العضال، فلو قمنا بتضبيط بعض الأمراض الملازمة للشخص مثل ضغط الدم والسكري أو بعض أمراض اعتلال المناعة لربما يمكن تحاشي الفشل الكلوي». وتابع «يعتبر فشل الكلى مرضاً مزمناً، فإنه سيلازم الشخص مدى الحياة، ويعتبر من الأمراض المزمنة وهو يصنف من الأمراض العضال التي تؤثر على جميع أعضاء الجسم».
وقال: «لا يتيح للمريض في المقام الأول اكتشاف المرض، كما لا يتيح للأطباء التدخل المبكر لمنع مضاعفات المرض».
وفيما يخص علاج الكلى، شرح العريض عمليات الاستصفاء الدموي، فقال: «استصفاء الدم نقوم به خلال المرحلة الأخيرة من الفشل الكلوي المزمن، وهو ما يقصد به أن في البداية عندما يصاب المريض بالفشل الكلوي نقوم بعدة أمور منها تغيير نمط الحياة وعلاج السكري والضغط وعلاج الدهون وتوعية المريض كما نقوم بتوعية أهل المريض، ثم نقوم بمتابعة عمل الكلى هل هي مستقرة أو بانحدار».
وأضاف «لا نقوم بغسل الكلى إلا عندما يتم التشخيص بأن عمل الكلى وصلت إلى فشل الكلوي التام، فيتم بعدها التشخيص بعلاج الغسيل الكلوي».
ولفت إلى أن «هناك عدة أنواع من غسيل فشل الكلوي التام، وهي: استصفاء الدم (غسيل الكلى)، يتم من خلاله استصفاء الوريد ويسمى استصفاء الدم الوريدي، ويتم من خلاله وضع أنبوب ليتم تخليص الدم من السموم وإرجاع الدم الجيد للمريض، وعلى ضوء نتائج التقييم تحدد جلسات العلاجات التي يحتاجها المريض، وأي نوع من أنواع الغسيل الدموي المتعددة».
وتابع أن»هناك نوعاً آخر من غسيل الكلى عن طريق استصفاء الدم وهو ما يسمى بالجدار البروتيني التي يتم بواسطة المحاليل التي تسحب السموم من الدم وتفريغ البطن من هذه المحاليل وإعطاؤه محلولاً جديداً».
أما العلاج الأمثل لعلاج الفشل الكلوي التام، يوضح العريض أنه «يتم عن طريق زراعة الكلى، فهي أكثر فعالية لأنها تقوم بأعمال كثيرة لا يقوم بها الاستصفاء الدموي ولا أي نوع من غسيل الكلى، وهذا يعتبر أقل خطورة لأن كل أنواع الغسيل يصاحبها بعض الالتهابات».
وختم العريض بأن عمليات الاستصفاء الدموي المتقدمة على أساس القيام بوظائف الكلى، أو حالة المريض، متنوعة وكثيرة. وقال: «إن الاستصفاء الدموي ليست كأية وصفة طبية بل هي عملية دقيقة جداً تعتمد على تقييم سريري ومختبري».
العدد 5284 - الخميس 23 فبراير 2017م الموافق 26 جمادى الأولى 1438هـ
يعطيك العافية دكتور بصراحة انت خبرة نادرة ونحتاج منك لأكثر مقابلة في هذه الجريدة للاستفادة اكثر خاصة ان بعض المعلومات التي تقدّمها ستفيد الكثير حتما مما يساهم في نقص حالات الفشل الكلوي.
انا كشخص مررت بعيادتك منذ سنوات لكني ومن دون مجاملة في تلك الزيارة اعجبت بخبرتك ودرايتك وطريقة تعاملك
من الله على الجميع بالصحة والعافية والسلامة بحق محمد وآل محمد
انزين دكتور انتون ويش سوتون للمرضى هل هناك فحص دوري للمصابين بالسكري لو ان الحجي بس كلام