تحتجز السلطات الإيرانية 15 بحاراً آسيوياً قبضت عليهم بتهمة دخولهم مياهها الإقليمية عبر ثلاثة مراكب بحرينية. وقال كفلاؤهم البحرينيون أن بعض هؤلاء البحارة حُكم عليهم بدفع غرامة مالية بعد أقل من شهر منذ احتجازهم، وقد دفعوا هذه الغرامة إلا أنه لم يتم الافراج عنهم لهذا اليوم. منوهين إلى أن البحارة محتجزون في المراكب التي تم القبض عليهم فيها، وأنهم يعيشون ظروفاً انسانية صعبة، مطالبين بتحرك السلطتين البحرينية والايرانية بالاضافة للسفارة الهندية والبنغلاديشية كي تنتهي معاناة هؤلاء البحارة ويتم الإفراج عنهم.

ففي اتصال مع «الوسط» قال حبيب عباس انه «لدي 6 بحارة من الجالية البنغلاديشية دخلوا البحر للصيد قبل حوالي 3 اشهر، وانقطعت أخبارهم. بعد 4 أيام من خروجهم أخبرني أحد الآسيويين انهم اتصلوا به ليخبروه أنهم محتجزون من قبل السلطات الإيرانية بتهمة دخول مياهها الاقليمية. وتابعت موضوع محاكمتهم هناك، وللآن لم يتم الإفراج عنهم. وليس فقط بحارتي محتجزين لديهم، فهناك بحارة آخرون احتجزوا قبلهم من مركبين بحرينيين، أحدهما لهاني حسن والآخر ليوسف خميس».

وأوضح أن «المشكلة أنهم يعيشون ظروفاً انسانية صعبة بسبب احتجازهم في المراكب نفسها، اضف لذلك أنه لا يتم توفير المأكل والمشرب لهم. ولذلك أرسل للبحارة مبالغ مالية بين الحين والحين عندما أجد شخصا ذاهبا لايران. أما بالنسبة لعوائلهم فإنهم يسألون عنهم بشكل شبه يومي مبدين قلقهم على مصيرهم».

وأشار عباس إلى إنه مستغرب مما يتعرض له البحارة الآسيويون في ايران، ذلك لأنه «ليست المرة الأولى التي تمر علينا قضية مشابهة ترتبط بدخول المياه الاقليمية. حدثت لنا مع السلطات القطرية والسعودية، والاجراءات معروفة، فإما حكم بالسجن أو الغرامة أو الافراج. وهنا تكون الأمور واضحة وصريحة. أما الوضع الحالي فهو غريب. فالبحارة ومنذ 3 أشهر لم يتم الحكم عليهم ولم يتم الافراج عنهم، ناهيك عن سوء وضعهم الانساني. وهذا بالتحديد ما يجعلنا نبذل جهودنا في السعي لتخليصهم».

من جهته، قال يوسف خميس والذي لديه 7 بحارة محتجزين من الجالية الهندية، أنه «قد مضى عليهم في الحجز حوالي 4 اشهر. والغريب أنه تم الحكم عليهم بدفع غرامة وقدرها ألفان و300 دينار قبل انقضاء الشهر الأول. وقد أرسلت المبلغ مع شخص كان ذاهبا لايران وقد دفع لهم مبلغ الغرامة، إلا أنه ولهذا اليوم لم يتم الافراج عنهم رغم قضائهم أربعة اشهر في الحجز».

وتابع قائلا «لهؤلاء البحارة عوائل وأطفال ينتظرونهم وينتظرون ما يرسلونه لهم من مبالغ مالية توفر لهم ضروريات الحياة. واستمرار حجزهم يخلف مأساة انسانية على هذه العوائل. هذا بالاضافة لما يعانيه البحارة من ظروف سيئة في الحجز، فهم يعيشون الجوع والغربة معا؛بسبب عدم تكفل السلطات هناك بمأكلهم ومشربهم، معتمدين على ما نرسله لهم. وقد تغيرت ملامحهم بشكل ملحوظ لهذا السبب».

ونوه خميس إلى انه خسر بحارته وتجارته وما ادخره بسبب هذه القضية، إلا أن همه الأكبر في الوقت الحالي هو تأمين عودة البحارة، مناشدا السلطات البحرينية والايرانية وكذلك السفارة الهندية والبنغلاديشية ضرورة التحرك لإنهاء معاناة هؤلاء البحارة مراعاة لظروفهم وأوضاعهم الانسانية.