صدم المشاهدون عندما عرضت المحطة التلفزيونية الرئيسية في البرازيل الراقصة التي ستشكل رمزاً لها خلال كرنفال ريو دي جانيرو المقبل...فهي كانت ترتدي ملابس.
فراقصة محطة "غلوبو" المعروفة باسم "غلوبيليزا" وهي كلمة تجمع بين كلمتي "غلوبو" و "جمال" باللغة البرتغالية، عادة ما تكون شابة جميلة وسوداء تتقن رقص السامبا وتحرك ردفيها في شريط قصير يعرض كفاصل بين برامج الكرنفال.
ومنذ ظهورها الاول العام 1991، رقصت "غلوباليزا" عارية منتعلة كعبا عاليا مع بعض الطلاء اللماع لسد العروات.
وتصدرت الراقصة اريكا مورا التي اختيرت هذه السنة اخبار البلاد لأنها ظهرت عند تقديمها الشهر الماضي بلباس فولكلوري يصل طوله إلى مستوى الكاحل.
ومن بين العناوين التي تصدرت الصحف "للمرة الاولى ترتدي غلوبيليزا ملابس" و "من ألبس غلوباليزا؟".
الا ان طلة "غلوبيليزا" الجديدة ليست سوى مؤشر واحد إلى تغير الذهنية في البرازيل مع اقتراب موعد الحفلة الكبيرة الجمعة التي تسبق انطلاق الكرنفال.
رئيس البلدية... قد يغيب
ويبدو ان رئيس بلدية ريو الجديد مارسيلو كريفيلا وهو قس انجيلي انتخب العام الماضي، قد يغيب عن الكرنفال.
ومع ان هذا النبأ لم يتأكد الا أن مسئول الشئون الثقافية في البلدية كلف تمثيل كريفيلا الجمعة خلال المراسم التقليدية لتسليم مفاتيح المدينة الى ريي مومو، ملك الكرنفال وهو عادة رجل ضخم ومرح يختاره عشاق السامبا.
ويبدو غياب رئيس البلدية غريبا نظراً إلى أن كرنفال ريو هو أكبر حدث تشهده هذه المدينة الكبيرة اذ يستقطب نحو مليون سائح. وسيكون كريفالا في حال تأكد ذلك، أول رئيس بلدية يغيب عن الكرنفال.
ولا يبدو كريفالا متأثراً بالضجة القائمة. فقد اكتفى مكتبه بالقول انه يرفض التعليق على "تكهنات حول وجهة رئيس البلدية".
لكن رئيس البلدية السابق سيزار مايا لا يستسيغ هذا الامر. ويقول معلقا "افهم انه لا يحب رقص السامبا او ما شابه بسبب ديانته الا ان حضوره الزامي".
مكافحة الافكار المقولبة
إلا أن وصول محافظ الى رئاسة البلدية لا يكفي وحده لتفسير الميل إلى تخفيف العري خلال الكرنفال.
فراقصة "غلوبيليزا" تتعرض منذ البداية لانتقادات من قبل ناشطين لأنها تمثل بنظرهم نموذجا عن الافكار المقولبة في حق المرأة السوداء "الشهوانية".
وفي العام 2014، اعتبر اشخاص عبر شبكات التواصل الاجتماعي ان الراقصة المختارة من قبل محطة غلوبو "داكنة جدا" فعمدت المحطة في نهاية المطاف إلى ابدالها بأريكا مورا صاحبة البشرة الفاتحة نسبيا ما اثار موجة اعتراضات جديدة.
اما اختيار السنة الحالية فيشكل منعطفا فعليا مع راقصة ترتدي ملابس "لإضفاء غنى على هذه الشخصية". وقالت غلوبو ان "ردة الفعل الايجابية للجمهور تظهر لنا اننا على الطريق الصحيح". واوضحت لوانا جينو مؤسسة معهد "اي دي-بي ار" (هويات البرازيل) وهي منظمة غير حكومية تكافح من اجل المساواة بين الاعراق "منذ سنوات طويلة والحركة النسوية السوداء تطالب بهذا التغيير".
واضافت "نكافح كي لا تحصر النساء السود في هذه النماذج المقولبة. ويعمد السود إلى أجهزة التلفاز وهي طريقة ليظهروا فيها انهم لا يريدون ان يقدموا على هذا النحو بعد الان".
رقابة اخلاقية
وهذه التغييرات لا تشمل النظر بل تتعداه الى السمع ايضا. وقد الفت حركة نسوية اغنية جديدة لهذا الكرنفال. كذلك اعيد النظر في الاغاني الكلاسيكية الرئيسية الخاصة بالكرنفال لحذف كل الاشارات الذكورية والعنصرية والتي تنم عن رهاب المثلية الجنسية فيها.
واشارت ديبورا توميه مؤسسة فرقة كرنفال الشارع "مولييريس رودادا "هذا امر جيد. الكثير من الناس يتحدثون منذ سنوات عن ذلك الا ان الامر وصل الى ذروته الان".
واوضحت "اننا نعزف حوالى عشر اغان الفتها وتغنيها نساء مع كلمات عن التحرر، او عبارات ممتعة".
الا ان المؤلف جواو روبرتو كيللي صاحب اغنيات شهيرة مثل "ماريا ساباتاو" (ماريا المومس) يتهم الحركات النسوية بافساد الاحتفالات.
وقال لصحيفة "إستادو" في ساو بولو "لم ار هذا الكم من الرقابة منذ النظام الديكتاتوري".