قال رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة إن انعقاد المؤتمر الدولي الأول لطب الأطفال الذي تنظمه جامعة الخليج العربي يؤكد حرص مملكة البحرين وحكومتها على استقطاب المؤتمرات الطبية المتخصصة التي تحشد الخبرات والكفاءات العالمية، انطلاقا من اهتمام المملكة بمساندة ودعم كل الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات الطبية والعلمية التي تستهدف تعزيز الصحة العام والارتقاء بسبل الوقاية والعلاج من الامراض بشتى أنواعها.
وذكر أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تسليط الضوء على أبرز وأهم التخصصات الطبية لطرح العديد من المستجدات التي تواكب التطورات المتسارعة في طب الأطفال وبحث ومواجهة التحديات والعقبات التي تتطلب توحيد الجهود لتجاوزها بأنسب الطرق والأساليب العلمية الأكثر حداثة وفق معايير طبية عالمية.
جاء ذلك لدى رعايته افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لطب الأطفال، الذي افتتح اليوم الخميس (23 فبراير/ شباط 2017)، ويستمر لغاية 25 فبراير 2017، في فندق آرت روتانا في جزيرة أمواج بمملكة البحرين، بتنظيم من جامعة الخليج العربي، جامعاً أكثر من أربعين متحدثاً من الأطباء والعلماء وذوي الخبرة من داخل مملكة البحرين ومن دول مجلس التعاون الخليجي، والسودان، والهند وايرلندا وألمانيا والمملكة المتحدة، وبمشاركة 500 مشارك من الأطباء وكوادر التمريض والمختبرات الطبية وطلاب كلية الطب.
هذا وشهد الافتتاح تبرع الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة بمبلغ نقدي خصص للصندوق الخيري للمركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله الطبية لصالح علاج الأطفال.
من جانبه، أكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد عبدالرحمن العوهلي اهتمام مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الطبية، ومركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم للطب الجزيئي والأمراض الوراثية بأطفال اليوم الذين هم صناع المستقبل، من خلال سلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة والخدمات المتقدمة في مجال تطبيقات الخصوبة والخدمات المتعلقة بعلم الجينات، والطب الجزيئي وعلوم المورثات، والأمراض الوراثية والنادرة، وفحص الأجنة والمواليد الجدد.
ولفت إلى أن مركز الأميرة الجوهرة يقدم أحدث خدمات الطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية لدول مجلس التعاون الخليجي؛ بما في ذلك البحوث، والتطوير، والتدريب الأكاديمي، والتشخيص الجزيئي، إلى جانب تقديم برنامج متكامل بمساندة طبية يتضمن تحليل المخاطر، والخدمات الوراثية قبل الولادة، وخدمات الاستشارة للآباء المعرضين لهذه المخاطر. وقال إن كل هذه الخدمات تقدم في إطار إيمان جامعة الخليج العربي بصحة الأطفال والناشئة التي تشكل القاعدة لصحة كل أفراد المجتمع.
وقد تم تصميم البرنامج العلمي للمؤتمر ليحتوي على 8 جلسات للمحاضرات العلمية والندوات وخمس ورش عمل متخصصة ولقاءات مع الخبراء لتبادل الأفكار والتجارب إضافة إلى 38 ملصقاً لدراسات بحثية متميزة كما يصاحب المؤتمر معرضاً تشارك فيه العديد من الشركات والمؤسسات المحلية والعالمية.
وبين رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر عبدالعزيز الأمين أن برنامج المؤتمر يغطي طيفاً واسعاً من المشكلات الخاصة بالأطفال ومنها السمنة عند الأطفال وأسبابها وقصص نجاح لعلاج سرطان دم الأطفال، ومؤشرات الاعتداء على الأطفال وكيفية التعرف عليها والتعامل معها. ولفت الأمين إلى أن المؤتمر يمنح 14 نقطة من ساعات التعليم الطبي المستمر المعتمدة من الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية في مملكة البحرين، و5 ساعات معتمدة للمشاركين في الورش.
إلى ذلك، تناولت أولى الجلسات العلمية موضوع "حديثي الولادة" وقد ترأسها عبدالهادي المحسن، وعيسى السعد. بدأت الجلسة بورقة رئيس عيادة التوليد واستشاري صحة الاطفال في المستشفى الجامعي لجامعة ليميرك بايرلندا راي فيليب، حول الحد من أخطار فيروس الجهاز التنفسي للأطفال الرضع، متناولة التنبيه إلى خطورة الفيروس وحيد الخلية الذي يصيب الأطفال الرضع وضرورة توفير الوقاية منه من خلال التطعيم والوصول إلى أنواع من اللقاحات التي تحارب وتحد من العدوى الفيروسية للجهاز التنفسي.
وفي الورثة الثانية، تناولت استشاري علم النفس الإكلينيكي بقسم العلاج النفسي وإعادة التأهيل بمستشفى لطيفة في دبي أزهار أبوعلي علاقة الارتباط النفسي بين الطفل والوالدين وأثره على الصحة النفسية.
وكانت آخر أوراق الجلسة الأولى من إعداد استشاري طب الأطفال بمدينة حمد الطبية - مستشفى الوكرة قطر ابتهال عبدالقادر حول "البروبيوتيك" والوقاية من التهاب الأمعاء لدى الأطفال الرضع، حيث سعت الورقة إلى إيضاح أهمية مادة "البروبيوتيك" في علاج التهابات الأمعاء لدى الأطفال حديثي الولادة رغم الرعاية الطبية لهؤلاء في المستشفيات والعيادات المتخصصة. وقالت عبدالقادر إن الأدلة الطبية أثبتت أن مادة "البروبيوتيك" تساهم في تخفيض معدل الوفيات لدى الأطفال حديثي الولادة أو الخدج بسبب التهاب الأمعاء.
فيما تناولت الجلسة الثانية للمؤتمر موضوع "أمراض الجهاز الهضمي والتغذية" وترأسها كيفين باتريك، وحسن زين الدين. شرح خلالها عضو المعهد الدولي لطب الأطفال بالهند ناريش شانميوقام أمراض الكبد الأيضية لدى الأطفال والمسببات الجينية لها التي تؤدي إلى نقص أحد الانزيمات مما يؤدي الى امراض الكبد.
فيما تطرق أخصائي أمراض الأطفال بقسم الكبد والتغذية بمدينة الشيخ خليفة الطبية محمد مقدادي إلى اضطرابات المعدة والأمعاء لدى الأطفال الرضع وعلاقتها بالتغذية.
وتمحورت الجلسة الثالثة والأخيرة للمؤتمر حول "أمراض الدم والكلى" وعقدت برئاسة أكبر محسن، وحسين المخرق.
وكانت أولى أوراق العمل في هذه الجلسة مقدمة من أستاذ طب الأطفال ورئيس قسم الأورام وأمراض الدم والمناعة لدى الأطفال جامعة هياندلبرج بألمانيا اندرياس كلاوزك، حول قصص النجاح في علاج مرض اللوكيميا لدى الأطفال ومؤشرات التطور الطبي في هذا المجال.
وتناولت أخصائية طب الأطفال - أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية الطبي بمملكة البحرين خلود السعد علاج مرض السكلر بواسطة "هيدروكسي يوريا" وتأثيره على وظائف الأعضاء.
وفي ختام اليوم الأول، تطرقت استشارية طب الأطفال وأمراض الكلى بمجمع السلمانية الطبي بمملكة البحرين دينا محمد علي إلى متلازمة "فريزر" وهو مرض وراثي نادر يصيب الأطفال ويسبب اعتلالات الكلى على المدى البعيد.