أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن القضية الفلسطينية تمرُ بمنعطف خطير، بعد أن كادت الأحداث العاصفة والنوازل الخطيرة التي ألمت بالمنطقة خلال الأعوام الستة المنصرمة أن تُحيلها إلى مرتبة ثانية على الأجندة الدولية.
وقال أبو الغيط، في كلمة القاها امام الاجتماع السنوي العاشر لمؤسسة ياسر عرفات الذي عقد اليوم بمقر جامعة الدول العربية اليوم الخميس (23 فبراير/ شباط 2017)، :"ما من شكٍ أن إسرائيل كانت الرابح الأكبر جراء هذه التطورات، حيث وظفت حكومة نتنياهو حالة الانشغال الإقليمي والدولي بما يجري في المنطقة من تغيرات غير مسبوقة، لكي تدفع قُدماً بأجندتها الاستيطانية والتوسعية، وتُمعن في سياساتها العُنصرية في الضفة الغربية".
وأضاف أن "هذه الحكومة ، على ما نرى جميعاً، أسيرةً بالكامل لتيارات اليمين المُتطرف وقوى الاستيطان، ولم تعد تتقن سوى فنون المراوغة والتسويف وإضاعة الوقت وقد شهدنا كيف تمكنت من إفشال مساعي الإدارة الأمريكية السابقة لاستئناف العملية السلمية ووقف الاستيطان".
وأكد أن "هذا التعنت الإسرائيلي، الذي يحتمي بمنطق القوة وحدها ولا شيء آخر، صار مكشوفاً للجميع، ومعروفاً للكافة وهو لا يُمثل تهديداً للفلسطينيين وحدهم، ولا حتى للعرب وإنما يضرب مصداقية المُجتمع الدولي في الصميم.. كما يُسهم في تعزيز قوى التطرف والإرهاب والعُنف في المنطقة، بل وفي العالم".
وشدد على أن انسداد الأفق السياسي أمام الشعب الفلسطيني، الذي وُلد نحو 20 بالمئة من أبنائه بعد انتفاضة الأقصى، لن يكون من شأنه سوى دفع الشباب الفلسطيني إلى نبذ سياسة الاعتدال والوقوع أسرى للأفكار الراديكالية والأجندات المتطرفة.
وأشار إلى "وُعد الفلسطينيين بأن السياسة والتفاوض هما السبيل إلى نيل الحقوق واليوم لم يعُد واضحاً إلى أين يُفضي هذا الطريق في ظل غياب أي استعداد لدى إسرائيل في الانخراط في عملية تفاوضية جادة تقود في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القُدس الشرقية".
وذكر أن "المجتمع الدولي صار أكثر إدراكاً بخطورة الوضع وأن حل الدولتين الذي وسيظل المنطلق الأساسي والوحيد للوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية يتعرض لتهديدات غير مسبوقة، ومن هنا، فلا بديل أمامنا سوى الحفاظ على هذا الحل في مواجهة الزحف الشرس من جانب قوى الاستيطان الإسرائيلي بهدف تقويضه للأبد".
وأكد أبو الغيط أنه لا بديل عن العودة لطاولة التفاوض لحل الصراع.