أناب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة لحضور الحفل الثامن لتسليم جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، والذي أقامته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمقر المنظمة في باريس، بحضور وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، وذلك أمس الثلثاء بحضور المديرة العامة لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفا، وكبار المسئولين بالمنظمة الدولية، والمكرمين ولجنة التحكيم الدولية، وممثلي العديد من وسائل الإعلام العالمية، والعديد من الباحثين والمختصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وفي كلمتها في بداية الحفل أشادت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو بمبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك بإطلاق هذه الجائزة الدولية المهمة، التي تعد من أبرز الجوائز في مجال اختصاصها، وكان لها منذ نسختها الأولى دور كبير في تشجيع المبادرات الدولية المبدعة في مجال استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، كما تأتي منسجمة مع جهود (اليونسكو) لتحقيق أهداف التعليم للجميع، مشيرةً إلى أن موضوع الجائزة في نسختها الثامنة على قدر كبير من الأهمية، وحظي باهتمام عالمي واسع، حيث تم تخصيصها للمشاريع الرائدة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في إيصال التعليم للفئات المحرومة واللاجئين، بما يسهم في تحقيق الإنصاف في التعليم، وهو الدعامة الأساسية لإطار العمل الخاص بالمنظمة في مجال التعليم حتى العام 2030، فضلاً عن كونه المبدأ التوجيهي للهدف الرابع للتنمية المستدامة، لافتةً إلى أن المنظمة قد حرصت على التجديد للجائزة لمدة ست سنوات إضافية، تأكيداً لأهميتها وبالنظر إلى ما حققته من نجاحات مشهودة، في مجال اختصاصها، مثمنةً تعاون مملكة البحرين مع المنظمة في شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك، معربةً عن تقديرها لوزارة التربية والتعليم ووزيرها على تعاونه الكبير مع المنظمة، كما عبرت عن تهانيها للفائزين بالجائزة في نسختها الثامنة.
ثم ألقى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة كلمة مملكة البحرين، مثمناً مبادرة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، من خلال إطلاق هذه الجائزة العالمية، شاكراً ومقدراً للمديرة العامة لمنظمة "اليونسكو" اهتمامها ودعمها لهذه الجائزة التي تتوافق مع أهداف اليونسكو في نشر التعليم للجميع، مهنئاً الفائزين بها للعام 2016، واللذين استحقاها عن جدارة، مثمناً أدوارهما في خدمة المحتاجين إلى التعليم من المحرومين ومن الأشخاص الأقل حظاً في هذا العالم، الذي يشهد تحولات وهجرات وتزداد فيه المشاكل الناجمة عن الحروب والتوترات السياسية والتحديات الاقتصادية التي تؤثر في مجملها سلباً على التعليم.
كما ألقى رئيس لجنة التحكيم الدولية دانييل بورغس من جامعة لايخونا الإسبانية، كلمةً أشاد فيها بالجائزة وبعدها الإنساني والتعليمي وما تحظى به من اهتمام واسع من الباحثين والقائمين على المؤسسات ذات العلاقة، وتزايد أعداد المتقدمين لها، ثم أعطى الكلمة إلى المكرمين لتقديم عرض مختصر عن مشروعيهما، ثم قام كل من نائب راعي الحفل وزير الخارجية، والمديرة العامة لليونسكو، ووزير التربية والتعليم، بتسليم الجائزة للفائزين بها، وهما:
- مؤسسة (كيرون) للتعليم العالي المفتوح، وهي مؤسسة تعليمية غير حكومية مقرها العاصمة الألمانية برلين، وذلك للعمل المتميز الذي قامت به لتمكين اللاجئين من الدراسة الجامعية عن بعد والتخرج بشهادات جامعية معتمدة، بفضل الدورات التعليمية المجانية التي نفذتها عبر شبكة الإنترنت، والبالغ عددها 500 دورة يمكن الحصول عليها في أي مكان، حتى في فترات الأزمات وفي كل مراحل التشرد وإعادة التوطين، وتشمل تخصصات: الأعمال والاقتصاد، الهندسة، علوم الحاسوب، العلوم الاجتماعية، واستفاد منها حتى تاريخه أربعة آلاف شخص.
- مؤسسة (جاجو) وهي مؤسسة تعليمية غير حكومية مقرها بنغلاديش، وذلك لمشروعها التعليمي الإلكتروني الذي مكّن الطلبة في المناطق الريفية من الحصول على تعليم نوعي، من خلال تقديم دورات تعليمية متنوعة لهم عبر نظام التخاطب المرئي عن بعد والفيديو التفاعلي، وذلك باللغتين الإنجليزية والبنغالية، وبإشراف معلمين مؤهلين تأهيلاً عالياً، حيث تسعى هذه المؤسسة التي تتولى رعاية (1061) من هذه الشريحة الطلابية إلى المساهمة في سد الثغرة التعليمية بينهم وبين أقرانهم في المناطق الحضرية.
وبهذه المناسبة، أشاد الفائزان خلال تقديم عروض عن تجاربهما في توفير التعليم للمحرومين واللاجئين، بمبادرة جلالة الملك بإطلاق هذه الجائزة العالمية المتميزة التي أسهمت بشكل واضح في تعزيز وتشجيع التجارب الرائدة في العالم لخدمة الأهداف الإنسانية الخيرة، وفي تحقيق أهداف "اليونسكو" في مجال تعزيز التعلم الإلكتروني على الصعيد الدولي، وتسهيل وصول الخدمات التعليمية إلى مستحقيها في شتى أنحاء العالم، مؤكدين أن المنافسة على هذه الجائزة أسهمت في ابتكار العديد من المشاريع التعليمية الرائدة والفريدة من نوعها وخاصةً التي تخدم المتعلمين في الظروف الصعبة، كما تشكّل للفائزين بها حافزاً كبيراً لمواصلة التميز والإبداع في الحقل التعليمي.
ومن جانبه، قال وزير التربية والتعليم إن إطلاق هذه الجائزة العالمية منذ العام 2006، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وبدعم ورعاية من جلالة الملك، يؤكد مدى اهتمام جلالته بالتعليم كقوة جامعة للبشر وموحدة للعقول من أجل التنمية والسلام، وهو ما تعمل من أجله اليونسكو، من أجل نشر العلم والسلم والتنمية والتآخي والتسامح بين بني البشر، وذلك لأن السلام يُبنى في العقول، مؤكداً أن مملكة البحرين ستبقى وفية لهذه القيم التي تسعى "اليونسكو" إلى تحقيقها، كجزء من رسالتها الإنسانية العظيمة، على الأصعدة كافة، مشيراً إلى أن البحرين تبذل جهوداً مضاعفةً لتطوير التعليم، وجعله أكثر استجابة وتناسقاً مع متطلبات العيش في عالم متغير، مستفيدين من خبرات شركائنا في العالم، وفي مقدمتهم خبراء منظمة اليونسكو، مؤكداً أن هذه الجائزة قد حظيت باحترام دولي واسع، لانسجامها مع استراتيجية اليونسكو 2030 فيما يتعلق بنشر التعليم الإلكتروني.
هذا وقد شهد الحفل عرض فيلم قصير من إنتاج وزارة التربية والتعليم، تناول أبرز إنجازات المسيرة التعليمية في مملكة البحرين، وخاصةً تجربتها الرائدة في مشروع التمكين الرقمي في التعليم والتوسع في التعليم الإلكتروني.
وعلى هامش الحفل، أقيمت ندوة، قدم خلالها الفائزان بالجائزة عروضاً موجزة عن مشروعيهما، كما قدمت وزارة التربية والتعليم عرضاً لمشروعها الرائد "المدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان"، الذي يسعى من خلال تطوير المناهج ورفدها بالأنشطة الصفية واللاصفية إلى نشر قيم التسامح والتعايش والحوار في الفضاء المدرسي، كما نظمت الوزارة بهذه المناسبة معرضاً للتعريف بجهود مملكة البحرين في تطوير التعليم وما تقدمه من خدمات متميزة لفئات الطلبة كافة، يبين ما بلغته المسيرة التعليمية من تطور مشهود بفضل ما توفره الدولة من إمكانيات كبيرة والقيادة الحكيمة من رعاية واهتمام. وقد حظيت كلا الفعاليتين بحضور كبير من مسئولي "اليونسكو" والعديد من المختصين والمهتمين ومن ممثلي وسائل الإعلام العالمية.