العدد 63 - الخميس 07 نوفمبر 2002م الموافق 02 رمضان 1423هـ

الانتقاد لا يمنع حوار دمشق مع واشنطن

فايز سارة comments [at] alwasatnews.com

.

ترددت في الأيام القليلة الماضية انتقادات سورية قوية لسياسة الولايات المتحدة إزاء القضايا العربية وخصوصا في الموضوعين العراقي والفلسطيني، وصدرت عن كبار المسئولين السوريين وأجهزة الإعلام تصريحات وتحليلات، أخذت مسار النقد والتنديد بالسياسة وبالمواقف الأميركية، كان أبرزها اتهام الرئيس بشار الأسد الولايات المتحدة بالجهل في شئون المنطقة عند استقباله المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط وليام بيرنز في دمشق الأسبوع الماضي ومعارضته الرؤية الأميركية لإنشاء دولة فلسطينية، وهو موقف تقاطع مع دعوة نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام الإدارة الأميركية إلى «مراجعة عميقة وجريئة لسياساتها في المنطقة والعالم على قاعدة الإدراك الفعلي لمصالحها الحقيقية، كما لمطامح الأمم والشعوب وحقائق التاريخ والجغرافيا»، ثم جاء تحفظ وزير الخارجية السوري فاروق الشرع يوم السبت الماضي في الرياض بشأن الوثيقة الأميركية، التي طرحها بيرنز بشأن إنشاء دولة فلسطينية على ثلاث مراحل حتى نهاية العام 2005، إذ قال: إن «أية خريطة طريق لا تستند إلى المبادرة العربية والقرارات الدولية ستجد صعوبة كبيرة أمام تطبيقها».

وذهبت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية إلى الأبعد في نقد السياسة الأميركية، والدعوة إلى تصحيحها مرفقا بالتنديد الشديد بجولة الموفد الأميركي إلى المنطقة، فقالت: إن «الشكوك» تحيط بها، وتوقعت لها الفشل. وقالت «تشرين»: إن المراقبين لا يتوقعون «أية نتيجة لمهمة المبعوث الأميركي، وتحيط بها الشكوك من كل جانب، ذلك أن الإدارة الأميركية غير جادة في العمل من أجل السلام» في الشرق الأوسط، ووصفت مهمة بيرنز بأنها «تغطية على مخططات واشنطن الحربية ضد العراق وفي محاولة لاسترضاء بعض العواصم العربية والحصول منها على تسهيلات للقوات والأساطيل الأميركية التي تعتزم المشاركة في مهاجمة العراق»، وقالت: إن هدف واشنطن «المعلن» هو «نزع اسلحة العراق وهدفها الحقيقي وضع اليد على منابع النفط وتسهيل مهمة اريل شارون في طرد الشعب الفلسطيني من وطنه».

وتعكس هذه الانتقادات مدى تنافر السياسات والمواقف بين دمشق وواشنطن، وهي بين أمور دفعت في السابق إلى فتح حوار بين الجانبين، كما حدث في يونيو/ حزيران الماضي في جلسة استضافتها جامعة «رايس» في تكساس، والتي تلتها زيارة السفير الأميركي السابق إدوار دجرجيان لدمشق ولقاؤه الرئيس بشار الأسد في سياق تقويم الجلسة الأولى وترتيب مجريات انعقاد جلسة جديدة بهدف تخفيف تباين السياسات والمواقف من القضايا المطروحة والوصول إلى مقاربات مشتركة لأخذ كل طرف مصالح الطرف الآخر في الاعتبار.

ويجري في دمشق حديث عن ترتيبات هدفها عقد جلسة جديدة من الحوار السوري الأميركي، واقترن ذلك مع زيارة شبلي تلحمي في جامعة «ميريلاند» لدمشق في سياق اتصالات لعقد جلسة حوار بداية يناير/ كانون الثاني المقبل لمقاربات مشتركة إزاء قضايا الإرهاب والعراق والقضية الفلسطينية، وقد التقى تلحمي مسئولين سوريين بينهم معاون وزير الخارجية وليد المعلم ومديرة الإعلام الخارجي في الوزارة بثينة شعبان، ووزير الإعلام عدنان عمران، وألقى تلحمي محاضرة عن السياسة الخارجية الأميركية بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول قدمه فيها السفير الأميركي في دمشق.

أوساط دمشق، تتوقع وفدا سوريا للحوار مع الأميركيين، يشارك فيه معاون وزير الخارجية وليد المعلم، ومديرة دائرة الإعلام الخارجي في الخارجية بثينة شعبان، وأستاذ القانون الدولي في جامعة دمشق محمد عزيز شكري، مقابل وفد أميركي يتوقع فيه وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، والسيناتور آرلن سبكتر، ومدير معهد بيكر للسياسات العامة إدوار دجرجيان، والسفير السابق في دمشق كريستوفر روس.

مصادر في دمشق، قالت إنها لا تتوقع الكثير من الحوار بين دمشق وواشنطن عن القضايا المختلف عليها، وبالتالي تغييرات في المواقف، ذلك أن واشنطن تتابع التهديدات بشن حرب على العراق، وتقدم دعما أميركيا لا محدود إلى الدولة العبرية، وهو ما يجد معارضة سورية، فيما تعارض الولايات المتحدة دعم أو إيواء دمشق تنظيمات وجماعات، تتهمها الولايات المتحدة بالإرهاب منها «حماس» الفلسطينية وحزب الله اللبناني، كما تعارض واشنطن جوانب في علاقات دمشق مع بغداد، ولاسيما موضوع النفط العراقي الذي يمر عبر سورية، وهذا يعني أن النقد والاعتراض مستمران بين دمشق وواشنطن كل للأخرى على رغم الحوار الجاري والممكن

العدد 63 - الخميس 07 نوفمبر 2002م الموافق 02 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً