يقول الله في كتابه الحكيم: «قال فرعون ما أريكم إلاّ ما أرى ولا أهديكم إلاّ سبيل الرشاد»، (سورة غافر، آية 29). حقيقة ذكّرنا بهذه الآية عضو المجلس البلدي للمنطقة الشمالية طه الجنيد، حين طالب سعادة العضو وزارة الإسكان، بأن تحذف منهج «لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد»، وأن تسمع للمواطنين، وتأخذ رأيهم في المشاريع الإسكانية والتصاميم الهندسية لها، من خلال إجراء استفتاء إلكتروني. واستطرد الجنيد قائلاً: «نريد مشروعاً وطنياً لحل معضلة مخالفة المواطنين».
بصراحة قضيّة الإسكان الشائكة لن تُحل مهما قدّم المستشارون من مشورات، ومهما حاولت الوزارة تقديم الحلول، فمن الواضح أنّ الكثافة السكّانية وصلت حدّها غير الطبيعي، وشحّ الأراضي هو الآخر وصل أمده، وبين شح الأراضي وبين الكثافة السكّانية ماذا تصنع وزارة الإسكان، تخترع أراضي مثلاً! أو تبني بيوتاً عمودية كما هو معمول به حالياً، لكل مواطن بيت فوق بيت!
في الزمن القديم كانت هناك هبات في البحر، وينتظر المواطن 10 أو 20 سنة حتى يأتي الدفان، أمّا اليوم فحتّى أراضي البحر ذهبت إلى الجزر الإستثمارية، ومنذ 20 سنة تقريباً توقّفت الهبات الموجودة في البحر، مع إنّها كانت حلاً صحيحاً من أجل أن ينعم المواطن بقطعة أرض معقولة.
أكثر شكاوى النّاس هو وجود البيوت الضيّقة التي لا تستطيع أن تضع فيها قطاً وليس سريراً، وشكواهم أيضاً وجود قوائم من 92 و93 لم تحصل على الأراضي أو البيوت الإسكانية، في حين أنّ طلبات 2002 و2003 حصلوا عليها!
لا نتحدّث عن وزارة الإسكان لا من بعيد ولا من قريب، فيكفيها الضغط الذي عليها، ولكن نتحدّث عن خطّة استراتيجية للدولة من أجل حل أزمة الإسكان والتوزيع بعدالة، فمنهج «ما أُريكم إلاّ ما أرى، ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد» لا يصلح في زماننا هذا أبداً، فالنّاس تغيّرت ووسائل الإعلام تغيّرت، ووصول المعلومة هي الأخرى تغيّرت، لأنّها أصبحت تصل إلى الجميع وإن حاول البعض تغييبها أو تشويهها أو حتّى منعها من الوصول.
لا أريكم إلاّ ما أرى، ولا أهديكم إلاّ سبيل الرشاد هي جملة جميلة وتدل على القوّة والجبروت، ولا تكون في مكانها الصحيح، وما أفضل الأخذ والعطاء، وما أفضل أن نأخذ منهج «أمرهم شورى بينهم»، لأنّ هذا المنهج هو الذي سيدوم مع تطوّر فكر الشعوب، وهو ما يُقنع ويبقى ويدوم ويقوّي العلاقة بين الجميع.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5282 - الثلثاء 21 فبراير 2017م الموافق 24 جمادى الأولى 1438هـ
نتمنى لو تصل كلماتنا الى مسامعك يا أختنا مريم و تتبني قضية الأطباء الذين اضحى اليأس حليفهم بفعل التعطل و البقاء حبيسي جدران غرفهم...و انطلاقا من ايماننا بأن قلمك الشريف والذي لا ينطق الا با الحق نأمل أن نرى يوما قضيتنا قد تصدرت عنوان عمودك..
سوال محيرني لماذا يكون هناك مشاريع اسكانية نموذجية في ... ولا تكون مشاريع اسكانية نموذجية مماثل في مناطق مختلفة لا اتكلم انا عن مناطق ...فقط و حتى ....لماذا لا تكون هناك مشاريع اسكانية نموذجية في جميع المناطق ؟
الحكومة اذا ما تقدر تخدم المواطن وتوفر له السكن خلها تستقيل افضل
يجب اشراك المواطن في وضع القوانين التي تمسه بدل فرضها عليه بالقوة
«لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد»....للأسف هذا هو المنطق السائد في أماكن كثيرة في هذا البلد...
الاخت مريم اصبتي في مقالك . هناك حلول اذا كانت النية فعلا موجوده . فبإمكان الوزارة ان تطرح مشروع الاراضي مع قرض بناء بعد تسديد قيمة الارض (خصوصا ان الارض مجان- ارض لكل مواطن) فالمدن الخمس مدفونه اعطوا الناس الارض وهي تبنيها على مزاجها ضمن اشتراطات محددة ولا تخرج عن المخطط العام للمشروع . في دولة الامارات توهب الارض ويعطى قرض بناء وهناك مقاولين محددين ضمن الوزارة يجب على مواطن ان يختار من بينهم لكي لا يستغل المقاول الموضوع ويفرض اسعار خيالية . ثانيا يقول الوكيل ان بيوت الاسكان افضل من الخاصة
عنوان عجيب واستشهاد موفّق واقتباس جيد لكل امور البلد التي تحتاج الى العظة في كتاب الله وما حذّر منه خلقه من السير والسلوك في مساكن الذين ظلموا انفسهم ومن غرّتهم الحياة الدنيا
أختلف معاج أخت مرين في هالمقال، لو تلاحظين خريطة البحرين أن معظم التعمير الإسكاني في الجزء الشمالي من البحرين، وفي مناطق كبيرة فاضية في وسط وجنوب البحرين، وممكن استغلال الجزر بعد كجزيرة جدة.
هذا منطق فرعوني أورده الله في كتابه وتواترت قصص فرعون مع موسى كثيرا للتنبيه والعظة واخذ الدروس لكن كل ما حذّر منه القرآن وحذّرت منه السنة النبوية ها هي امة الإسلام تخالفه عيني عينك
وهل من متعض يتجبرون ويفرضون قوتهم على من حولهم يعتقدون انهم مخلدون ولا ينظرو الى اسلافهم كيف رحلو في طرفة عين
لهم في العهد المعاصر من غدر به من كانوا يسندونه بالمال و السلاح ثم خرجت طائراتهم لحربه و الدنيا دوارة لذلك على الإنسان التفكر في أمر آخرته إلا إذا كان غاسلا يده منها مع أن الله يغفر الذنوب جميعا و لكن لا تقل كما فعل فرعون حين أدركه الغرق و أيقن أن لا نجاة قال آمنت فهذان إيمان و توبة لاينفعان.
كل الكلام مايمشي عند اصاحب القرار هم يشفون من يمشي على المريخ
انا أقول امتداد القراى كان اكبر خلط للإسكان وهذا سبب وجودطلبات قديمه ومن أحدث منه حصل سكن
1- لايوجد شح أراضي بل سرقة أراضي أو توزيع غير عادل
2- لا أريكم إلا ما أرى موجودة بكل مناحي الدولة فلا برلمان فعال و قوي يوقف هذه السياسة بل هو معين عليها و يبصم على ما يأتيه و لا تقبل للإنتقاد يمكن من خلاله جمح هذه السياسة.
3- الغفلة التي تجعل الإنسان يفعل هذه السياسة و كأنه دائم و كأن ما يقننه من أخطاء سيتم تغافلها من قبل الله بل سيكون عليه وزرها و وزر من يعمل بها إلى يوم القيامة
بارك الله فيك وفي قلمك الحر أختنا العزيزة مريم وياريت كل مسؤول يضع نصب عينيه هذه الآية الكريمة ويعامل المواطن بالعدل والإنصاف جان الجميع سيكون بخير
التجنيس العشواءي هو سبب المشكله ....