قالت القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة عبير الغاوي إنه كثر الجدل مؤخرا بشأن أهمية فيتامين (D)، حتى أصبحت التفاحة التي تبعد عنك الطبيب، و(د) الفيتامين الخارق الذي يمكن ان يحمي من كل شيء بدءا من التعب والام الجسد وصولا الى أمراض القلب والسرطان، وما تردد حوله استنفر بالفعل عدد غير قليل من الناس وطبعا استفادت من ذلك المراكز الربحية مستغلة قلة الوعي عند المجتمع بشأن هذا الموضوع في بث فوبيا تغذي دوامة التحاليل والاشعة والحقن والأدوية واشياء اخرى ليس لها داع.
وبينت الغاوي أنه بات من الضروري أن تكون هناك وقفة علمية موضوعية لاستيضاح الحقيقة والخرافة فيما يتعلق بفيتامين (د)، حيث إن فيتامين (د) هو في الواقع هورمون من عائلة الإستيرويدات. يخضع إنتاجه في جسمنا، لرقابةٍ صارمة بحسب مستوى الكالسيوم والفوسفور، ومستوى هورمون الغدة الدرقية في الدم. ويحتاج أن يمر فيتامين (د) لتغييرات في الكبد والكُلى، قبل أن يكون جاهزًا وظيفيًّا. ووظيفة فيتامين (د) الأساسية هي الحفاظ على توازن معدني الكالسيوم والفوسفور في الجسم، إذ يساعد على امتصاصها من الأمعاء، ويمنع الخسارة المفرطة لهما في الكلى، كما ويتحكم في ترسيبها في العظام او سحبها منها وبالتالي يلعب دورا مهما في صحة العظام والعضلات وتقليل السقوط لدى كبار السن ويمنع الهشاشة العظام عند الكبار. وينشا عن نقصه أمراض مثل الكُساح لدى الأطفال ومن اعراضه تقوس العظام في الساقين واليدين و كسور هشة و تشوه في العظام و ضعف النمو و تأخر المشي، أما لدى البالغين، فإن النقص في فيتامين (د) قد يؤدي إلى مرض لين العظام وما يرافقه من ضعف العضلات والعظام ومن اعراضه ألام العظام أسفل الظهر والساقين والرأس وآلام العضلات و المفاصل.
واشارت القائم بأعمال مدير إدارة تعزيز الصحة إلى أن مجموعات السكان المعرضة لخطر أكبر للإصابة بنقص فيتامين (د) هم: المسنون، الأشخاص الذين يعانون من وزن مفرط، النساء المرضعات، والأشخاص الذين يُعَرِّضون أجسامهم بشكل محدود لأشعة الشمس. ويتراوح الاستهلاك اليومي الموصى به ما بين 400 – 600 وحدة دولية ويمكن توفير هذه الكمية عن طريق التعرض للشمس حيث يعتبر الإنتاج الذاتي في الجلد تحت تأثير الإشعاع فوق البنفسجي من أهم مصادر الصورة الفعالة لفيتامين(د) Vitamin D3 و تسهم أشعة الشمس في انتاج 90 % منه بينما يسهم الغذاء مثل الكبد وصفار البيض وزيت السمك واللحوم الحمراء في انتاج الـ 10 % الباقية وكما انه متبع إضافة فيتامين (د) صناعيًّا إلى الحليب ومنتجاته في بعض الدول. ويتم علاج نقص فيتامين (د) بالتعرض لأشعة الشمس، وتناول أغذية غنية او مدعمة بفيتامين (د)، والعلاج بأدوية فيتامين(د) بأحد أشكاله النشطة والمتوفرة في شكل حبوب وبخاخات وابر للحقن.
وأن نقص في فيتامين (د) يعتبر مشكلة عالمية حيث يعاني حوالي بليون شخص من ذلك وقد بينت عدد من الدراسات البحرينية والخليجية الانتشار الواسع لنقص فيتامين(د)في المنطقة بسبب نمط الحياة وما يترتب عليه من قلة التعرض للشمس بكميات كافية ومعها انتشرت بعض المعتقدات الخاطئة والتي يجب تصحيحها:
المعتقد 1: اثبتت الدراسات العلمية المحكمة ان فيتامين(د)يقي من السرطان وأمراض القلب والاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وداء السكري وأمراض المناعة الذاتية مثل التَّصَلُّب المتعدد والتهاب المفاصل.
هذا غير صحيح فما تم التوصل له هو ان هذه الامراض هي أكثر شيوعا في الشعوب التي يقل عندها معدلات استهلاك الفيتامين (د) بناء على دراسات مجتمعية عامة غير دقيقة وليست بناء على بحوث وقياسات اكلينيكة وبالتالي لا يوجد سند علمي قوي لهذا الادعاء ونحن بحاجة لمزيد من الدراسات لإثبات صحة ذلك.
المعتقد2: يستطيع جسم الانسان انتاج كفايته من فيتامين(د)
الحقيقة هي ان معظم فيتامين (د) في الجسم ينتج عند التعرض للإشعاع فوق البنفسجي للشمس ولكن يتأثر ذلك عادة بعدة عوامل مثل البعد عن خط الاستواء و تلوث الهواء بالكربون الناتج من عوادم السيارات والمصانع كما ان تغطية الجسم بالملابس أو وجود عازل من الزجاج أو وضع كريم الواقي الشمسي كلها عوامل تعيق الاستفادة من الأشعة واضافة الى ذلك فانه كلّما تقدم الانسان في العمر قلت كفاءة الجلد لتحويل فيتامين «د» وخصوصاً بعد عمر الستين فيحتاج كبار السن للتعرض للشمس أكثر مرتين من غيرهم بالإضافة الى أخذ فيتامين (د) وبسبب هذه العوامل فان عدد كبير من الناس يعاني من نقص الفيتامين د.
المعتقد 3 : أفضل وقت للتعرض للشمس لاكتساب فيتامين «د» هو في الصباح الباكر و عند الغروب
والصحيح هو ان أفضل وقت للتعرض للشمس هو منتصف النهار فقد أكدت دراسة سعودية بالتعاون مع جامعة بوسطن الأمريكية أن الإنتاج الذاتي لفيتامين (د) من الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال فصل الصيف يبدأ تدريجياً من الساعة الثامنة والنصف صباحاً ويصل لذروته عند الساعة 11:30 ويستمر إلى 3 ظهراً وتعتبر الفترة ما بين 9:30 الى 11 صباحاً هي أفضل وقت ولا ينصح بالتعرض للشمس ما بين 12 إلى 3 ظهراً لأن التعرض لهذه الأشعة يكون ضار نسبياً لشدة الحرارة ووجود تغيرات في كروموسومات خلايا الجلد قد تسبب السرطان.
المعتقد 4: يجب تعريض الوجه واليدين لأشعة الشمس 15 دقيقة يومياً لاكتساب كمية كافية من فيتامين «د»
الصحيح انه لا توجد قاعدة تصلح للجميع فالأشخاص ذوي البشرة البيضاء تكفيهم هذه المدة واما الاشخاص ذوي البشرة الداكنة او كبار السن فيحتاجون وقتا أطول ويعتمد ذلك أيضا على المساحة المعرضة فالظهر يعطي نتائج افضل من الوجه واليدين والساقين وبشكل عام فانه يمكن انتاج ما يكفي من فيتامين(د)خلال مدة قصيرة وهي نصف المدة التي يبدا معها الاحمرار الجلدي عند التعرض للشمس ويمكن انتاج 10,000الاف وحدة خلال مدة اقل بفترة بسيطة من المدة التي يبدا معها الاحمرار الجلدي.
المعتقد 5 : يجب عمل فحص فيتامين(د) على فترات متقاربة للتأكد من تصحيح النقص.
الصحيح ان بناء مستوى فيتامين(د) في الجسم يستغرق عدة أشهر وبالتالي يجب قياس مستوى فيتامين(د)بعد 3 شهور على الاقل من بدء العلاج لمتابعة تصحيح النقص.
وفي الختام أكدت الغاوي على أن نقص فيتامين (د) من المشكلات الصحية المنتشرة في مجتمعاتنا ولا توجد توصيات طبية خاصة بإجراء فحوص دورية لاكتشاف حالات النقص ولكن يحتاج منا ذلك تغيير بعض العادات وقضاء وقت اطول تحت اشعة الشمس ما بين التاسعة والحادية عشرة صباحا وتناول الاغذية الصحية الغنية بفيتامين (د) وتناول جرعات وقائية من فيتامين (د) من قبل الاشخاص المعرضين لهذا النقص.
يعطيكم العافية
شكراااا
شكرا للمعلومة