يتمسك الكثير من المسئولين الرياضيين في الاتحادات الوطنية والأندية بمواقعهم وكراسيهم لسنوات طويلة، رافضين إخلاء الموقع تحت أي ظرف على رغم أنه عمل تطوعي من المفترض أن يفسح فيه المجال للجميع للإبداع والتغيير.
العمل الرياضي بحاجة دائمة إلى أفكار جديدة وإلى آليات عمل مبتكرة لكي يتمكن من مسايرة الحركة الرياضية العالمية المتسارعة.
الاستمرار بالأفكار الجامدة نفسها لسنوات طويلة دون رغبة في التتغير يدفع ليس فقط إلى البقاء في نفس المكان وإنما التراجع للخلف كما هو حاصل حاليا في الكثير من مفاصل رياضتنا.
الحجة الرئيسية للبقاء لدى هؤلاء على رغم الإخفاقات وعلى رغم الروتين على مدار سنوات طويلة هو أنهم إذا لم يستطيعوا هم تحقيق النجاح فهل سيستطيع البدلاء أو الآخرون النجاح؟.
هذا التساؤل هو الذي يدور دائما في أذهان معظم المسئولين الرياضيين في الأندية والاتحادات معتقدين أن الدنيا توقفت عندهم وأن الأفكار والابداع انتهى بعدهم، وبالتالي ما الحاجة للتغيير في ظل أن البدلاء لن يستطيعوا تحقيق النجاح سلفا.
هناك مسئولون رياضيون أدمنوا على الفشل بحيث بات النجاح بالنسبة لديهم غير واقعي، وأن الفشل الذي هم فيه على مستوى النادي أو الاتحاد هو من الإنجازات التي يجب أن يشاد بها.
هؤلاء يعتقدون أنهم محور الحياة وعندما يخفقون فلن يستطيع أحد بعدهم النجاح، وخصوصا أن الإمكانات المادية ضعيفة وهم يسيرون النشاط وهذا بحد ذاته إنجاز.
مثل هذه الشخصيات ومثل هذا النمط من التفكير تراه حاكما في الكثير من الأندية والاتحادات، وهو أحد الأسرار العميقة في التخلف الرياضي.
هناك بالفعل مشكلات مالية في معظم الأندية والاتحادات ومشاكل على صعيد شح الكوادر البشرية المؤهلة العاملة في هذه المواقع نتيجة عوامل مختلفة، حتى أن البعض بات يدعي أن سبب استمراره على رغم الإخفاق كل هذه السنوات هو عدم وجود البديل.
كل هذه الأعذار في الواقع هي غير حقيقية بعلم من يطلقها لأنه لم يخل يوم من الأيام أي موقع رياضي في ناد او اتحاد أو حتى مركز شبابي عندما قرر صاحبه التخلي عنه طوعا، بل هناك العشرات إن لم يكن المئات المستعدين لشغل هذا الموقع.
كما أن نوعية البديل الموجود ليس حجة للاستمرار في الإخفاق لأن التغيير والأفكار الإبداعية عادة تأتي من خارج الصندوق بل من خارج التوقعات، فمن يعتقد أنه لن ينجح في هذا النادي أو ذاك بدعوة ضعف الموارد المالية قد يكون هو من يجد الحلول لهذه المشكلة.
أن تستمر 20 سنة أو أكثر في الموقع وسط تراكم المشاكل وغياب الحلول وترفض ترك حتى فرصة المحاولة لحل هذه المشاكل من قبل الآخرين هو أمر يستلزم وقفة جدية من قبل اللجنة الأولمبية البحرينية ووزارة الشباب والرياضة.
البعض في أنديتنا واتحاداتنا يحاول بالخطوات نفسها والآليات نفسها فمن الطبيعي أن يصل لنفس النتائج، ولو جاء آخرون فربما عكسوا الخطوات فقط وعدلوا في الآليات وتوصلوا لنتائج مختلفة لحل الكثير من المشاكل المالية والفنية التي تواجه رياضتنا.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5281 - الإثنين 20 فبراير 2017م الموافق 23 جمادى الأولى 1438هـ
صح الله لسانك